محلي
عيد الأضحى 2022.. إجراءات وتدابير لتجاوز هذه "المنغّصات"...
في مقدمتها أزمة انقطاعات المياه، تراكم النفايات وتذبذب نظام المداومة
- بقلم سارة زموش
- نشر في 07 جولية 2022
يحتفل الجزائريون بعد غد السبت بعيد الأضحى المبارك في ظروف تحسنت عن السنتين الماضيتين اللتان طبعتهما أزمة كورونا حيث تخلص الجزائريون هذه السنة من هاجس الوباء وسيمضون العيد دون قيود صحية ولا بروتوكولات وقائية لكن هذا لم يمنع من تجدد بعض الهواجس والمخاوف من تكرار أزمات تحولت لـ"علامة مسجلة" يومي العيد على غرار أزمة انقطاعات المياه، وتراكم النفايات وتذبذب في احترام نظام المداومة غير أن الإجراءات التي اتخذت قد تكون كفيلة هذه السنة في عدم تكرار هذه الازمات.
- عيد دون قيود صحية وعودة لتقاليد ما قبل كورونا في الاحتفال
ويتزامن عيد الأضحى المبارك لهذه السنة مع استقرار كبير في الوضعية الوبائية لفيروس كورونا حيث تسجل حاليا اقل من 20 إصابة يومية من الوباء وهو ما سيجعل الجزائريين يضمون العيد هذه السنة دون قيود صحية ولا برتوكولات وقاية ودون تقييد لحركة التنقلات وسيسمح ذلك بممارسة الجزائريين لكل عاداتهم وتقاليدهم خلال هذه المناسبة الدينية من ذبح جماعي وزيارات للأقارب و"التغافر" وهي العادات التي حرموا منها لسنتين متتاليتين بسبب الجائحة بالمقابل فان التخلص من هاجس الوباء هذه السنة لا يعني التقيد بالقواعد الصحية في نحر الاضحية حيث يبقي ذلك مطلوب لسلامة لحوم الأضحية وسلامة المضحيين أين اوصت وزارة الصحة منذ أيام الجزائريين بالتقيد بمجموعة من الشروط في النحر من أجل الحفاظ على سلامة لحوم الأضاحي خاصة في ظل الحرارة المرتفعة التي تعرفها اغلب ولايات الوطن هذه الأيام ويومي العيد.
- مخاوف من تذبذب توزيع المياه وتكرار سيناريو السنوات الماضية
من جانب اخر فان ازمة المياه وتذبذب التوزيع يلقي بضلاله هذه السنة على مناسبة عيد الأضحى حيث يتخوف الجزائريون والعاصميون تحديدا ان يقضوا عيد الأضحى هذه السنة دون ماء وهو ما سيكون كارثة بكل المقاييس كون هذه المناسبة تحتاج لاستهلاك كميات كبيرة من الماء من اجل تنظيف الاضحية واحشاءها وتنظيف أماكن الذبح والدماء التي تنتج عن العملية ورغم اعلان مؤسسة سيال عن برنامج استثنائي لتوزيع المياه إلا أن وعود وبرامج كبرنامج هذه السنة تم وضعها سنوات مضت ولم يتم الالتزام بها وهو ما دفع الجزائريين لاتخاذ احتياطاتهم منذ الان وقاموا بـ"تعبئة" الدلاء والصهاريج لتخزين ما يمكن تخزينه من مياه لمناسبة العيد.
