محلي
الفيضانات تهدد سكان بلدية بوزغاية بالشلف
بسبب وجود مجرى أربعة أودية تخترق المركز
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 مارس 2013
أضحى سكان بلدية بوزغاية التي تقع على بعد 20 كلم شمال عاصمة ولاية الشلف، والتي تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ14 ألف و389 هكتارا يقطنها زهاء 20الف نسمة حسب الاحصائيات الأخيرة، موزعين على تجمعات سكنية في 10مناطق بما فيها المنطقة الحضرية وهي بقعة القشاشدة، محطة حميس، الطرايش، اللوايمية، سيدي علي، الوكدة، حي جعفر، عين البيضاء ودوار العلاوشة. مهددين في أي لحظة بالفيضانات نظرا للطبيعة الجغرافية المتميزة بالمنحدرات والأتربة والأحجار، بالإضافة إلى الأودية الأربعة وهي وادي المرجة والزبوج وكاف الأرواح ووادي الشقة الذي يخترق المركز وتصب في وادي حي عمار غلام، ليظل هذا الأخير يهدد حياة السكان. وقد كانت آخر تجليات هذه الوضعية في الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة والتي تضرر إثرهاحوالي 320 مسكن وتسبب في عدة انهيارات للمساكن الطوبية، بالإضافة إلى تضرر شبكة الطرقات وشبكة تطهير مياه أمطار والمياه القذرة وإتلاف العديد من المحاصيل الزراعية، فيما تبقى عشرات البيوت الواقعة على حافة تلك الأودية مهددة بالانجراف بالنظر إلى حجم الكارثة التي خلفتها الفيضانات، مما جعل مسؤولو البلدية يحددون أسباب الكارثة ووضع مخطط شامل يهدف إلى حماية المنطقة مستقبلا من الفيضانات، عن طريق فتح سواقي وتنظيم وتوسيع مجاري المياه، إلا أن هذا المشروع لم يتجسد بعد على ارض الواقع بسبب عدم حصول البلدية على غلاف مالي والذي قدرته الجهات المعنية بما يفوق 15 مليار دج، قصد التقليل من أخطار الفيضانات لتي تحدق بسكان بلدية بوزغاية، حيث يبقى مواطنوها أملهم اكبر في السلطات المعنية لرفع الغبن عنهم وإخراجهم من العزلة، التي تحاصرهم منذ عهد الاستعمار وبالأخص أغلب سكانها الذين يزاولون النشاط الفلاحي نحو زراعة الحبوب بنوعيها الصلب واللين، إذ تقدر المساحة المخصصة لذلك بخمسة آلاف و300 هكتار، الا ان إنتاجها تراجع بشكل مخيف لاعتماد هذا النوع من الزراعة على تساقط الأمطار، الذي يعرف تقلبات في كل مرة مع ما يماثله من حفر الآبار من تكاليف هي دون الإمكانيات المادية لمعظم الفلاحين، بالإضافة إلى الأمراض التي أصبحت تصيب هذا النوع من المحاصيل الزراعية، والتي ابدى فلاحو المنطقة تخوفهم من ذلك. هذا إلى جانب انعدام التحفيزات المالية، مما جعل العديد منهم يعزفون عن خدمة الأرض والبحث عن نشاط آخر يضمن لهم قوت يومهم، وفي هذا الصدد أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوزغاية كون البلدية لها طابع فلاحي جعل مصير اغلب سكانها مرهونا بهذا القطاع مما يستوجب على المصالح الفلاحية والري بذل مجهود لتزويد المنطقة بالموارد المائية المتمثلة في حفر الآبار وإنشاء سدود صغيرة ومدها بسواق وقنوات لجلب المياه نحو الأراضي الفلاحية. إلى جانب ذلك تشكل أزمة البطالة هاجسا مخيفا لشباب البلدية باعتبار أن بوزغاية تفتقر إلى أدنى فرص التشغيل في غياب مشاريع تنموية أو وحدات صناعية تخلق مناصب شغل جديدة ما عدا تلك المناصب المحدودة، التي وفرتها البلدية في إطار تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية التي تتوفر على نحو 80 منصبا. وفي غياب كلي للمرافق الثقافية والرياضية ويبقى الملجأ الوحيد للشباب هو المقهى أو التوجه إلى عاصمة الولاية لقضاء يومهم بعيدا عن بلدياتهم وكذا الوجهة الوحيدة هو مركز الشباب الموجود بالبلدية.