محلي

شبح سرطان "الجهاز الهضمي" يهدد حياة الآلاف من الجزائريين

تسجيل أزيد من 7500 إصابة بهذا الداء والخبراء يحذرون من تفاقم عوامل الخطر

انطلقت، اليوم، أشغال المؤتمر المنظم من طرف الجمعية الجزائرية للبحث والتكوين في طب الأورام حول سرطان الجهاز الهضمي بالجزائر العاصمة، والتي تتواصل على مدار يومين.

وتأتي هذه التظاهرة، في وقت بات فيه سرطان الجهاز الهضمي مصنفاعلى رأس قائمة السرطانات التي تهدد حياة الآلاف من الجزائريين، حيث يحذر خبراء الصحة من تفاقم عوامل الخطر المتكثلة أساسا في السمنة وتدهور النظام الغذائي وكذا قلة او انعدام الحركة، وهي العوامل التي زادت من انتشار هذا النوع من السرطانات.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في مجال طب الأورام البروفسور عدة بونجار، تسجيل  أزيد من 7500 إصابة بسرطان القولون والمعدة سنويا، موضحا أن سرطان الجهاز الهضمي يمثل نسبة 25 بالمائة من أنواع السرطانات المنتشرة بالجزائر.

ودق البروفسور بونجار، في تدخله خلال أشغال المؤتمر، ناقوس الخطر، داعيا إلى وضع استراتيجية وطنية للكشف المبكر والوقاية منه مما سيؤدي إلى الشفاء منه بنسبة تتراوح ما بين 80 إلى 90 بالمائة وعبر في هذا السياق عن أسفه لكون أغلب الحالات المسجلة يتم اكتشافها في مرحلة جد متقدمة من المرض مما يجعل فرص شفائها تتضاءل بنسبة 50 بالمائة.

وتابع المتحدث بالتأكيد أن الجزائر تسجل 4500 حالة لسرطان القولون والمستقيم و3000 لسرطان المعدة سنويا. ويعتبر سرطان الجهاز الهضمي الذي يشمل سرطان القولون والمستقيم والكبد والانبوب الهضمي والبنكرياس من أكثر أنواع السرطانات المنتشرة بالجزائر، حيث يتصدر سرطان القولون والمستقيم كل الأنواع الأخرى متبوعا بسرطان المعدة.

كما شدد المتحدث، من جانب آخر على دور المجتمع المدني ووسائل الإعلام بضرورة توعية المواطنين بأهمية الكشف المبكر لهذا النوع من السرطان سيما لدى الأشخاص البالغين 50 سنة فما فوق. ومن بين عوامل الإصابة الى جانب الأسباب الجينية والبيئية أرجع ذات الأخصائي العامل الرئيسي إلى النظام الغذائي الذي اتبعه المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة وتخليه عن نمطه الغذائي التقليدي السليم والصحي والخالي من الدهنيات والسكريات والملونات الغذائية.

ومن بين عوامل الخطر الأخرى ذكر البروفسور بونجار بعامل البدانة وقلة الحركة، مؤكدا على أن ممارسة الحركة إلى جانب إتباع نمط غذائي صحي سيساهمان في التخفيض من سرطان الجهاز الهضمي بنسبة 50 بالمائة وحتى وان ظهر فان تعقيداته لا تكون خطيرة.

ويشار إلى أن الجزائر قد سجلت وفق ما صدر عن سجلات السرطان للمعهد الوطني للصحة العمومية، حوالي 6500 إصابة جديدة سنويا بسرطان القولون والمستقيم منها 3500 حالة لدى الرجال و3000 حالة لدى النساء، وقد وأصبحت هذه الاصابة تحتل المرتبة الأولى في أنواع السرطان المنتشرة بالجزائر بصفة عامة حيث يأتي في المرتبة الأولى لدى الرجال والمرتبة الثانية لدى النساء بعد سرطان الثدي.

وعن عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة تشير أخر الغحصائيات، إلى أنه أكثر من نصف الجزائريين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة، وهذا وفق ما تشير إليه إحصائية رسمية تفيد بوجود 55.6 بالمئة من البالغين يزيد وزنهم عن الوزن الموصى به من بينهم 48.3 بالمئة من الرجال و63.3 من النساء. وهذا ما يعادل 20 ملون جزائري، بالإضافة غلى شريحة الأطفال التي يعاني خمسها من هذا الداء..

ومن المعروف لدى المختصين في مجال الصحة، أن السمنة تتسبب في أمراض عديدة جسمية ونفسية مثل السكري والسرطان وأمراض القلب والشرايين والكبد والأعصاب والانعزال المجتمعي السمنة في معاناة نفسية كبيرة والشعور بالإقصاء العزلة، لذا فهي أولوية صحية في المقام الأول يتطلب الوقاية والتوعية.

من نفس القسم محلي