محلي

الغلاء، اللهفة والتبذير.. ثلاثية "الاستنزاف" ؟!

أسر تضطر للجوء إلى الاستدانة مع بداية الأسبوع الثاني من رمضان

لم تصمد القدرة الشرائية للكثير من الجزائريين الذين بدأوا ومع بداية الأسبوع الثاني للشهر الكريم في اللجوء للاستدانة في حين  لم تتحقق وعود "الحكومة" هذه السنة بشأن  مستوي الأسعار في رمضان حيث شهدنا خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم لهيبا في أسعار كل المنتجات وهو ما جعل الجزائريين ينفقون ضعف ما كان مقرر من ميزانياتهم في ظل استمرار تحلي أكثر من 80 بالمائة من المواطنين بسلوك استهلاكي غير متوازن خاصة خلال الأسبوع الأول المعروف بتفاقم التبذير.

وقد عقدت معضلة الأسعار خلال شهر رمضان من وضعية القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين حيث تشير تقديرات الخبراء لتراجع هذه الأخيرة بحدود الـ40 بالمائة منذ بداية الشهر الكريم بسبب الغلاء فقد شهدت الأسواق خلال الأسبوع الأول لهيب في الأسعار وعرفت أغلب المنتجات ارتفاع قدر بحوالي 50 بالمائة من سعرها الأصلي وأحيانا 100 بالمائة وهو ما جعل الجزائريين ينفقون ضعف ما كان مقرر من ميزانياتهم التي تآكلت بشكل كبير في الأسبوع الأول وهو ما سيؤثر على الوضعية المالية للأسر خلال بقية الشهر خاصة أواخر شهر رمضان بسبب عيد الفطر والذي يحتاج هو الأخر لميزانية منفصلة، وينصح خبراء الاقتصاد  وكذا جمعيات حماية المستهلك الجزائريين بضرورة ترشيد استهلاكهم وانفاقهم وتجنب مظاهر اللهفة والتبذير اللذان باتا من عوامل استنزاف القدرات المالية وتسجيل مزيد من التدهور في القدرة الشرائية التي تعاني أصلا منذ  سنوات بسبب عوامل مجتمعة.

  • هذه الفئات الأكثر لجوءا للاستدانة مع بداية الأسبوع الثاني

هذا وقد وجد أغلب المواطنين أنفسهم مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم مضطرين للاستدانة بعدما صرف اغليهم كل رواتبهم ومدخراتهم قبل رمضان وخلال الأسبوع الأول  وبالنسبة للفئات أكثر لجوء للكريدي نجدالعائلات الفقيرة والمتوسطة الدخل وعائلات العمال اليوميين وعائلات أرباب العمل الذين يتقاضون أجور أقل من ثلاثة ملايين سنتيم وايضا عائلات النساء الأرامل واليتامى كل هذه الفئات تعبر الأكثر لجوء للاستدانة بداية من الأسبوع الثاني للشهر الكريم بسبب ميزانيتها المحدودة، بالمقابل من الملاحظ أن المساعدات التي تجود بها عدد من الجمعيات الخيرية وايضا السلطات المحلية والعمومية باتت غير كافية لتجنيب هذه الأسر والفئات الفقر والحاجة خاصة وانها باتت مساعدات شحيحة ولا تصل لكل الجزائريين  وهو ما يجعل الكريدي الحل الوحيد لهاته الاسر غير أنه حتى حل الكريدي اصبح غير متاح للجميع فالغالبية العظمى من الجزائريين يعانون وهو ما جعل اكثرهم لا يجدون مصدرا يستدينون منه بينما لا تقبل كل المحلات التجارية العمل بنظام "الكريدي".

  • 6 ملايين سنتيم أقل ما صرفه الجزائريون خلال الأسبوع الأول

هذا وتشير تقديرات الخبراء أن الجزائريين يكونوا قد صرفوا خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم ما بين 4 إلى 6 ملايين سنتيم حسب وضعية كل عائلة ومستواها الاستهلاكي وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي نبيل جمعة أن مستوى أنفاق الجزائريين في شهر رمضان يرتفع للضعف خاصة خلال الأسبوع الأول مضيفا في السياق ذاته أن ارتفاع الأسعار اخلط حسابات العديد من العائلات والتي صرفت ضعف ما كانت مقررة كل هذا يضاف لبقاء السلوك الاستهلاكي للجزائريين غير متوازن بسبب اللهفة ومظاهر التبذير في رمضان ورجح جمعة ان اقل ما انفقته العائلة الجزائرية المتكونة من أربعة اشخاص خلال الأسبوع الأول من رمضان هو 4 إلى 5 ملايين سنتيم في حين يرتفع ها المعدلات عند العائلات الكبيرة والعائلات ميسورة الحال، وأشار ذات الخبير ان هذه الكلفة هي أولية حيث ستتضاعف خلال الأيام المقبلة خاصة الأسبوع الأخير من شهر رمضان بالموازاة مع اقتراب العيد مشيرا أن ميزانية عيد الفطر لوحدها قد تفوق الخمسة ملايين سنتيم موزعة بين ملابس العيد وباقي المصاريف وهو ما يعني في المجمل كلفة تفوق العشرة ملايين سنتيم فقط كمصاريف رمضان ما يمثل حسبه أجور اغلب الجزائريين ثلاثة مرات وهو ما يجعل الاستدانة الحل الوحيد حل اعتبره جمعة يتسبب في ضغط مالي على الأسر الجزائرية طيلة السنة كي يسددوا ديونهم خاصة اذا تعلق الامر بتتالي مناسبات يصبح فيه "الكريدي" حل لجميع المناسبات.

  • منوار: زيادة على الغلاء "التبذير" أيضا ساهم في استنزاف الميزانيات بداية رمضان

من جهته أعتبر رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك حسن منوار ان السلوك الاستهلاكي للجزائريين خلال رمضان لم يتغير كثيرا عن باقي السنوات فرغم ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية بشكل رهيب ألا أن الجزائريون تفننوا في التبذير والاستهلاك اللاعقلاني وهو ما استنزف ميزانيات الكثيرين مشيرا ان التوقعات في بداية رمضان كانت تشير إلى ان اكثر من 40 بالمائة من الجزائريين سيلجؤون للاستدانة بداية من الأسبوع الثاني من الشهر الكريم غير ان الأسعار المرتفعة ومظاهر اللهفة والتبذير الغت هذه التوقعات ليشير الواقع ان اغلب الاسر متوسطة الدخل لجأت فعلا للاستدانة أو استهلاك مدخراتها بمجرد انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الكريم، ونصح منوار الجزائريين بضرورة الاقتصاد في مصاريفهم باعتبار ان الشهر الكريم لا زال في بدايته وتنتظرهم مصاريف عيد الفطر مشيرا أن الحل في ذلك هو ترشيد السلوك الاستهلاكي وتنظيم الاولويات في التسوق والابتعاد عن اللهفة والتبذير اللذان يعدان العاملات الأساسيان لمزيد من التدهور في القدرة الشرائية للجزائريين خلال هذا الشهر.

من نفس القسم محلي