محلي

تلاميذ يودعون السنة الدراسية بتمزيق الكرايس وتحطيم الأقسام

مختصون يحذرون من الظاهرة ويطالبون بالبحث عن أسبابها

دقت المفتشة التربوية زهرة فاسي ناقوس الخطر من الأسباب الخفية وراء بروز  ظاهرة تمزيق الكتب والكراريس مع إنتهاء السنة الدراسية أمام المؤسسات التربوية،  وأعتبرت أن الظاهرة، هي تعبير عن سخط دفين وأخطاء فادحة في التأطير التربوي والإداري، ينتهي بإنتقام جماعي.

وأكدت زهرة فاسي في تقرير لها ،  أن ظاهرة  تمزيق الكتب والكراريس هي من  الأحداث  التي شاهدتها على المباشر ابتداء من سنة الدراسية 2011 إلى يومنا هذا وتعود لنفس الأسباب،من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية قائلة "رأيت تمزيق محتوى المحافظ، من كتب وكراريس وثائق ، مقلمات أقلام، و تحطيم زجاج النوافذ و كسر الكراسي و تخريب السبورات وتمزيق الستائر وحتى الخربشة  على  سيارات " بعض" الأساتذة وليس الكل، مشيرة إن الظاهرة عمت على المستوى الوطني وتعود إلى مشاكل ضخمة داخل المؤسسات التربوية، يعيشها التلاميذ ويجهلها  الخارج عنها.

وفي تحليلها للأسباب التي وراء  الظاهرة، أرجعتها فاسي الى الضغوطات البيداغوجية السنوية الطويلة، بسبب ضغط تطبيق المقرر الدراسي الطويل وتأثير الإضرابات السلبي  حيث يليها استدراك الدروس الضائعة بعد كل إضراب والصراع مع عقارب الساعة، ضف إلى معضلة هجران الأساتذة لأقسامهم كلما دق ناقوس الإضرابات التي تسبب لهم فوضى فكرية وضغط  نفسي لامتناهي،  وفتح باب التسكع و غول الفراغ .

وقالت المتحدثة "إن هذه السنة زاد الأمر تعقيدا، صدمة التلاميذ من قضية احتجاز نقاطهم وعدم تسليمهم الكشوف، كسر الثقة بينهم وبين المؤسسة التربوية...وقالوا" لماذا نجتهد إن كانت  نقاطنا تحتجز ؟" ، ناهيك عن الغبن من سلوكيات التفضيل والمحاباة حيث ركزت –فاسي - في هذا الصدد " النتائج المدمرة للدروس الخصوصية من طرف  أساتذتهم اصحاب القاراجات" حيث الإحتراق النفسي  بسبب حصول بعض التلاميذ على نقاط جيدة دون إجتهاد ( الدروس الخصوصية وتسريب الأسئلة  ) .

وقالت في هذا الصدد "أن أساتذة زرعوا التمرد والتنمر على قيمة العلم و المنظومة التربوية ، محذرة من هؤلاء الذين يتاجرون في الدروس الخصوصية مقابل  أغلى السيارات والبهرجة والمظاهر البراقة، في حين أن  النزهاء الحريصين على مصلحة التلاميذ لا يقدرون على الرد عندما يسألون  ما سبب الفرق بينكم وبينهم.

كما ابرزت في ذات السياق التعنيف اللفظي والمعنوي واللاعدل الممارس  داخل المؤسسات التربوية من طرف الطاقم التربوي والإداري وتطرقت الى غياب الضمير المهني  الذي لم يسلم منه حتى  الأساتذة" ضحايا ضغوطات إدارية أمام،عيون التلاميذ مما يزيد  الطين بلة وروح الإنتقام.

و بيداغوجيا تطرقت المختصة الى صعوبة استيعاب الدروس لأنها تفوق مستواهم العقلي من الحشو المتعب والتكرار وطول  البرامج وكثرة الفروض والواجبات  المنزلية في  إنتظار الامتحانات الرسمية على صفيح ساخن وعدم الاستعداد الجيد بسبب عدة عوامل خارجة عن نطاق التلاميذ.

وتوقفت أيضا المختصة، عند  المعاناة من الفوارق الاجتماعية و النظرة الدونية لفئة المعوزين ( من يلبس ألبسة غالية يقدره الجميع ولو كان ضعيف المستوى الدراسي والفقير ولو كان ممتازا يتعرض "للحقرة بالعين ) علما ان مركب النقص صعب النتائج -تقول المتحدثة-.

ونفت فاسي في الأخير فاسي، أن تكون الظاهرة سببها غياب الأخلاق والقيم وغياب دور أولياء التلاميذ قائلة أن المدرسة أصبحت مدرسة فرص  ولا إشعاع علمي ولهذا يجب –حسبها - أن يعود الإطار البيداغوجي والتربوي السليم حتى تعود المياه إلى مجاريها .

من نفس القسم محلي