محلي

لهذه الأسباب تفاقمت أزمة "حليب الشكارة" منذ بداية رمضان

مواطنون يدخلون في رحلة بحث طويلة ويقفون في طوابير لا تنتهي

تفاقمت أزمة الحليب المدعم في العديد من ولايات الوطن في مقدمتها العاصمة منذ بداية رمضان حيث لم تمنع إجراءات وزارة التجارة وتدابريها الردعية في ضبط توزيع هذه المادة المدعمة التي لا تزال "تستنزف" من غير مستحقيها في حين يبقي المواطن مطالب بالدخول في رحلة بحث طويلة او الوقوف في طوابير غير منتهية للحصول على ما يحتاجه من هذه المادة ليبقي تذبذب التوزيع المتهم الرئيسي في هذه "الازمة" المتجددة كل فترة.

ولا تزال أزمة الحليب المدعم وتذبذب توزيعه يصنعان جدلا كبيرا بين المواطنين الذين سئموا الطوابير ورحلة البحث عن هذه المادة التي تعتبر أساسية وضرورية في رمضان وباقي أيام السنة، حيث تفاقمت أزمة ندرة ونقص المادة عبر المحلات التجارية منذ بداية رمضان بشكل كبير اين يضطر الجزائريون للتنقل بين الأحياء بحثا عن محل يوفر هذه المادة وان وجد هذا المحل او الشاحنة فان الطوابير تكون غير منتهية ويضطر أغلب أرباب الاسر للوقوف لساعات حتي يحين دورهم للحصول على هذه المادة وهي معناة حقيقية، بالمقابل فان الإجراءات التي اتخذتها وزارة التجارة فيما يتعلق بتوزيع هذه المادة وقرار منع التوزيع لصالح المتعاملين الاقتصاديين بما فيهم أصحاب المخابز والمقاهي ومحلات بيع الحلويات يبدو انها لم تطبق بدليل النقص المتزايد في هذه المادة وهو ما يكشف استنزاف لهذه الأخيرة من غير مستحقيها خاصة من طرف محلات بيع الحلويات حيث تدخل مادة الحليب في تحضير العديد من الحلويات المعروف استهلاكها الكبير في شهر رمضان تحديدا وهو ما قد يفسر اشتداد ازمة الحليب المدعم تحديدا مع بداية رمضان.

 ورغم ان هذا التفسير قد يعتبر الأقرب والأكثر منطقية لازمة الحليب الحالية ألا المتداخلون قطاع التجارة وحتى مسؤولون في وزارة الفلاحة يعطون تبريرات اخري فموزعو الحليب المدعم من جهتهم يؤكدون ان تفاقم الازمة منذ بداية رمضان سببها تخلي أصحاب محلات التجزئة عن بيع الحليب المدعم بسبب هامش الربح البسيط الذي يحققونه من هذه المادة وأيضا بسبب تحول "الحليب" لصداع راس لأصحاب هذه المحلات حيث دائما ما يتسبب تسويق الحليب المدعم في مشاكل بين التاجر وزبائنه وهو ما جعل أغلب التجار يتوقفون عن تسويق هذه المادة الأمر الذي خلق تذبذب في التوزيع بين كل منطقة وأخري، بالمقابل سبق لمسؤول بوزارة الفلاحة ان أكد منذ أيام أن أزمة الحليب المدعم المطروحة هذه الأيام سببها "لهفة" المواطن والذي بدل أن يقتني كيس من الحليب المدعم أو على الأقل ما يحتاجه يقتني ثلاثة اضعاف حاجياته وهو ما يخلق تضاعف في الطلب مقابل عرض في المستوي العادي، ورغم أن هذه التصريحات فيها "وجهة نظر" إلا أن اعتبارها مبرر مقنع وعدم اتخاذ إجراءات فعلية وعلى ارض الواقع لحل هذه الازمة هو الأمر غير المقبول خاصة وان الأسبوع الأخير من شهر رمضان هو الذي يعتبر الأكثر استهلاكا لمادة الحليب المدعم ما يتطلب تحركا سريعا من طرف الوزارات المعنية لوقف هذه الازمة منذ الان قبل تفاقمها اكثر مع نهاية رمضان.

من نفس القسم محلي