محلي

30 بالمائة من الجزائريين مصابون بأمراض تنفسية ورئوية

تلوث الهواء في المدن الكبرى يُنذر بتدهور أكبر للبيئة

يعتبر ثلوث الهواء من بين أكثر مظاهر تدهور الوضع  البيئي في الجزائر فرغم كل المخططات الوطنية التي اعتمدت للحدِّ من ارتفاع نسب هذا  التلوث خاصة في المدن الكبرى إلا أن المشكل يتطور من سنة لأخرى وهو ما جعل المختصين والنشطاء في مجال البيئة بمنسابة اليوم العالمي لحماية البيئة  يجددون مرة أخرى دعوتهم للحكومة ووزارة البيئة من اجل إعطاء أهمية أكبر للملف ومنحه الأولوية في استراتيجية الحفاظ على البيئة وتوفير إطار معيشي نوعي للمواطن.

وتؤكد احصائيات غير رسمية مستقاة من جمعيات طبية  ان حوالي 30 بالمائة من الجزائريين المصابين بأمراض تنفسية ورئوية و سرطانية خطيرة كان التلوث سببا في ذلك  فتلوث الهواء تحديدا له مخاطر صحية كبيرة على المواطنين  ما يمثل ضغطا على المنظومة الصحية وعلى خزينة الدولة التي تصرف الملايير سنويا لمعالجة و تخفيف هذه الامراض،  و يشار إلى غياب إحصائيات دقيقة في الجزائر عن نسب الوفيات بسبب ظاهرة التلوث البيئي في المدن الكبرى خاصة، و لكن الأرقام و المعطيات تشير إلى أن هناك مدناً ساحلية كالعاصمة مثلاً ترتفع نسب التلوث فيها أكثر من الحدِّ المسموح به دولياً  كما يؤكد باحثون أن "مستوى الجزيئات المحملة بالرصاص الناجمة عن حركة المرور الحضري في مدينة الجزائر العاصمة يتجاوز مستوى الولايات المتحدة" ومن هنا تأتي استعجالية التحرك بسرعة لتقليص أخطار تلوث الهواء و هو ما جعل جمعيات حماية البيئة وبمناسبة اليوم العالمي لحماية البيئة تدق ناقوس الخطر و تذكر بأهمية وضع هدف التقليل من تلوث الهواء تحديدا كأولوية خلال الفترة المقبلة، و في هذا الصدد قال امس محمد حساني و هو ناشط بيئي في جمعية "القلعة" لحماية البيئة  -و هي من الجمعيات الكثيرة التي تدعو لجعل تلوث الهواء في الجزائر أولوية- أن تفاقم  ظاهرة  تلوث الهواء قد أدى إلى ظهور و تنامي الأمراض التنفسية وكذا أمراض الشرايين و القلب و سرطان الرئة و أمراض الحساسية مشيرا في تصريحات لـ"الرائد" أن الجزائر و رغم أنها لا تعد من الدول الملوثة للمناخ كما يحدث في البلدان الكبرى التي باتت مصانعها تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري ألا أن تلوث الهواء في الجزائر قد أصبح "واقعا" بسبب عوامل عددية منها انبعاثات الغازات السامة لحركة المرور الحضرية، و في هذا السياق دعا حساني وزارة البيئة لتكثيف جهودها في هذا الصدد ومنح الملف الأولوية مضيفا ان تلوث الهواء يرتفع عادة خلال فصل الصيف بسبب زحمة المرور و عوامل أخرى، مضيفا انه لمواجهة هذا التلوث من الضروري التركيز على توفير بيئة مناسبة يمكنها ان تمتص الانبعاثات السامة في الهواء وذلك من خلال تكثيف عمليات التشجير المنظمة و ليست العشوائية مؤكدا أن محيط تعتبر فيه الشجرة عنصر أساسي سيكون لا محالة محيط صحي للفرد.

من نفس القسم محلي