محلي
هكذا عاش الجزائريون عيد الأضحى 2022
ظروف حسنة بفضل الإجراءات المتخذة لإنهاء عدد من الأزمات
- بقلم سارة زموش
- نشر في 11 جولية 2022
عاش الجزائريون اليومين الماضيين عيد أضحى في ظروف حسنة حيث تخلص المواطنون هذه السنة من هاجس جائحة كورونا في حين استطاعت الإجراءات التي اتخذت من طرف اكثر من قطاع وزاري في تقليل المشاكل الروتنية التي كانت تطبع أعياد السنوات الماضية حيث سجل هذه السنة التزام شبه كامل من طرف التجار بنظام المداومة في حين تجندت مؤسسات النظافة بوسائلها المادية والبشرية من اجل عدم تكرار سيناريو تراكم مخلفات العيد كما ضبطت مؤسسة توزيع المياه برنامج "ناجح" لإنهاء كابوس الانقطاعات وهو ما استحسنه المواطنون.
- تشديد إجراءات الردع يدفع التجار للالتزام بنظام المداومة
وفيما يتعلق ببرنامج المداومة فقد لوحظ التزام كبير من طرف التجار الذين يبدوا ان المخالفات والغرامات وقرارات الغلق الفوري باتت تخيفهم ففي أغلب البلديات فتح هؤلاء محلاتهم وزودوا السكان بما يحتاجونه من سلع غير ان الامر ينطبق فقط على محلات المواد الغذائية والمخابز التي فتحت أبوابها في حين سجلت العديد من المخالفات في باقي الأنشطة التجارية المعنية بالبرنامج، من جانب اخر ورغم التزام عدد من التجار ببرنامج المداومة الا ان ذلك لم يمنع تسجل ازمة حليب وخبز في بعض البلديات وذلك بسبب خلل في توزيع مادة الحليب الضرورية ونقص في عدد المخابز في هذه البلديات ما فتح المجال لبعض التجار الموازين للمضاربة، حيث بيعت كميات من الخبز اول أيام العيد على مستوى الأرصفة وبعض محلات البقالة بأسعار تتجاوز الـ 30 دينارا جزائريا. بالمقابل فإن محلات بيع الخضر والفواكه عرفت إغلاقا تاما بسبب عدم وجود السلع أصلا، خاصة بسبب اللهفة التي اجتاحت الجزائيين عشية العيد، ما جعل مخزون الخضر خاصة ينفد من المحلات والأسواق. وبالنسبة للأرقام الرسمية فقد أعلنت وزارة التجارة أن نسبة الإلتزام بمداومة عيد الأضحى المبارك بلغت على المستوى الوطني 99.68%. وبلغ مجموع التجار المسخرين 49,693 متعامل إقتصادي في مختلف المجالات. حيث بلغت نسبة المداومة بالمديرية الجهوية للتجارة ناحية الجزائر 99.87%. المديرية الجهوية للتجارة ناحية سطيف 99.89%، المديرية الجهوية للتجارة ناحية عنابة 99.92%، المديرية الجهوية للتجارة ناحية باتنة 97.76%. المديرية الجهوية للتجارة ناحية بشار 100%، المديرية الجهوية للتجارة ناحية وهران 99,78%، المديرية الجهوية للتجارة ناحية البليدة 99,98%. كما بلغ بالمديرية الجهوية للتجارة ناحية ورقلة 100%، المديرية الجهوية للتجارة ناحية سعيدة 99.98%. وأشادت وزارة التجارة وترقية الصادرات بالتزام التجار المسخرين لمداومة العيد. وذكرت بإلزامية عودة النشاط لجميع المتعاملين الاقتصاديين إبتداء من اليوم الاثنين 11 جويلية. حسب ما ينص عليه القانون في هذا الشأن.
- عيد أضحى دون أزمة مياه
هذا وعكس السنوات الماضية فان أزمة المياه لم تطرح بقوة هذه السنة بفضل البرنامج التي سطرته مؤسسات التوزيع عبر اغلب الولايات في مقدمتها العاصمة التي تعتبر اكثر الولايات تضررا بالأزمة وعبر بلديات العاصمة فقد ضمنت مؤسسة سيال التوزيع الماء ليلية العيد وطيلة صبيحة العيد لغاية الساعة الثالثة بعد الزوال عبر مناطق في حين هناك مناطق اخري من استفادت من توزيع المياه لغاية الساعة السادسة مساءا لتعود إلى برنامجها القديم ثاني أيام العيد حيث عادت للتزود يوم بيوم بالنسبة للأحياء والمناطق التي لا تزال تعمل بهذا البرنامج، وبفضل هذا البرنامج فقد استطاع الجزائريون تنظيم اضاحيهم ومخلفاتها بأريحية ليتموا بعدها عملية تنظيف أماكن الذبح.
