محلي

سكان قرية المنشية بحاسي خليفة يفتقرون لأدنى الشروط الأساسية للعيش الكريم

الوادي

 

 

 

يفتقر سكان قرية المنشية حوالي 10 كلم عن بلدية حاسي خليفة بالوادي لأدنى ضروريات الحياة اليومية والتي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة،   رغم النداءات والشكاوى التي رفعها هؤلاء للسلطات المسؤولة لإزاحة الغبن عنهم إلا أنهم لحد الساعة لم يجدوا آذانا صاغية تتفهم انشغالاتهم 

فالزائر للمنطقة يتبادر إلى ذهنه أنه يلج لمنطقة أثرية نتيجة البناء الهش المشيد جله بالجبس المحلي الذي تآكل جراء العوامل الطبيعية المناخية   القاسية والظروف القاسية التي حالت دون ترميم منازلهم الآيلة للانهيار على رؤوسهم في أي لحظة خاصة وأن المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى..

الصحة مريضة والتعليم تحت الصفر

وفي حديث الأهالي عن جملة المشاكل التي يعانون منها منذ فترة من الزمن هي مشكل الصحة التي تعاني حسبهم من مرض عضال والتهاون فيها   انجر عنه دخول للإنعاش لبعض القاطنين الذين يدفعون الضريبة. وأضاف محدثونا أنه توجد قاعة علاج واحدة مغلقة بمنطقتهم وبفتحها ستغنيهم عن   عناء السفر والتنقل لمركز البلدية للعلاج، لأمر بسيط كحقن إبرة أو تلقيح أبنائهم الأمر الذي خلف حالة من التذمر والقلق بين أوساط الأهالي الذين    سئموا من هذا الوضع الذي لم يعد يطاق حسبهم سيما في حالات التسمم العقربي الذي يشهد انتشارا كبيرا في فصل الصيف الذي هو على الأبواب   مما يضطرهم للعلاج بأدوية تقليدية وأعشاب للشفاء ،مطالبين الجهات المعنية بضرورة فتح القاعة في أقرب الآجال. وفيما يتعلق بمشكل التعليم الذي علق عليه أحد السكان أنه تحت الصفر بسبب وجود ابتدائية واحدة وأخرى مغلقة على مستوى قريتهم مما يضطر 

 

الكثيرين للتنقل لمركز البلدية عبر الحافلة المدرسية للتعليم، وفيما يتعلق ببعض البنات اللواتي يرحن ضحية هذا المشكل وعدم مواصلة مشوارهن   الدراسي خاصة في مرحلة المتوسط والثانوي بسبب العادات حسبهم، في الوقت الذي يطالب فيه الأولياء من المسؤولين بإنشاء مجمع دراسي فقط   يمكنهم من تكملة تعليم بناتهم سيما أن معظمهن يردن مواصلة المشوار العلمي وتحقيق أحلامهن التي تراودهن منذ سنوات.

وأردف هؤلاء أنه بالنسبة للنقل المؤدي لعاصمة البلدية يعد معدوما تماما سوى حافلة فقط ومنهم من يعتمد على سيارته الخاصة أو كراء سيارات "  الفرود" التي أثقلت كاهلهم حسب تعبيرهم مما جعلهم يعيشون في عزلة تامة عن العالم الخارجي.

 

كوابل الموت تهدد حياة القاطنين

وأضاف القاطنون في مجمل مشاكلهم بأن انعدام نظام للشبكة الكهربائية بالقرية المذكورة سالفا حول حياة الكثيرين لجحيم لا يطاق سيما بعد ما باتت   كوابل الموت منتشرة في كل مكان تتنقل إليه الأمرالذي أصبح يهدد حياتهم بالخطر خاصة الأطفال الذين يرتعون ويلعبون بالأزقة التي تعد بمثابة   المنتزه الوحيد لقضاء وقت الفراغ، مناشدين السلطات بضرورة تنظيم الشبكة الكهربائية أولا ثم تدعيمها خاصة في فصل الصيف الذي يصبح فيه   الوضع حدث ولا حرج حسب تعبيرهم، والأمر هنا يخص أكثر تقوية الكهرباء الفلاحية التي تعد مصدر رزقهم الأول.

نقص المرافق الترفيهية يؤرق الأهالي

وفي معضلة أخرى أوضح المواطنون أن نقص المرافق الترفيهية بقرية المنشية مشكل أرق الأهالي سيما الشباب الذين تنخرهم البطالة الشيء الذي   بات يفرض عنهم الولوج إلى عالم الآفات الاجتماعية التي تهدد مستقبلهم، من جهة أخرى أكد المتحدثون أنهم بأمس الحاجة لمثل هاته المشاريع التي   قد تفك العزلة عن المنطقة وممارسة نشاطاتهم الرياضية والثقافية في أي وقت خاصة بعد ساعات طويلة من العمل الشاق بمزارعهم وغيطانهم التي 

