محلي

الأمراض والآفات الاجتماعية والدعارة تفتك بسكان البيوت الفوضوية

عنابة

 

فتحت المصالح الأمنية بولاية عنابة مؤخرا، تحقيقات معمقة، حول نشاط عصابات الجنس، التي حولت الأحياء الفوضوية، المحاصرة للنسيج الحضري، إلى أوكار للدعارة، وتعاطي المخدرات، وترويج المشروبات الكحولية، وقد أضحت تلك الأحياء بمثابة خزان للجريمة بمختلف أنواعها، حسب اعترافات مسؤولين محليين ومنتخبين.

سكان العديد من التجمعات السكنية بولاية عنابة نددوا مرارا بالوضعية اللاأخلاقية التي آلت إليها أحياءهم السكنية بسبب تفشي ظاهرة السكنات الفوضوية التي تسبب تفريخها في زيادة الجرائم بشتى أنواعها.

وفي هذا الإطار أكد عدد من مواطني "القرية" بسيدي عمار الذي به المئات من البيوت الفوضوية أن الانتشار الرهيب للبيوت الفوضوية حول البعض منها إلى أوكار للفساد والرذيلة الأمر الذي نتج عنه حالة من الغضب والغليان في أوساط السكان نتيجة تحويل المنطقة إلى عاصمة لتجار الجنس والمخدرات، حيث حوّلوها إلى بيوت دعارة يرتادها غرباء عن المنطقة عن طريق استئجارها لقضاء ليالي العشق والسمر التي تنتهي دائما بعمليات اغتصاب وجرائم القتل.

 من جهتهم، سكان حي الصرول، اعتبروا جريمة مقتل شاب عشريني، مؤخرا على يد عصابة تتكون من 08 أشخاص، بالواقعة الخطيرة.

وصرحوا بأن الحي الذي أدرجته السلطات الولائية والمحلية بولاية عنابة ضمن قائمة الأحياء المنسية والمهشمة يعاني من الانتشار الرهيب للآفات الاجتماعية بالتجمعات السكنية الفوضوية التي لا تمت للإسلام بصلة، وجاء ذلك نتيجة نقص الأمن عن الجهة، التي تحكمها قبضة شبكات إجرامية خطيرة، يعمل معظم أفرادها في المتاجرة بأم الخبائث، والمخدرات والحبوب المهلوسة، مستخدمين الأطفال القصر للحراسة لتفادي المداهمات الأمنية لمصالح الدرك الوطني.

وحسب أحد الأشخاص الذي تقرب منا وهو متوتر خوفا من اكتشاف أمره، فإن عمليات الإجرام التي تتم بالحي، يتم التخطيط لها، عن طريق عقد اجتماعات ليلية، بالبيوت الفوضوية، يتم فيها وضع آخر الرتوشات لاختيار الضحية.

في سياق حديثه أوضح بأن معظم جرائم الدم، يكون بسبب بائعات الهوى، آخرها مقتل شاب في 23 سنة، على خلفية شجار عنيف، استعملت فيه السيوف والخناجر، مع أحد ملاك بيوت الدعارة بالمنطقة.

أطفال ونساء ضحايا البيوت العشوائية

ظاهرة غريبة، عرفت انتشارا كبيرا في أوساط الشباب، الراغبين في الزواج بولاية عنابة، وهي بناء بيوت فوضوية، والاستقلال كليا عن العائلة الكبيرة، لابتعاد عن المشاكل والخلافات العائلية، التي تنشب عادة بين زوجة الابن والأم أو أخوات الزوج، بسبب الغيرة وغيرها من الأسباب، التي يعرفها العام والخاص، حيث يفضل هؤلاء بناء بيوت مغطاة بالصفيح، أو "الترنيت "، كما هو معروف للإسراع في الزواج، لأن أزمة السكن التي تعرفها جل بلديات وأحياء الولاية، بالرغم من الحصص الكبيرة التي استفادت منها مدينة عنابة، على مدار 05 سنوات الأخيرة، جعلت من الزواج أمرا مستحيلا، حيث يفضل غالبية الشباب المنحدرين من العائلات الفقيرة البيوت الفوضوية والأكواخ القصديرية بالرغم من مخاطرها الصحية والبيئية، وافتقارها لمعايير البناء المعمول بها، في مجال العمران على الانتظار لسنوات أخرى للظفر بشريكة الحياة، والأمر اللافت هنا أن الزوجة، أو العروس، لا تمانع في بناء حياة زوجية، داخل بيت فوضوي، لأن "ما في اليد حيلة" كما يقول المثل الشعبي، ودائما الذين يدفعوا الثمن، هم الأطفال الذين يولدون في بيئة تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة، من انعدام لقنوات الصرف الصحي والماء والغاز، فضلا عن الروائح الكريهة، والقوارض التي تتسبب في أمراض خطيرة، للأطفال كالربو والحساسية، وضيق التنفس، وفقر الدم، وغيرها من الأمراض المعروفة، والخطيرة، التي تؤدي في الكثير، من المرات إلى الوفاة، كما أن تلك المعاناة تتسبب في العديد من الآفات الاجتماعية للأطفال، كالتسرب المدرسي، لعدم قدرتهم على التحصيل العلمي الجيد، على غرار نظرائهم من التلاميذ، الذين يقطنون في مساكن مريحة مع عائلاتهم، تضمن لهم مراجعة دروسهم والنوم الجيد.

