محلي

النفايات المنزلية "تحتل" المدن في رمضان

تتضاعف عادة خلال هذه الفترة ثلاثة أو أربعة مرات

تتضاعف النفايات المنزلية في شهر رمضان ثلاثة أو أربعة أضعاف بسبب ارتفاع الاستهلاك اليومي وتفاقم ظاهرة التبذير وهو ما جعل المدن الكبرى في مقدمتها العاصمة تعيش منذ بداية الشهر  وضعا بيئا كارثيا حيث تحولت النفايات المنزلية لديكور العديد من البلديات على غرار اختلاف تصنيفها بين الحضرية و الشبه حضرية في وقت لم تتمكن فيه المؤسسات المسؤولة عن النظافة من السيطرة على حجم النفايات المتزايد مع بروز ممارسات لا تمت للمواطنة بصلة من طرف سكان لا يحترمون مواقيت رمي "نفاياتهم".

في جولة قادتنا إلى بعض الأحياء الشعبية و أخرى تصنف في الخانة الراقية بالعاصمة ذهلنا لحجم النفايات المنزلية المتراكمة في حدود منتصف النهار حيث لم تختلف الصورة في بلديات حيدرة وبن عكنون عن بلديات الحراش براقي وجسر قسنطينة اين بدت معظم هذه الاحياء في وضع كارثي خطير في ظل عجز  الجهات المعنية في احتواء مشكل تراكم النفايات وحتى التخفيف من حدته .

  • "نات كوم" تقف عاجزة

ومن الواضح أن مؤسسة رفع النفايات المنزلية "نات كوم" التي تضمن تغطية 28 بلدية من أصل 57 مصنفة جلها ضمن خانة البلديات الحضرية ، تصارع لأجل حفظ ماء وجه بعض الأحياء الراقية بالعاصمة ، دون جدوى فمنذ بداية رمضان تعرف هذه الاحياء التي تشملها تغطية "نات كوم"  تراكم كبير للنفايات و الأوساخ على رأسها حيدرة ، بوزريعة الجزائر وسط ، باب الوادي ، جسر قسنطينة ، الكاليتوس وغيرها ، رغم الإمكانيات البشرية و المادية الهائلة التي وفرتها المؤسسة الي أن مشكل النفايات يبقى مطروحا  وإن ترجع المؤسسة السبب إلى تصرفات بعض المواطنين الغير مسؤولة باعتبارهم لا يتقيدون بساعات إخراج الأوساخ المنزلية ، كما أن كثرة الأسواق المنظمة و العشوائية ، والكثافة السكانية تعيق من عمل المؤسسة وتصعبها ، حيث ورغم عملها بنظام المناوبة إلا أنها لم تصل إلى أهدافها المسطرة بضمان مدن نظيفة 100 بالمائة خاصة خلال المناسبات الدينية.

  • نقص الإمكانيات و قدم العتاد مشكل أخر

بالمقابل فان البلديات الخارجة عن مجال تغطية مؤسسة "نات كوم"  وجدناها تعيش ظروفا أسوء من سابقتها ، خصوصا في ظل تصنيفها ضمن المدن "الشبه حضرية" ، ، وخصوصا في الأحياء الشعبية و محيط الأسواق العشوائية ، حيث يتضاعف بهذه البلديات تراكم النفايات منذ شهر رمضان اين ظهرت نقاط رمي عشوائية استحدثها السكان امام تضاعف حجم النفايات المنزلية خلال الشهر الكريم وهو ما ازم الوضع اكثر  و أمام هذا الوضع يتحجج رؤساء و مسؤولو البلديات بنقص الإمكانيات المادية كما أن المساعدات الولائية الموجهة لقطاع النظافة تعتبر قليلة ، فجل العتاد قديم و لا يصلح لتغطية بلديات كحجم بلدية براقي أو الرغاية أو حتى الحراش المعروفين بكثافتهم السكانية الكبيرة و التي تحتاج الي وسائل ضخمة وحديثة ، كما أن عدد العمال المكلفين برفع النفايات لا يتعدى في الكثير من الأحيان ال 30 عون .

  • الأسواق الموازية تؤزم الوضع

بالمقابل فان ظاهرة الأسواق الموازية أو ما يعرف بتجارة الأرصفة زادت من تأزم وضع شوارع و أزقة العاصمة ، فبرغم من الجهود التي تبذلها مؤسسة "نات كوم" أو المصالح البلدية إلا أن المشكل أكبر من إمكانيات هذه الجهات ، فالمشكل يكمن في "العقليات" وتصرف بعض الأشخاص الذين لا يأبهون إلا بنظافة الرقعة التي يتواجدون بها على حساب المكان ، ، وهو الأمر الذي وقفنا عليه في أسواق باش جراح الرغاية ، بومعطي وغيرها وعلى هذا الأساس تقود جل بلديات العاصمة و بإيعاز من الجهات العليا حملة للقضاء على التجارة الموازية لما تحمله من سلبيات على رأسها تشويه الوجه الحضري للمدن .

  • عمال نظافة يعانون وسكان ينقصهم سلوك "المواطنة"

هذا ويعاني عمال النظافة منذ بداية شهر رمضان من صعوبات عديدة في عملهم بسبب ارتفاع حجم النفايات المنزلية وممارسات بعض المواطنين الذين لا يحترمون مواقيت إخراج النفايات، لتبقى في مكانها طوال اليوم، بعد مرور الشاحنات، وذكر بعض العمال الذين وجدناهم على مستوى بلدية جسر قسنطينة أن النفايات غالبا ما يتم رفعها في الصباح الباكر، إلا أنهم يقفون على النفايات تتراكم في أماكن تجمعيها طوال اليوم وهو ما يؤكد أن للمواطن مسؤولية كبيرة اتجاه تراكم النفايات والأوساخ في الشوارع، وأضاف هؤلاء أن إخراج النفايات من المنازل وتجميعها في الأماكن المخصصة لها مهمة غالبا ما تكلف بها الأسر والعائلات الأطفال عوض الكبار، وهو الوضع الذي يساهم في تناثرها في الشوارع والأزقة ويصعب من مهمة تجميعها ورفعها في الشاحنات فيما بعد، متسائلين لماذا لا يكلف الكبار بهذه المهمة ليلا؟ وبالتالي بإمكان وضع حد لهذه الظاهرة المقززة، داعين الأسر والعائلات الجزائرية إلى ضرورة زرع ثقافة التعامل مع النفايات وطريقة إخراجها وأيضا فرزها، مؤكدين أن الكثير من عمال النظافة يتعرضون بشكل يومي إلى إصابات بليغة على مستوى الأيدي، حيث تتواجد نفايات صلبة كحال الزجاج والحديد وسط "صاشيات" الأوساخ، مما يؤدي إلى إصابات للعمال بعد رفعها.

من نفس القسم محلي