محلي

"التحسيس" و"الردع" لوقف حوادث الربع الساعة الأخير قبل "المغرب"

تسجل ارتفاعا قياسيا خلال رمضان وتحصد العديد من الضحايا

تشهد الطرقات عبر الوطن ارتفاعا مقلقا في حوادث المرور على مدار السنة غير انه وخلال شهر رمضان تعرف هذه الحوادث منحي تصاعدي خطير يستدعي دق ناقوس الخطر وذلك بسبب عادات ومعطيات مرتبطة بالعامل البشري على وجه الخصوص وهو ما جعل المختصين يدعون لتكثيف حملات التحسيس خلال هذا الشهر لوقف مجازر ما قبل الإفطار التي تسجل كل سنة.  وتسجل حوادث المرور  ارتفاعا قياسيا خلال شهر رمضان من كل عام حيث تتمحور أسباب الحوادث خلال الشهر الكريم على وجه الخصوص حول العنصر البشري وعدم احترام القانون، حيث يتحلى الجزائريون خلال شهر رمضان بسلوكيات خاصة تجعل سياقتهم خلال فترات الصيام غير صحيحة أو بالأحرى خطيرة ويتسبب عامل الإرهاق و النعاس في المزيد من حوادث المرور في رمضان بسبب الروتين الخاص الذي يتبعه العديد من الصائمين والذي ينقص من ساعات نومهم اليومية  وهو ما يضعف تركيزهم أثناء القيادة ما يتسبب كل سنة في مئات حوادث المرور الخطيرة واحيانا المميتة اين تسجل عند بداية كل شهر رمضان حصيلة ثقيلة لضحايا حوادث المرور.

  • تكثيف عمليات التحسيس... هل سيأتي بنتيجة في الطرقات؟

ولمنع تكرار هذا السناريو باشرت مختلف المصالح الأمنية حملات تحسيسية لحث السائقين على احترام قانون المرور اثناء سياقتهم في رمضان، حيث نظم الدرك الوطني  بداية الشهر الفضيل حملة تحسيسية للوقاية من الحوادث وذلك عبر مختلف نقاط المراقبة بإقليم الجزائر العاصمة. وتهدف هذه الحملة التي جاءت تجسيدا للأهداف المسطرة من طرف قيادة الدرك الوطني بخصوص الأمن المروري, إلى "رفع درجة الوعي لدى سواق المركبات بمختلف أنواعها وكذا مرافقة مستعملي الطريق وتحسيسهم خلال شهر رمضان لهذه السنة حول مدى خطورة حوادث المرور ونتائجها المأساوية, خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي عادة ما يميزه طابع خاص له تأثير مباشر على قيادة المركبات ينتج عنه بروز تصرفات وسلوكيات سلبية". ومن بين هذه السلوكيات "الإفراط في السرعة, التجاوز الخطير, التعب والإرهاق وتأثيرهما على السياقة, الإفراط في السرعة وفقدان التركيز أثناء السياقة في الساعات الأخيرة قبل الإفطار, النرفزة والمشاحنات أثناء السياقة". وتم خلال هذه الحملة توزيع مطويات على مستعملي الطريق تتضمن "نصائح وتوجيهات من أجل سياقة آمنة وسليمة". كما شهد هذا النشاط التوعوي "مشاركة مختلف الشركاء الفاعلين في ميدان السلامة المرورية من مؤسسات وهيئات عمومية وجمعيات وأطراف فاعلة من المجتمع المدني". من جهتها أطلقت مصالح أمن ولاية الجزائر منذ يومين حملة تحسيسية وتوعوية حول السلامة المرورية لفائدة سائقي مختلف المركبات, وذلك في إطار الإجراءات والتدابير المتخذة لتأمين المواطنين وممتلكاتهم خلال شهر رمضان, حيث شملت مختلف نقاط المراقبة بإقليم الجزائر العاصمة. وأكد رئيس فرقة أمن الطرقات بالمصلحة الولائية للأمن العمومي بولاية الجزائر, ملازم أول للشرطة جيلالي سليم, أن هذه الحملة تهدف إلى "الوقاية من حوادث المرور خصوصا خلال شهر رمضان الفضيل حيث تبرز بعض العوامل المتربطة بالصيام", مشيرا إلى أنه "تم خلالها تقديم الإرشادات والنصائح لسائقي مختلف المركبات وحثهم على احترام قانون المرور في الطرقات السريعة وحتى في المدن, وتفادي ارتكاب المخالفات الخطيرة التي غالبا ما تكون السبب الرئيسي في حوادث المرور". ولفت إلى أن أغلب الحوادث المسجلة في الطرقات السريعة "سببها العنصر البشري من خلال السرعة المفرطة, المناورات الخطيرة والتجاوز الخطير".