تفرض عليهم التواجد بها لفترة طويلة كتنظيف المزرعة وعملية السقي وكذا حمايتها من عصابات السرقة التي قد تطال محتوياتها خاصة المضخات.  تذبذب المياه الشروب وانعدام قنوات الصرف الصحي زادت من معاناتهم وأضاف السكان بأن التذبذب في الحصول على المياه الصالحة للشرب هي الأخرى إحدى المشاكل التي زادت من رصيد معاناتهم اليومية إذ يؤرقهم   التفكير في توفير مثل هذه المادة الضرورية التي أصبحت لا تزور حنفياتهم إلا أياما معدودة متحدثين عن الصعوبات الكبيرة التي يتلقونها في جلب  الماء من أماكن بعيدة دون أي حل من قبل السلطات على حد قولهم لإنهاء هذه الأزمة الخانقة، كما يشتكون في ذات الوقت من عدم ربط القرية  بمشروع شبكة الصرف الصحي الذي من شأنه القضاء على الطرق التقليدية من حفر الآبار وما شابه ذلك ومدى سلبيات هذه الطرق التي قد تؤدي   إلى حدوث كارثة بيئية وصحية تهدد حياة السكان الذين ما يزالون ينادون بعلو أصواتهم لعل الجهات المعنية تعير اعتبارا لهم وتمدهم بمثل هذا  المشروع الحيوي الذي من شأنه أن يرفع عنهم حياة الغبن والتخلف والتهميش.

 

انعدام الإنارة العمومية هاجس يتربص بالسكان 

وعبر القاطنون عن تذمرهم الشديد إزاء انعدام الإنارة العمومية بمنطقتهم وإن وجدت فإن عددها يعد على الأصابع ومعظمها تعرضت للتخريب   والأعطاب مما بات يمثل هاجسا يتربص بهم في كل حين،  حيث لم تزود بها قريتهم منذ سنوات.  ورغم مراسلة السلطات المعنية التي غالبا ما يكون ردها ببرمجة حقيقية لهذا المشروع إلا أنه لحد الآن لم تجسد على أرض الواقع على حد قولهم، 

فيما أوضح ذات المتحدثين أن غياب الإنارة العمومية ساهم في خلق العديد من المشاكل التي باتت هاجسا يتربص بهم كانتشار عصابات السرقة   جراء الظلام الدامس الذي تعيشه القرية، إضافة إلى التفشي الكبير لكل أنواع الحشرات خاصة العقارب التي تعرف حيوية كبيرة في فصل الصيف   خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة والتي غالبا ما يتعرض السكان للسعاتها المميتة حسبهم، الأمر الذي عرض حياة الكثيرين للخطر سيما من خلال   العضات التي يتلقونها من الكلاب.

وعرج هؤلاء على أزمة السكن والبناء وأكدوا بأن قريتهم لحد الآن لم تستفد من حصص البناء الهش رغم أن المنطقة منازلها تكاد أن تسقط على   رؤوس ساكنيها والضرورة الملحة على ذلك أين تحدث أحد المواطنين أن حياتهم باتت في خطر بسبب مسكنه القريب من الانهيار في أي لحظة، متسائلين عن سبب التهميش والإقصاء الممارس على منطقتهم والتي تعد بالمراتب الأولى في إنتاج منتوجي البطاطا والتمور على غرار القرى  والبلديات الأخرى التي استفادت من البناء الهش.

وفي ذات الشأن طالب سكان قرية المنشية أو كما أطلقوا عنها أهلها أنها منسية من المعنيين التفاتة فعلية لقريتهم التي تعاني من العزلة والتخلف   وانتشال أهلها من الظروف الصعبة التي يتخبطون فيها في أقرب الآجال. 

 من جهتها "الرائد" اتصلت برئيس بلدية حاسي خليفة للرد على هاته الانشغالات أين ذكر أنه مازال جديدا على الميدان وكذا عملية التنصيب  وقال إن مشكل الكهرباء والفلاحية سيحل قريبا من خلال تجسيد مشاريع جديدة في هاته القرية إضافة إلى النقل الريفي الذي أكد أنه موجود من خلال   الحافلة المدرسية، أما بالنسبة لقنوات الصرف الصحي فهو مشروع لم تستفد منه حتى البلدية ككل وأضاف أن مشكل الصحة يكمن في عملية التجهيز لقاعة العلاج التي مازالت مغلقة وهذا من مهام المسؤولين بمديرية الصحة فالبلدية أتمت عملية  البناء ليبقى المشكل في التأطير والتجهيز فقط ،  أما الإنارة العمومية فمصالحهم تسعى جاهدة لمعالجة هذه المعضلة وتصليح الأعطاب الموجودة  ببعض الأعمدة.

وفيما يتعلق بمشكل التعليم أكد رئيس البلدية أن مصالحه قامت بمراسلة المسؤولين لفتح قسمين من الابتدائية الثانية المغلقة لفائدة أطفال الطور   المتوسط. لتبقى المشاكل الأخرى التي تسعى البلدية بكافة طاقمها لإيجاد حلول لها في أقرب الآجال.

 

 

 

 

 

من نفس القسم محلي