 

3000  عائلة بحي "بوخضرة" تعاني من الأمراض المزمنة

 

يعاني سكان حي بوخضرة، الذي يضم حوالي 3000 بيت فوضوي، كغيره من الأحياء العشوائية الأخرى، المنتشرة بالصرول وبوزعرورة والشابية وسيدي سالم وسيدي حرب والفخارين والقرية وحجر الديس بسيدي عمار وواد النيل من عدة مشاكل، لعل أهمها وأخطرها المشاكل الصحية، حيث يعتبر الواد المحاذي لسكناتهم مفرغا للنفايات والمياه المستعملة القادمة من الأحياء المجاورة بالإضافة إلى الحشرات السامة كالأفاعي والجرذان التي لا تخلو منها المنطقة هذا في فصل الصيف، حيث يتحول المكان بؤرة حقيقية للأمراض. أما في فصل الشتاء فيتحول المكان إلى برك ومستنقعات يصعب الخروج منها إلا باستعمال الأحذية البلاستيكية رغم ما يشكله ذلك من صعوبة على الأطفال. ففي هذا الفصل تزاد في كل سنة مخاوف السكان من حدوث فيضانات وهو ما يشكل خطورة على حياتهم إذا حدث الفيضان في الليل، خاصة وأنهم لا يملكون مكانا ثانيا يمكنهم اللجوء إليه.

ويقول السكان إن الكثير من أبنائهم يشعرون بالرعب مع اقتراب حلول فصل الصيف واشتداد درجة الحرارة، حيث تزداد الجرذان والقوارض وغيرها من الحشرات التي تشكل خطر على صحة أصحاب البيوت الفوضوية وقاطني العمارات المحاذية للتجمع الفوضوية ويبقي حلم الحصول على سكن مطلب العديد من السكان الذين التقيناهم فالأوضاع داخل هذه الأحياء لا تصلح أبدا للسكن.

للعلم أن مصالح دائرة البوني كانت قد أفرجت العام الماضي عن حصة سكنية تقدر بحوالي 1000 مسكن اجتماعي لأصحاب البيوت الهشة على مستوى الحي التي تم إحصاؤها سنة 2007 في حين لا يزال أكثر من 2000 مواطن ينتظر دوره في الاستفادة من سكن يؤويهم ويخلصهم من معاناة القصدير.

أشخاص حولوا منازلهم إلى بيوت للدعارة وإغراء الشباب

عالجت محاكم عنابة الكثير من القضايا التي تورط فيها أصحاب البيوت الفوضوية بشكل مباشر في الفساد والدعارة، حيث في كل مرة، توجه لهم العدالة، تهما تتعلق أساسا بإنشاء مكان للفسق والفساد، وآخر القضايا التي تم معالجتها من قبل محكمة عنابة على سبيل المثال لا الحصر بعد تمكن فصيلة الأبحاث والتحري لفرقة الشرطة القضائية بالحجار مؤخرا من تفكيك شبكة مختصة في الدعارة اتخذت من أحد المنازل بأحد الأحياء ببلدية الحجار وكرا لها لممارسة الرذيلة.

مصالح الأمن المختصة أثناء العملية وبعد حصولها على إذن بالتفتيش من قبل وكيل الجمهورية وبعد عمليات الترصد والتحري تم توقيف 4 أفراد أشخاص رجلين وامرأتين تتراوح أعمارهم بين 20 و44 سنة، وهم في حالة تلبس بممارسة الزنا.

وحسب ذات المصدر فإن عناصر الأمن وخلال عملية المداهمة تمكنت من استرجاع كميات معتبرة من المخدرات بمختلف الأنواع، وعدد من قارورات الخمر والمشروبات الكحولية، إضافة إلى سلاح أبيض محظور من الصنف السادس عُثر عليه بالمكان الذي حوّله صاحبه محلاّ للدعارة ولترويج الفسق والفساد الأخلاقي.

واستنادا لعدد من سكان الحي فإن صاحب هذا المنزل الفوضوي كان يقوم بتأجيره للغرباء لممارسة مثل هذه الأفعال، ليتم إحالتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت إلى غاية مثولهم أمام هيئة المحكمة.

سكان الصرول والفخارين يطالبون بتهديم البيوت الفوضوية 

طالب سكان حي الصرول، السلطات المنتخبة، تهديم كل البيوت الفوضوية "المشبوهة" التي تعود لأشخاص غرباء عن الحي، والموجودة بالعديد من التجمعات السكنية، وذلك لوضع حدا للعصابات، التي تستغل تلك البنايات، في ترويج المخدرات وفساد الأخلاق من دعارة وغيرها.

وحسب السكان فإن الفوضى التي يعرفها الحي منذ سنوات عديدة، شجعت على بروز تلك النقاط السوداء إلى السطح، بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل مصالح الدرك الوطني، في محاربة الجريمة بشتى أنواعها ومن تلك الآفات، انتشار مستودعات غير مرخصا لها قانونا، لبيع مواد البناء على طول الطريق الرئيسي للحي، والتي تعمل على ممارسة هذا النوع، من النشاط بطريقة غير شرعية، ودون سجل تجاري، وداخل النسيج العمراني للحي، بالرغم من أن القانون يمنع ذلك، ويعرض صاحبه لعقوبات ردعية، حيث ساهمت بشكل كبير في تفريخ البيوت العشوائية

من جانبهم وجه سكان حي الفخارين ببلدية عنابة صرخة استغاثة للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة ناشدوه من اجل التكفل بمطالبهم المشروعة والمتمثلة أساسا في إزالة البيوت الفوضوية المنجزة حديثا من طرف أشخاص غرباء الدين قاموا ببنائها وتركها شاغرة في النهار في المقابل يتم استغلالها في الليل في أفعال مشينة.

 

من نفس القسم محلي