- إنجاح برنامج المدوامة... المهمة الصعبة لوزارة التجارة
بالمقابل فان احترام برنامج المداومة خلال يومي العيد يعد من اكثر التحديات التي تواجهها وزارة التجارة كل سنة فعكس عيد الفطر المبارك فأن مناسبة عيد الأضحى تعد مناسبة استثنائية بالنسبة لأغلب الجزائريين منهم التجار الذين يفضلون قضاء هذه المناسبة مع اسرهم وهو ما يصعب على وزارة التجارة إنجاح هذا البرنامج وبسبب ذلك فأنه وكل سنة يعاني الجزائريين من أجل التزود باحتياجاتهم يومي العيد في حين هناك من التجار من يتحايلون على برنامج المداومة ويضمنون خدماتهم خلال الصباح الباكر فقط ليغلقوا محلاتهم طيلة بقية النهار، بينما يطرح اشكال أخر يتعلق ببقاء المحلات مغلقة لما بعد العيد وهي الظاهرة التي تتكرر كل سنة
- أزمة ذباحين وضغط مرتقب على المذابح
هذا من المنتظر أن يرتفع الطلب على خدمات "الذباحين" هذه السنة يومي العيد حيث بات العديد من الجزائريين يفضلون الاستعانة بهلاء المتخصصين لنحر اضاحيهم تجنبا لحوادث العيد غير ان كثرة الطلب في الوقت الراهن على هؤلاء قد يخلق ازمة يوم العيد فعدد الذباحين المتخصصين والذين يعملون في المذابح او حتي يتعاملون مع القصابات تراجع السنوات الأخيرة بشكل كبير ومع زيادة الطلب يوم العيد فان هؤلاء لن يتمكنوا من تغطية كافة الطلب وحسب ما أكده لنا عدد من "الذباحين" فان جدول مواعيدهم يوم العيد امتلأ على اخره لدرجة ان هناك منهم من برمج مواعيد لما بعد الساعة الواحدة ظهرا وهي ساعة عاد يكون فيها جل الجزائريين انتهوا من الذبح والسلخ وحتي تنظيف الاضحية غير ان تفضيل الكثيرون الاستعانة بالذباحين جعلهم يقبلون برمجة عملية الذبح لما بعد منتصف النهار، هذا و قد اتخذت أغلب المذابح بالعاصمة إجراءات استثنائية تحسبا لعيد الأضحى حيث خصص مذبح الحراش على سبيل المثال صهاريج للمياه من الحجم لعملية الذبح والنحر كما تم تجنيد ما بين 60 إلى 70 ذباحا مختصا ومحترفا، ليتكفلوا بعملية الذبح وتتم العملية بحضور المصالح البيطرية، أين يتم تخصيص 3 بياطرة سيرافقون الذباحين خلال عملية النحر، في حين من المنتظر أن تعرف المذابح ضغطا كبيرا خاصة من طرف الاسر التي تفضل ذبح العجول والأبقار خلال العيد.
- تحذيرات من الاستعمال العشوائي لأدوات الذبح تجنبا للضغط على المستشفيات
بالمقابل يحذر المختصون عشية عيد الأضحى الجزائريين من الاستعمال العشوائي لأدوات النحر و السلخ والتي تتسبب كل عيد اضحى في حوادث بالجملة قد تخلق ضغطا كبيرا على مصالح الاستعجالية الطبية في المستشفيات و دعا المختصون وحتى مصالح الحماية المدنية المواطنين أمس لأخذ الحيطة و الحذر يوم عيد الأضحى المبارك، تجنبا للحوادث المنزلية التي يمكن أن تسجل في مثل هذه المناسبة بهدف الوقاية من مختلف الحوادث كالحرائق و الجروح البليغة للاستعمال السيئ للسكاكين والسواطير وأجهزة الطهي. و من الإرشادات التي نبه إليها المختصين دعوة المواطنين إلى ضرورة عدم وضع أدوات النحر في متناول الأطفال، أو تركها على الأرض بعد عملية النحر أو قبله، باعتبار ان ذلك قد يتسبب في حوادث للأطفال، فضلا عن عدم استعمال أدوات شحذ السكاكين خلال وجود الأطفال، بالإضافة إلى التخزين الجيد للمشاعل و أجهزة الطهي كالطابونة والولاعات، والاحتفاظ بها بعيدا عن الأطفال، كما نبه هؤلاء إلى ضرورة مراقبة مدة صلاحية منظم الغاز وأنابيب توصيل الغاز لأجهزة الطهي والتأكد من سلامتها، و عدم ترك المشاعل وأجهزة الطهي مشتعلة و دون مراقبة، إلى جانب منع الأطفال من الاقتراب من مصادر الغاز واللعب بالولاعات، و ضرورة تشغيل أجهزة الطهي من طرف الأشخاص الكبار، مع ضرورة أن تكون مواقع المشاعل و أجهزة الطهي بعيدة عن الأثاث و الستائر لتفادي وقوع أي حريق، إلى جانب أخذ الحيطة و الحذر في استعمال المواد والوسائل سريعة الالتهاب، ويعتبر التزام المواطنين بهذه النصائح والإرشادات في يوم عيد الأضحى المبارك اسهام مباشر في التقليل من الحوادث وعدم إفساد فرحة العيد، و كذا تقليل الضغط المحتمل على مصالح الاستعجالات الطبية في المؤسسات الصحية والتي تعرف عادة خلال عيد الأضحى حالة من الطوارئ.
