محلي

"الخبز".. المادة الأكثر تبذيرا في رمضان

خبراء التغذية يعتبرونه غير صحي وخبازون يتورطون في التجاوزات

يتضاعف الاقبال من طرف الجزائريين خلال شهر رمضان على مختلف أنواع الخبز غير ان إشكاليات عديدة تطرح بشان استهلاك هذه المادة خلال رمضان منها ظاهرة التبذير، زيادة إلى نوعية الخبز الذي يباع والذي يؤكده بشأنه المختصون انه خبز غير صحي تستعمل فيه محسنات مسرطنة كل هذا يضاف لما يعتبر اشبه باحتيال أصبح يمارسه الخبازون الذين يستغلون شهر رمضان للتوقف عن تحضير الخبز المدعم وينتجون فقط الخبز المحسن الذي تصل أسعارها أحيانا لـ35 دينار.

وتعتبر مادة الخبز المادة الأكثر استهلاكا وتبذيرا في الوقت نفسه خلال شهر رمضان حيث أحصت الاتحادية الوطنية للخبازين تسويق 35 نوعا من الخبز خلال الشهر الفضيل بينما يتضاعف الطلب على الخبز 3 مرات اكثر خلال شهر رمضان منه الأيام العادية وهو ما يضاعف أيضا من ظاهرة التبذير اذ تحصي مؤسسات النظافة سنويا رفع حوالي 10 أطنان من الخبز عبر حاويات القمامة فقط بالعاصمة وهو رقم كبير يعتبر استنزاف للخزينة العمومية التي تخصص الملايير سنويا لدعم هذه المادة. بالمقابل فقد باتت مادة الخبز في الجزائر مصدر تهديد لصحة المواطنين وذلك لعدم احتوائها على المكونات الكاملة للخبز الغذائي بالإضافة الى افراط الخبازيين في إضافة المحسنات الغذائية والتي تؤكد الدراسات بشأنها ان قد تكون مسرطنة وخطيرة على صحة الانسان.

  • مسوس: الخبز الذي يستهلكه الجزائريون غير صحي

وتتفق كل الهيئات الصحية وجمعيات حماية المستهلك، على أن الخبز الذي يستهلكه الجزائريون، لا فائدة غذائية منه، لأنه مصنوع من الدقيق اللين "الفرينة" وهو غير كامل، وفي هذا الصدد قال  خبير التغذية كريم مسوس في تصريح لـ"الرائد أن الخبز المدعم وحتى الخبز المحسن هو خبز مضر بالصحة لأنه مصنوع من فرينة غير صحية منزوعة القشرة وغير كاملة معتبرا إن غياب الجودة وانتقاء النوعية على رفوف المخابز الجزائرية من الأسباب والعوامل التي دفعت بالمستهلك الجزائري إلى إلقاء مادة الخبز يوميا في حاويات القمامة، مضيفا انه لا يبرر ظاهرة التبذير وانما يحاول إعطاء أسباب لها، قبل أن يضيف المتحدث ذاته، أن المطلوب هو إعادة النظر في صناعة الخبز انطلاقا من تحسين مادة الفرينة البيضاء المدعمة من الدولة الموجهة للمخابز، والتي أثبتت الدراسات أنها غير صحية، كونها كما قال منزوعة الألياف، وخالية من جميع العناصر الغذائية والمعدنية التي توجد في القمح، محذرا من المواد الكيمائية التي يستعملها أصحاب المخابز التي يطلق عليها اسم المحسنات والتي هي عبارة عن فيتامينات ومعادن صناعية كيميائية، والتي قد تلحق أضرارا وخيمة بالجسم، حيث قال مسوس ان 6 غرامات من المحسنات في الخبزة الواحدة هي نسبة كبيرة جدا مضيفا ان هناك دراسات تؤكد ان المحسنات التي تستعمل في مادة الخبز هي عبارة عن مواد مسرطنة من جانب اخر دعا مسوس المستهلك في الوقت ذاته إلى عدم اقتناء كميات كبيرة من الخبز ليرمي بها في سلة المهملات ويجب اعتماد ثقافة استهلاكية معقولة.

  • مخابز تتوقف عن انتاج الخبز المدعم لتبيع المحسن بـ35دج

بالمقابل فقد كثفت غالبية المخابز هذه الأيام من نشاطها الاستثنائي ، من خلال التفنن في إعداد عشرات الأنواع من الخبز وترويجه بأسعار مرتفعة ضمن تسميات متعددة تدخل في صيغة خبز محسن، فيما قلصت هذه المخابز إنتاجها من الخبز العادي الذي يحظى بدعم الدولة وتحدده المصالح العمومية بسعر معين مفروض على المخابز واحترام أسعاره المضبوطة لفائدة المواطنين، فيما ذهب مخابز أخرى في العديد من المناطق إلى الإقلاع عن إنتاج الخبز العادي نهائيا في رمضان رغم إدراكها مخالفتها للقانون. هذا وتطرح قضية ترويج هذه المادة الأساسية في غذاء المواطنين دور أجهزة الرقابة، ليس بالنسبة للأسعار فقط، بل تجارة طاولات الخبز تبقى صورة سوداء تنتشر في الأسواق الشعبية رغم محدوديتها سيما بالمساء وما يترتب عنها من أخطار صحية لا يدرك عواقبها المستهلكون الذين يتحملون المسؤولية بدرجة أكبر.

  • قلفاط: تسويق 35 نوعا من الخبز والمحسنات المسرطنة مجرد "إشاعة"

وفي السياق قال رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين الجزائريين، يوسف قلفاط أن المخابز خلال رمضان كثفت من نشاطها حيث يجري تسويق 35 نوعا من الخبز يصنف ضمن 3 أنواع. وعدا الخبز المدعم الذي يحضر بالفرينة المدعمة أفاد قلفاط بأن أسعار الخبز الأخرى حرّة، وهي تستند إلى الوزن ونوعية المقادير المعدّة بها، كما أنّها تتراوح ما بين 10 دج إلى 150 دج، نافيا ان يكون الخبازون قد تخلوا عن انتاج الخبز المدعم حيث قال قلفاط ان اغلب الخبازين يسوقون الخبز المدعم في الفترة الصباحية وعندما ينفذ يبدؤون في تسويق الخبز المحسن، من جانب اخر وفي موضوع المحسنات الغذائية نفى قلفاط أن تكون محسنات الخبز تسبب خطرا على صحة المستهلك، مؤكدا أن ما قيل حول هذه القضية مجرد إشاعة مغرضة لتضع أصحاب المهن في ورطة هم في غنى عنها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الخباز الجزائري يبذل ما بوسعه من أجل تحضير خبز صحي وشهي للمستهلك، رغم معاناته اليومية التي لا يشعر بها سواه، وأكد المسؤول الأول على الاتحادية الوطنية للخبازين، أن تلك المواد مصنوعة من مواد طبيعية مائة بالمائة، وغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، ولا تشكل خطرا على الصحة العمومية، إنما الخطر –حسبه- يكمن في عملية الإفراط في استعمالها، وأصحاب المهنة حسبهم واعون بالعملية ويراعون في تحضير مادة الخبز بطرق قانونية ووفق قواعد السلامة الصحية، كما أقرها القانون، والمحسنات –يضيف- قلفاط، مواد غير سامة، ولا أظن أنها تسبب خطرا على صحة الإنسان.

من نفس القسم محلي