محلي

ركود في النشاط التجاري صباحا وتجار يعلنون "العصيان" ؟!

بعضهم يتخلفون عن فتح محلاتهم لغاية الظهيرة بحجة غياب الزبائن صباحا

يتخلف العديد من التجار عبر بلديات المدن الكبرى في مقدمتها العاصمة منذ بداية رمضان عن فتح محلاتهم خلال الفترة الصباحية خاصة في عطلة نهاية الأسبوع وأيضا اذا تعلق الامر بأنشطة تجارية تعاني الركود خلال الشهر الكريم حيث مثل ذلك حجة لهؤلاء التجار لإعلان أشبه بعصيان أين يبقون محلاتهم مغلقة في وجه الزبائن لما بعد الظهر وهو ما اثر على الحركية التجارية في العديد من المناطق وتسبب في معاناة للمستهلكين.

وفي العاصمة على سبيل المثال تحولت العديد من المحلات إلى شبه مهجورة منذ دخول شهر رمضان المعظم، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث يفضل أصحابها إغلاقها طيلة الفترة الصباحية وفتحها خلال الفترة المسائية فقط عقب صلاة اظهر واحيانا حتى صلاة العصر، وفيما يبدو أن بعض التجار قرروا الدخول في عطلة مفتوحة الأجل إلى حين انقضاء الشهر الفضيل، مما أدخل المواطنين في حيرة وأجبرهم على اللجوء إلى الأسواق لاقتناء حاجياتهم.

  • محلات تفتح بعد الظهيرة وزبائن في رحلة "بحث"

 وفي جولة قادتنا لعدد من البلديات بالعاصمة على غرار السحاولة بابا علي وخراسية وبئر توتة وقفنا على حركية تجارية محتشمة نهاية الأسبوع خاصة خلال الفترة الصباحية أي ما بين الساعة الثامنة صباحا للواحدة زوالا حيث اوصدت اغلب المحلات أبوابها فحتي بعض محلات بيع المواد الغذائية كانت مغلقة في وجه الزبائن عبر عدد من البلديات باستثناء بعض الصيدليات ومحلات بيع الخضر والفواكه وحسب ما أكده مواطنون ببلدية خرايسية فان اغلب المحلات المتواجد في إقليم البلدية لا تفتح أبوابها صباحا ويتخلف اغلب التجار عن الفتح لغاية منتصف النهار وهو ما يجعل السكان يلجؤون للأسواق رغم ان هناك منتجات يمكن اقتناها من محلات بيع المواد الغذائية دون الحاجة للتنقل للأسواق التي تكون بعيدة المسافة بالنسبة لبعض السكان من جهتهم تحجج عدد من التجار الذين تحدثنا اليهم عن سبب عدم فتحهم لمحلاتهم صباحا باكرا رغم أنهم كانوا يشتكون خسائر فادحة بسبب تراجع القدرة الشرائية والمضاربة بالقول ان الزبائن تغيب في الفترة الصباحية وهو ما يجعلهم يتأخرون في الفتح مؤكدين ان اغلب عمليات البيع والشراء تتم بعد العصر وهو وبالتالي فانه من غير الداعي فتح محلاتهم باكرا وهو المبرر الذي وجدناه غير منطقي بتاتا كون شهر رمضان هذه السنة جاء في بداية فصل الربيع وفي خضم السنة الدراسية والعديد من العائلات لديها أطفال صغار وكبار في السن غير معنيين بالصوم ولهم احتياجات عديدة ولا يمكن للتجار ان يبرمجوا عملهم على شريحة صغيرة من الجزائريين تتغير عاداتهم الشرائية خلال الشهر الكريم.

  • بلنوار: التجار ليسوا أحرارا في مواقيت العمل ...

ولمعرفة الأسباب المنطقية لهذه الظاهرة اتصلنا برئيس جمعية التجار والحرفيين طاهر بلنوار الذي اعترف بوجود مثل هذه الممارسات عند شريحة من التجار في بعض البلديات وليس الجميع مشيرا لعدم  وجود أي تعليمة تجبر التجار على فتح محلاتهم باستثناء المتعلقة بأيام العيد الثلاثة والتي تضم قائمة تلزمهم على العمل بالتناوب، غير أن التجار ليسوا أحرارا يضيف بلنوار، ومسئولين أمام المستهلك على تأمين حاجياته، مشيرا أن السبب وراء انتشار مثل هذه المظاهر هو النقص في الرقابة، حيث لا توجد تغطية كبيرة ويظل العدد المسخر من المراقبين غير كاف مقارنة بأصحاب المحلات التجارية، فعدد السجلات بلغ مليوني سجل تجاري منهم قرابة المليون متعلقة بتجارة المواد الغذائية والخضر والفواكه، ولأن العاصمة بلدياتها كبيرة ليس بإمكانهم الوصول إلى هذه الأحياء، ليعبر بلنوار عن استغرابه من وجود تجار بمثل هذه اللامبالاة ونحن في شهر يعتبر ذروة النشاط التجاري داعيا التجار للتحلي بالمسؤولية والعمل وفق مبدأ إحترام الزبون.

من نفس القسم محلي