  • كواش : سائقون ينقلون مشاكلهم النفسية والاجتماعية إلى الطرقات بأسلوب انتحاري

من جهتهم يؤكد الخبراء في السلامة المرورية أن عامل التحسيس مهم وضروري في مثل هذه المناسبات حيث أشار الخبير المروري محمد كواش أن حوادث المرور ترتفع عادة في شهر رمضان بسبب تغير سلوكيات الساقيين معتبرا ان حصر الحوادث خلال هذا الشهر في العامل البشري فقط أمر مجانب للصواب حيث هناك عوامل أخرى تتسبب في حوادث المرور غير العامل البشري وأشار كواش  أنه من الضروري هذه الفترة تكثيف حملات التحسيس وحتي الردع مؤكدا أن التحسيس في الكثير من المرات لا ينجح مع السائقين الذين يتمردون على قوانين المرور خاصة خلال الفترة التي تسبق الإفطار وهو ما يستلزم تفعيل اليات الردع وتطبيق صارم للقانون من اجل وقف هذه الحوادث التي باتت تسيء لحرمة الشهر الكريم. وأكد الخبير الدولي في السلامة المرورية، أن سحب رخصة السياقة للمخالفين لم يأت بنتيجة في السابق، معتبرا ان تشديد الغرامات سيمكن من فضح الأشخاص الذين يُصٍرون على ارتكاب المخالفات باستمرار ومعاقبتهم.  بالمقابل قال كواش أن مدارس تعليم السياقة لا دخل لها مما يحدث من الكوارث في الطرقات، بل سلوك ونفسية السائق هي السبب، حيث نشاهد السائق هو الذي ينقل مشاكله النفسية والاجتماعية والعائلية إلى الطرقات بأسلوب انتحاري وعنيف، وفي هذا الشأن طالب المتحدث بضرورة وضع فحص نفسي وبسيكولوجي لكل مترشح للسياقة.

  • أودية: السائقون في رمضان "يصومون" عن قانون المرور  

من جهته دعا رئيس الفدرالية الوطنية لمدارس تعليم السياقة أودية أحمد زين الدين السائقين خلال شهر رمضان بالتحلي بالرزانة والهدوء والتعقل، معتبرا أن العامل البشري هو السبب رقم واحد في حوادث المرور خلال شهر رمضان تحديدا حيث تسجل اثقل حصيلة خلال الساعتين التي تسبق اذان الإفطار على وجه التحديد، وقال اودية ان أغلبيّة السائقين في رمضان وقبل الإفطار ينسون كلية احترام قانون المرور أثناء صيامهم، فيقل تركيزهم ويزيدون السرعة للوصول باكرا إلى المنزل ولا يحترمون مسافة الأمان، ويقومون بتجاوزات خطيرة في الطرق السريعة وحتى داخل المدن، مضيفا أن القلق والنرفزة التي تصيب الصائمين من المدمنين على التدخين والقهوة تحديدا تتسبب في كوارث حيث قال أودية أن الطرقات خلال شهر رمضان تتحول إلى ميدان صراع ونرفزة وسب وشتم وتجاوزات خطيرة بسبب سائقين "غلبهم رمضان" مضيفا أن الساقين أصحاب المركبات الثقيل الذين يسوقون لمسافات بعيدة هو أيضا معرضين لحوادث المرور مناشدا هذه الفئة بتجنب السهر ليلا حتى ساعات الصباح الأولى، وفي الأخير دعا أودية الجزائريين للاستغناء قليلا عن السيارات في رمضان تجنبا للزحمة المرورية، واستبدلها بوسائل النقل العمومي وتجنب قيادة السيارة لمسافات قصيرة.

من نفس القسم محلي