محلي

جزائريون يشهرون سلاح المقاطعة في وجه المضاربين

عديد الحملات أطلقت مؤخرا.. هل تنجح في كبح جماح الأسعار؟

عادت حملات المقاطعة للواجهة هذه الأيام بهدف وقف لهيب الأسعار الذي طال أغلب المنتجات الغذائية من مواد أساسية لحوم خضر وفواكه وحتي اسماك حيث اطلقت جمعيات حماية المستهلك وعدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تعني بالمستهلكين العديد من الحملات منها حملة وطنية كبرى بمقاطعة البطاطا بعدما وصلت أسعار هذه الأخيرة لمستويات غير مسبوقة.

وكرد فعل على موجات الغلاء التي تجتاح الأسواق هذه الأيام ومنذ بداية رمضان بادرت العديد من جمعيات حماية المستهلك ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإشهار سلاح المقاطعة كحل وخيار لردع المضاربين وخفض الأسعار بعدما بات المواطن البسيط غير قادر على توفير الضروريات لأسره بسبب الأسعار الملتهبة لكل المواد الاستهلاكية.

حملة وطنية لمقاطعة البطاطا والموز هل تأتى بنتائجها؟

 وقد أطلقت جمعية حماية المستهلك منذ اسابيع حملة وطنية لمقاطعة شراء البطاطا بعد أن بلغت أسعارها أرقام قياسية خلال الأيام الأخيرة حيث ارتفعت لحدود 160دج . وقد انطلقت الحملة فعليا منذ ايام  وأبدى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي استياءهم وسخطهم من سيناريو ارتفاع الأسعار، الذي قالوا أنه أثقل كاهلهم خاصة ونحن في شهر رمضان الفضيل. وطالبوا في هذا الشأن من جميع المواطنين مقاطعة شراء البطاطا إلى غاية نزول أسعارها كما تحدثوا عن ضعف الرقابة وطالبوا بتوضيح أسباب هذا الارتفاع الذي وصفوه بالجنوني في أسعار البطاطا وغزت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات طيلة الأسبوع تدعو لمقاطعة شراء البطاطا إلى حين عودة الأسعار إلى وضعها العادي. ونددت منظمات حماية المستهلك الجزائري، بالزيادات الكبيرة التي انعكست سلبا على جيب المستهلك الجزائري. مؤكدة انها سبق وحذرت من هذا السيناريو قبل أشهر، من جهتها اسعار الموز ايضا عرفت منذ بداية الشهر الكريم ارتفاعا في الاسعار قبل ان تنخفض بفعل مقاطعه اختارها اغلب المواطنين لتستقر اسعار الموز هذه الفترة في حدود 400 دج بفضل المقاطعة التي بدأها المستهلكون منذ أسابيع.

مقاطعة صامتة للأسماك

من جانب اخر دخل المواطنون منذ اشهر في مقاطعة صامتة للأسماك وخاصة السردين بعدما وصلت هذه المنتجات لأسعار خيالية اين بلغ سعر السردين الأسابيع الأخيرة 1000دج وحسب ما أكده باعة هذه المنتجات البحرية فان ارتفاع الأسعار جعل شريحة واسعة من الجزائريين تمنع دخول هذه الأخيرة لمنازلها حيث بات البيع يقتصر على أصحاب الدخل المرتفع بينما لجا محدودي الدخل لمنع او مقاطعة هذه المنتجات بسبب الأسعار.

 الكماليات ممنوعة على الزوالية منذ فترة طويلة

 هذا وقد باتت الكماليات عبارة عن منتجات ممنوعة على الزوالية حيث استبعد من مقتنيات الاسر اليومية منها الاجبان الفواكه وأنواع الشكولاتة المستوردة وعديد من المنتجات قاطعها الجزائريون من ذوي الدخل المتوسط بسبب غلائها وانهيار القدرة الشرائية التي باتت لا تتحمل عبء المواد الأساسية فمابالك بالكماليات.

 مواطنون يتخوفون استمرار ارتفاع الاسعار الفترة المقبل 

وعبر مواطنون، عن تخوفهم الشديد من استمرار موجة ارتفاع اسعار التي تعرفها الاسواق الجزائرية، لترتفع أكثر خلاله فصل الصيف وموسم الاصطياف وهو ما سيتبب في أزمة حقيقية للمواطنين البسطاء من ذوي الدخل الضعيف والمحدود، ودعا المواطنون إلى تشديد الرقابة على التجار الذي يستغلون الازمات لرفع أسعار بعض المنتوجات واسعة الاستهلاك

حريز: حملات المقاطعة يجب ان تتحول لثقافة استهلاكية في الجزائر

 وعن حملات المقاطعة ومدى جدواها في خفض الأسعار قال رئيس فدرالية حماية المستهلك زكي حريز إنّ "مثل هذه الحملات وعلى الرغم من أنها لا تتسم بالرسمية، إلا أنّها تبقى ذات أهمية، لأنّ المستهلك  في كل بلدان العالم هو الذي يتحكم في السوق، وما دام يتمتع بوعي استهلاكي يمنعه من الرضوخ للمتعاملين الاقتصاديين، فبإمكانه التحكم بقانون العرض والطلب، وبالتالي التحكم بطريقة غير مباشرة ببورصة الأسعار". مضيفا "أن هذه الحملات يجب أن تتحول إلى ثقافة راسخة في ذهن المواطن الجزائري، و سلاحاً قوياً في مواجهة المضاربين والمنتجين والمستوردين، والذين رضخوا في بعض الأحيان للحملات وأخفضوا من سعر المنتجات". وأضاف،  أنّه "لا يمكن إنكار دور مواقع التواصل الاجتماعي في ترسيخ المقاطعة في الثقافة الاستهلاكية للجزائريين، ففي الماضي القريب كانت هذه الحملات منعدمة، واليوم بفضل التطور التكنولوجي، أصبح الجزائريون يقولون كلمتهم في العالم الافتراضي وتترجم فيما بعد في الواقع، وهو أمر إيجابي".

من نفس القسم محلي