- مجهودات جبارة لتخليص الأحياء من "النفايات"
بالمقابل فان مؤسسات النظافة من جهتها سخرت إمكانيات مادية وبشرية هائلة من اجل تخليص الأحياء والشوارع من مخلفات العيد وحسب ما رصدناه في عدد من بلديات العاصمة فان عمال مؤسسة "نات كوم" و"اكسترا نات" داوموا وخلال اليوم الأول من العيد وقاموا برفع مخلفات هذه المناسبة عبر نقاط تعتبر سوداء في أغلب الأحياء ورغم معاناتهم الكبيرة من أطنان من المخلفات الا أن هؤلاء العمال استطاعوا تجنيب الاحياء سيناريو سنوات ماضية كانت خلالها الشوارع والاحياء تغرق في النفايات.
- السكان يبادرون بحملات تنظيف لرفع مخلفات أضاحيهم
من جهته فقد أقدم يومي العيد العديد من الشباب والسكان القاطنين بالعمارات على تنظيف الشوارع والساحات العمومية بأنفسهم لمساعدة أعوان النظافة في مهمتهم في صورة تضامنية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث هبّ أغلبية السكان ممن نحروا أضاحيهم في الشوارع إلى القيام بحملات تطوعية لتنظيف الأحياء من مخلّفات عمليات النحر، لاسيما تلك التي تمت فيها عمليات ذبح الأضاحي جماعيا بين الجيران بالشوارع والساحات العمومية، حيث قاموا بعمليات إزالة الأوساخ ودماء الأضاحي من الشوارع، ورفع فضلات الأضاحي، حفاظا على صورة الأحياء والصحة العمومية.
- مواطنون يرهنون حملة جمع جلود الأضاحي
وفيما يتعلق بحملة جلود الأضاحي فأن ممارسات المواطنون قد تكون رهنت مساعي جمع اكبر عدد من هذه الجلود فحسب ما لاحظناه في أغلب الأحياء فأن المواطنين لم يلتزموا بالنصائح والارشادات التي قدمتها وزارة الصناعة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع جلد الاضحية والحفاظ فعلية ففي رسائل قصرية بعثت بها الوزارة للمواطنين عشية العيد اوصت هؤلاء بسلخ الأضحية بطريقة تحافظ على الجلد مع وضع الملح على الجلد مباشرة بعد السلج ووضع "الهيدورة" بعد ذلك في أماكن مخصصة حتى يتمكن الأعوان من رفعها في حالة جيدة وهو ما لم يلتزم به العديد من الجزائريين الذين وضعوا جلود أضاحيهم في أكياس "نفايات" ورموا بها في مكبات "القمامة".
- ضغط على الصيدليات لهذا السبب !
وفي السياق ذاته، فقد سجلت يومي العيد العديد من حوادث جرح المواطنين لأنفسهم بالأدوات الحادة بسبب سوء استعمال أدوات النحر، كما سجلت لدى العديد من المواطنين تعقيدات صحية بسبب التخمة وسوء الهضم واستهلاك كميات كبيرة من اللحوم وفضل أغلب الجزائريين قصد الصيدليات والعيادات الخاصة من اجل تلقي الإسعافات الأولية او اقتناء ادوية لتسهيل الهضم وادوية لتطهير الجروح وتضميدها حيث عاشت الصيدليات المناوبة حالة من الطوارئ خلال أيام العيد، فالكل يقطع المسافات بحثا عن إحداها وقائمة الأدوية المطلوبة معروفة سلفا من الأدوية المسكنة لآلام المعدة أو القولون، بينما يبحث البعض الآخر عن أدوية للإسهال وعن مسكنات لآلام المعي، حسب ما أشار العديد من الصيادلة المداومين الذين أكدوا بأن أغلب الزبائن تتمركز طلباتهم حول أدوية الجهاز الهضمي الذي يتأثر سلبا بسبب لحوم العيد، في حين شهد اليوم الأول إقبالا على أدوية الجروح من شاش ومحاليل معقمة، فالكثير من المواطنين أصيبوا بجروح بعضها خطيرة وعميقة استلزمت نقلهم إلى المستشفيات وأخرى طفيفة لا تستلزم سوى بعض الشاش والأدوية المطهرة للجروح.
- تدافع وطوابير على القصابات يرفع أسعار خدماتها
من جانب آخر انتعشت يومي العيد العديد من المهن الموسمية منها نشاط تقطيع الاضاحي وهناك من فضل تقطيع أضحيته في اليوم الأول خوفا من فسادها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في حين انتظر آخرون صبيحة اليوم الثاني. وقد اختلفت أسعار تقطيع الأضاحي من جزار لآخر تبعا لحجم الأضحية. واقتربت الأسعار في بعض الأحياء من 5000 دج بالمقابل فقد تحولت عميلة "تشواط البوزلوف" في عدد من البلديات لمهنة تدر أرباح طائلة على عدد من العاطلين عن العمل حيث شهدت عدد من البلديات نصب عشرات قارورات الغاز و"الشاليمو" وتوافد العديد من المواطنين على هذه الخدمة، بعدما باتت "تشواط البوزلوف" عادة متبعة لأغلب العائلات.