محلي
قاطنو العيابيب بالحجاج يعيشون حياة بدائية
الشلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جوان 2013
تعتبر منطقة العيابيب النائية الواقعة شرق مركز بلدية الحجاج التي تضم 3 دواوير وهي أولاد محمد، البراكنة والجراوية، غائبة تماما من أجندة الحصص التنموية التي غالبا ما تملأ تقارير المسؤولين فلا طرقات ولا أرصفة ولا كهرباء ولا حتى نظافة و لكم أن تتخيلوا أن المنطقة لم تعرف أي عملية تخص هذا الجانب المهم في الحياة اليومية منذ ميلادها بعد الاستقلال أي منذ أزيد من نصف قرن من الزمن ورغم ذلك ما يزال السكان هناك متشبثون بوعود منحت لهم. عامل الغياب امتد كذلك زحفه باتجاه المنشآت الشبانية والهياكل الترفيهية والتثقيفية، فباستثناء مساحة ترابية أسموها أصحاب المسؤولية ملعب بلدي يصلح لكل شيء ما عدا ممارسة كرة القدم كما يغيب عن المنطقة مركز ثقافي، وحتى المقاهي لا أثر لها ما جعل معظم الشباب يهرب باتجاه البلديات المجاورة والأقرب إليهم على غرار بلدية الشلف، منهم من ينتظر أن يأتي الليل وآخرون ينتظرون أن يأتي الفجر وساعة الفرج فسكان المنطقة يعانون التهميش والمعاناة أين أجمع محدثونا على أن الحياة والموت عنوان مشترك لديهم في ظل التجاهل الصريح لكل نداءاتهم التي أبرقوها للمسؤولين الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي الذي غابت عنه ابسط متطلبات الحياة الكريمة في طليعتها نقص المورد المائي شتاء وانعدامه صيفا رغم وجود المشروع بالمنطقة، إلا أن غيابه ووجوده نفس الشيء وهو ما يجبر السكان على جلبه عبر رحلات مضنية. من جهتها ما تزال قاعة العلاج تبحث عن من يعالجها من داء الغلق المزمن أو الدائم منذ العشرية السوداء، فلا ممرض ولا تطبيب ولا هم يداوون ومن أراد أخذ حقنة مثلا فما عليه إلا التوجه نحو بلدية سنجاس الواقعة على بعد 10 كلم لأن الذهاب إلى العاصمة غير مضمون لغياب وسائل النقل هذا الذي يبقى من الكماليات.
ومن بين الآمال التي ظلت تراود السكان فتح فرع بلدي كثيرا ما تلقوا وعودا بوضعه تحت الخدمة "الهيكل موجود وتنصيب رئيس الفرع في خبر كان" ومنه فاستخراج شهادة ميلاد يكلف قطع مسافة 7 كلم ذهابا وإيابا و"مصروف" 100 دج إذا وجد صاحب الكلوندستان طبعا، وهو ما اعتبره قاطنو العبابيب استخفافا واستحقارا بهم، في حين قال آخرون أن ما يحدث لهم شيء طبيعي في ظل وجود منتخبين عاجزين عن مضغ مفهوم المسؤولية.
ويتساءل محدثنا الذي وجه أصابع الاتهام إلى الجهاز الإداري الذي ما يزال يمنحه الضوء الاخضر لتقليد زمام المسؤولية والتسيير والى ذلك، يبقى تدخل الوالي أكثر من ضروري للوقوف عن كثب على حجم المهازل والكوارث بمنطقة العبابيب بصفة خاصة وبلدية الحجاج بصفة عامة التي تعد واحدة من شواهد التخلف التنموي بالشلف، إلا أن هناك العديد من بلديات الولاية تعيش نفس المعانات والتهميش.