محلي
"أسواق الرحمة" تتأخر والمواطن في مواجهة مباشرة مع الغلاء
الدخول المدرسي يستنزف ميزانيات الأسر
- بقلم الرائد
- نشر في 24 أوت 2022
لم تتجسد بعد بأغلب ولايات الوطن المبادرة التي أطلقتها وزارة التجارة والمتعلقة باستحداث أسواق رحمة لبيع الأدوات المدرسية رغم أن الدخول المدرسي يعد على الأبواب وهو ما يثير العديد من المخاوف بشأن نجاح هذه الأسواق أم أن نفس الإشكاليات التي طرحت بشأن أسواق الرحمة للمواشي ستتكرر فيما يتعلق بالأدوات المدرسية.
- مخاوف بشأن نجاح "أسواق الرحمة" بسبب هذه العوامل
وحسب مصادر متطابقة تواصل مديريات التجارة عبر الوطن عقد اجتماعاتها مع المتعاملين الاقتصاديين المعنيين باستيراد وإنتاج وتوزيع الأدوات المدرسية بهدف التحضير لإطلاق أسواق الرحمة في أقرب الآجال هذه الأخيرة تأخرت نوعا ما بالنظر ان الدخول المدرسي يعتبر على الأبواب وهو ما دفع العديد من أولياء التلاميذ لبدء التحضيرات الخاصة بهذا الدخول مبكرا خاصة وان وزارة التربية نشرت منذ أزيد من أسبوع مدونة الأدوات المدرسية والتي تسمح للأولياء ببدء اقتناء هذه الأخيرة قصد تخفيف الضغط عليهم وعلى الأسواق في الأسبوع الذي يلي الدخول المدرسي، وبحسب مراقبين فان نجاح مبادرة أسواق الرحمة للأدوات المدرسية يبقى مرهونا بمدى التزام التجار بتعهدهم بالمشاركة، وتوفير الكميات الكافية لتغطية احتياجات التلاميذ من الأدوات ووقف ارتفاع أسعارها وتبقي مخاوف وتساؤلات عددية تطرح بشأن مدى نجاح هذه المبادرة خاصة في ظل تأخر الإعلان عن الأماكن التي ستضم أسواق الرحمة هذه في العاصمة وفي الولايات الأخرى بالمقابل فان إشكال أخر يطرح ويتعلق بوفرة الأدوات المدرسية في هذه الأسواق خاصة وان مصادر عديدة اكدت في وقت سابق ان نشاط استيراد المستلزمات المدرسية في الجزائر، يغطي 90 بالمائة من احتياجات السوق من هذه المواد، ولا يمثّل الإنتاج الوطني منها سوى 10 بالمائة وتدفع مثل هذه الوضعية إلى التساؤل حول حقيقة توفر مخزون كاف من الأدوات تكون كفيلة بتغطية الطلب الوطني وتلبية احتياجات المتمدرسين، سواء عبر الأسواق العادية وحتي عبر أسواق الرحمة وذلك في ظل تعطّل دخول شحنات الاستيراد الى أرض الوطن، نتيجة تأخر استصدار الرخص الخاصة بهذا النشاط.
- "الكريدي" ملجا الأسر محدودة الدخل
وتواجه الأسر الضعيفة والمتوسطة الدخل هذه الفترة هاجس كثرة وثقل النفقات مع اقتراب الدخول المدرسي أين تجد العديد من الاسر نفسها في ورطة بسبب عدم قدرتها على تحمل أي مصاريف خاصة بهذه المناسبة خاصة مع ارتفاع الأسعار وهو ما سيدفع اغلب هذه الاسر نحو الاستدانة التي باتت السنوات الأخيرة المخرج الوحيد من الازمات المالية التي تظهر في المناسبات الدينية والاجتماعية وهو ما يعتبر مؤشر خطير على تدهور القدرة الشرائية للجزائريين كما ان الاستدانة تعد سلاح ذو حدين فمن جهة هي حل وبديل للأسر من اجل دعم ميزانيتها غير انها في الوقت ذاته تعد استنزاف للقدرات المالية للأسر فأحيانا نجد ان رب العائلة يعمل 6 اشهر لسد دين مناسبة واحدة سواء دينية او اجتماعية. وقد بدأت العديد من الاسر منذ الان في التحضير للدخول المدرسي رغم انه لم يتم تحديد تاريخ ثابت له وذلك لرغبة من هذه الاسر في تخفيف ضغط المصاريف عليها خاصة الاسر التي لديها اكثر من طفل متمدرس، وفي ظل الأسعار الحالية فان يتوجب على الأسرة تخصيص مليون سنتيم لكل طفل تلميذ لتغطية احتياجاته من محفظة و مئزر و كتب و أدوات مدرسية. في حين ترتفع الميزانية اكثر عن بعض الاسر التي اعتادت شراء ملابس جديدة في هذه المناسبات، ولأن مناسبة الدخول المدرسي تتطلب إنفاقا إضافيا و غالبية المواطنين عاجزون عن الادخار فأن اللجوء إلى الاستدانة بات لا مفر منه.
- "التقسيط" والجمعيات الخيرية" حل أخر متاح
وبسبب تضاعف المصاريف فان العديد من الاسر باتت تبحث حاليا مع اقتراب مناسبة الدخول الاجتماعي عن بدائل أخرى خاصة وان الاستدانة في الكثير من المرات تكون غير متاحة للأسر التي باتت لا تجد من يقرضها، وقد ظهرت عبر العديد من المكتبات وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوميين الماضيين العديد من الإعلانات لتجار وكبريات مكتبات تبيع الأدوات المدرسية عبر التقسيط ضمن عروض عديدة تعرف هذه السنة اقبالا كبيرا وحسب ما اطلعنا عليه فان هذه المكتبات لا تفرض شروطا معقدة وانما يكفي للزبون تبرير أو توضيح مداخيله الشهرية ليتم تقسيط مبلغ الأدوات وفق هذه المداخيل بينما هناك مكتبات تتيح هذه الصيغة فقط للأولياء الذي يقتنون أدوات مدرسية لأكثر من متمدرسين على ان يكون الدفع على مدار شهرين إلى 3 اشهر. بالمقابل فان عدد من العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل تعول حاليا على الجمعيات الخيرية ومبادرات المحسنين من اجل مد يد العون لها ومساعدتها على تجاوز مصاريف الدخول المدرسي حيث كشفت مصدر من جمعية "الأمل" الخيرية والتي تنشط على مستوى بلدية القبة ان مكتب الجمعية يستقبل يوميا عشرات أولياء التلاميذ الذين يسجلون في قوائم الجمعية للاستفادة من مساعدات الدخول المدرسي وأشار ذات المصدر ان عدد المسجلين في القوائم حاليا يفوق بكثير ما رصدته الجمعية من ميزانية وهو ما سيجعل هذه الأخيرة مضطرة لحشد اكبر للإمكانيات والمواد من اجل تغطية اكبر عدد ممكن من الاسر الفقيرة والمعوزة والتي وجدت نفسها في مواجهة الغلاء وتدهور القدرة الشرائية عيشة الدخول الاجتماعي.