- مؤسسات النظافة تسخر إمكانياتها
النفايات ومخلفات الاضاحي هي ازمة تتكرر أيضا كل عيد أضحى وهو ما عل مؤسسات النظافة تتجند من أجل منع تكرار السنوات الماضية أين كانت مخلفات الاضاحي تبقي لأيام دون تكفل وبالعاصمة جندت المؤسستان المختصتان في النظافة كافة الإمكانيات المادية والبشرية لرفع النفايات خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وتوفير محيط نظيف للعاصميين، من خلال تكثيف الدوريات، فضلا عن غسل الطرقات، وتنظيف تلك المؤدية إلى المقابر، وأماكن الذبح ومحيط المساجد، حيث جندت "نات كوم" و"إكسترانت"، 5147 عامل نظافة و947 شاحنة مجهزة، تحسبا لحلول عيد الأضحى المبارك، وارتفاع حجم النفايات خلال أيامه. كما تقوم المؤسستان بتوزيع أكياس بلاستيكية مجانا عبر الأحياء، لتسهيل عملية جمع النفايات موازاة مع حملة تحسيس واسعة، لتجنب رمي قمامة العيد عشوائيا. وخصصت "نات كوم"، 12 شاحنة إضافية لجمع القمامة يومي العيد، واستيعاب الكمية الكبيرة من النفايات، والتي ينتظر أن تنتقل من 1200 طن في اليوم، إلى 4 آلاف طن يوميا في عيد الأضحى المبارك، فيما خصصت المؤسسة 300 حاوية لجمع جلود الأضاحي، وتجنب التخلص منها عشوائيا. وتندرج الخطوة ضمن برنامج عمل خاص بهذه المناسبة الدينية، ونوعية النفايات التي تفرزها عملية اقتناء الأضحية وذبحها، وما تخلفه من أعلاف وفضلات، ما يستدعي التعامل بنجاعة لتوفير الظروف المناسبة للمواطنين المقبلين على نحر الأضاحي خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تشهدها جل مناطق الوطن، والتي تؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة في حال عدم التخلص منها وجمعها في أسرع وقت.
- حملات متعدة الأطراف لجمع "الهيدورة" هل ستنجح؟
هذا و فيما يتعلق بجمع مخلفات الأضاحي وتحديد الجلود أو ما يعرف بـ"الهيدورة" فقد اطلقت أكثر من جهة مبادرات لجمع هذه الجلود يومي العيد في مقدمتها وزار الصناعة والمناجم والتي أطلقت حملة كبري لجمع أكبر عدد ممكن من الجلود بهدف أعادة رسكلتها وتثمينها في قطاع النسيج والدباغة، وكذا غرس ثقافة الاسترجاع في المجتمع و المساهمة في تحسين نظافة البيئة و تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في هذا المجال من الدباغة والمهن ذات الصلة مما يسمح بخلق فرص العمل والثروة. بالمقابل مؤسسات التنظيف هي الأخرة خصصت حاويات لتجميع هذه الجلود شأنها شأن المساجد التي تبادر كل سنة بعملية كبري لاسترجاع "الهيدورة" من المواطنين الذين يقومون برميها وستتجند مختلف هذه الهيئات من أجل الرفع السريع والاستعجالي لجلود الأضاحي وعدم تركها في محيط الاحياء خاصة وان مناسبة العيد ستعرف تسجيل درجات حرارة مرتفعة وهو ما يعجل بتحلل هذه الجلود وتلفها وهو ما يعتبر ضياع للملايير و تشويه للمحيط العمراني.