محلي

هل ستحرم "الأسعار" الجزائريين من إقتناء أضاحي العيد؟

في ظل الغلاء والمضاربة التي تشهدها الأسواق كل سنة

يزداد الحديث قبل حوالي أربعة أسابيع من حلول عيد الأضحى عن سقف الأسعار الذي ستصل إليه الاضاحي هذه السنة  في حين يطرح الجزائريين سؤال واحد وهو هل سيتمكنون من اقتناء الاضحية ام ان الأسعار ستمنعهم من ذلك فيما يري متداخلون في أسواق الماشية انه لا بد من التوجه نحو تسقيف الأسعار في ظل الغلاء والمضاربة التي تشهدها الأسواق كل سنة ويتحمل مسؤوليتها الوسطاء وليس الموالين.

ولا تزال الحركية التجارية في أسواق الماشية، قبل حوالي شهر من عيد الأضحى المبارك في حدود متدنية، حيث يؤكد العديد من الموالين  بأن حركة البيع والشراء في الوقت الحالي توجد في حدود دنيا أو متوقفة كليا متوقعين ان تبدأ الأسواق في الانتعاش بعد حوالي أسبوعين من الان وهي الفترة المناسبة لافتتاح نقاط البيع المعتمدة عبر الاحياء والبلديات من اجل تمكين الجزائريين من اقتناء الاضحية أما بالنسبة للأسعار فان الأسعار المتداولة حاليا لا يمكنها ان تكون مقايس للأسعار التي ستعتمد خلال الفترة التي تسبق عيد الأضحى كون الوقت لا يزال مبكرا للتفكير في اقتناء الاضحية  بالنسبة لأغلب الأسر غير ان الملاحظ ان الأسعار الحالية تعد مرتفعة خاصة بالنسبة لأضاحي العيد أو ما يصطلح عاميا بـ"العيادة" التي  يتراوح سعارها بين 5 و8 ملايين سنتيم وهي أسعار عادية حسب الموالين، ولا تغطي تكاليف الماشية طيلة عام من التحضير، ومتابعة المواشي، وتوفير الأعلاف،   وحسب الموالين فانهم يتخوفون من انخفاض كبير في الطلب على الماشية خلال هذ العيد بسبب ارتفاع الأسعار وما يقابلها من تدني في القدرة الشرائية للجزائريين،  وهو ما يهدد نشاطهم بصفة مباشرة معتبرين أن نشاطهم إذا استمر بهذا الشكل فهو آيل للزوال، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها أن المناسبة الوحيدة المتمثلة في عيد الأضحى، والتي ينتظرها الموالون طيلة الموسم، أضحت لا تغطي تكاليف متابعة المواشي، خاصة وأن غالبية المناطق تعرف جفافا كبيرا الأمر الذي يجبر الموالين على اقتناء الأعلاف والشعير بالخصوص، والذي تعرف أسعاره ارتفاعا طيلة الموسم.  وأشار موالون آخرون إلى أن تأهيل الأضحية يكون طوال العام، والتي منها من تأكل قيمتها وأكثر، ليقفوا في النهاية على أن الأضحية يستفيد منها التاجر والوسيط والمواطن في حالة شرائها مبكرا من دون وساطة. معتبرين بأن حتى لهفة المواطن على شراء الأضحية تناقصت وحتى انعدمت مقارنة بالمواسم الماضية، بدليل أن الأسواق أضحت لا تتشبع بالمواطنين، مثلما كان يحدث في السنوات الماضية.

  • دعوات لتسقيف الأسعار لتمكين الجزائريين من الذبح

وعن توقعات الأسعار والأمور التنظيمية التي يجب أن تضبط أسواق الماشية مع اقتراب عيد الضاحية أكد رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء، الطاهر رمرام انه يتوقع ان تعرف الأسواق نفس الإجراءات التنظيمية التي اعتمدت السنوات الماضية خاصة ما تعلق بمنع أي بيع للماشية والأضاحي، خارج، المراقبة البيطرية ومصالح وزارة التجارة. وعن الأسعار لم يبدي رمرارم تفاؤل كبير باستقرارها مشيرا ان الارتفاع يبقي أمر مطروح خاصة في ظل الغلاء الذي تعرفه أسعار الاعلاف مشيرا انه وبسبب تدهور القدرة الشرائية للجزائريين خاصة السنتين الماضيتين بسبب الازمة الصحية فانه من الضروري تسقيف أسعار المواشي وتوحيدها عبر القطر الوطني حتى يتمكن المواطنون من شراء الأضحية،  وأيضا كون رؤوس الماشية متوفرة هذا العام وحتى بالنظر ان غلاء الأسعار يستفيد منه المضاربون والوسطاء وليس الموالون الذين يبيعون رؤوس مواشيهم كل سنة بسعر منخفض أحيانا لا يغطي حتى تكاليف الاعلاف.

  • القدرة الشرائية قد لا تتحمل تكاليف مناسبة العيد

وقد لا يتمكن عدد كبير من الجزائريين من اقتناء أضاحي العيد هذه السنة بسبب التوقعات التي تؤكد استمرار ارتفاع الأسعار مع إقتراب هذه المناسبة

موازاة مع الأزمة التي لا تزال تعيشها أغلب الأسر حيث تعرف القدرة الشرائية انهيارا كبيرا أين يقدر خبراء نسبة التراجع المسجل في هذه الأخيرة بحوالي 30 بالمائة  وعن مدى تحمل القدرة الشرائية للجزائريين لمناسبة مثل عيد الأضحى والتكاليف التي تحتاجها خاصة وان العيد جاء متزامنا هذ السنة مع عطلة الصيف وما تفرضها هي الأخير من تكاليف إضافية للسياحة يشير خبراء ان ازيد من نصف الجزائريين لن تسمح لهم امكانياتهم من اقتناء اضحية العيد في حين ان جزء من النصف المتبقي قد يقتنون الاضحية بـ"الكريدي" معتبرين ان الوضع المالي لأغلب الاسر متدهور  بسبب تدهور القدرة الشرائية وغلاء الأسعار على مدار الأشهر الماضية وهو ما أدى الى استنزاف مدخرات العائلات الجزائرية ،  التي تعاني من تراجع القدرة الشرائية بحوالي 30 بالمائة وهو ما لا يسمح لهم بتغطية أي تكاليف إضافية فمبالك بتكاليف عيد الأضحى التي تصل في العموم لحدود 10 ملايين سنتيم بين الاضحية وباقي المستلزمات الخاصة بهذه المناسبة الدينية.

من نفس القسم محلي