محلي

هكذا استقبل الجزائريون رمضان 2022..

ظروف عادية ومعطيات تعوّد عليها المواطن

استقبل الجزائريون أمس شهر رمضان في ظروف  تعودوا عليها تميزت بالغلاء الذي تعرفه الأسواق وأزمات الندرة التي "استجدت" مع حلول هذا الشهر غير أن معيطات إيجابية خففت نوعا ما من الظروف الصعبة التي تطبع بداية هذا الشهر بالنسبة للعائلات الفقيرة والمتوسطة ومن هذه المعطيات هو التراحم وموجات التضامن التي انطلقت مع بداية رمضان وأيضا استقرار الوضعة الوبائية فمنذ حوالي سنتين سيصوم الجزائريون دون هاجس وباء كورونا ودون حجر صحي وأيضا دون تباعد جسدي في المساجد وهو الأهم بالنسبة لأغلب المواطنين.

  • موجة اللهفة تستمر مع أول أيام الشهر الكريم

وهذا وقد استمرت مع أول أيام رمضان موجة اللهفة التي اجتاحت الأسواق طيلة الأسبوع الماضي حيث عرفت أمس مختلف الأسواق الشعبية والمساحات الكبرى، أنزالا بشريا وازدحاما كبيرا لمواطنين تخلّفوا عن التحضيرات وفضلوا تأجيلها لغاية حلول رمضان ضنا منهم أن الازدحام الذي ميز الأسواق أياما قبل حلول الشهر الكريم سينتهي غير أن العكس هو الذي أين شهدت الفضاءات المخصصة للخضر والفواكه واللحوم والتوابل اكتظاظا وإقبالا غير عادي من قبل المواطنين، كما عرفت المراكز التجارية هي الأخرى حركة كبيرة للعائلات الجزائرية

  • طوابير، اكتظاظ والاسعار كارثة

وخلال جولة قادتنا أول أيام رمضان  للأسواق وقفنا على طوابير اكتظاظ فوضى وارتفاع في الأسعار حيث قضت اللهفة على كل مساعي السلطات لضبط الأسعار وقد بلغ أمس سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا 130 دينارا فيما بلغت أسعار  الطماطم 180 دينار، الخس 200 دينار، البصل 100 دينارا أما عن الكوسة  القرعة   فوصل سعر الكيلوغرام الواحد  منها إلى 220 دينار ،أما الفواكه فقد عرفت هي الأخرى ارتفاع كبيرا على غرار الفراولة التي يقدر سعر الكيلوغرام الواحد منها 350  دينار. نفس الارتفاع عرفته أسعار  اللحوم الحمراء والبيضاء، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف إلى 2000دينار، أما لحم البقر فتراوح ما بين 1800 دينار إلى 1950 دينار، فيما حدث ولا حرج عن الدجاج إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد سقف 400 دينار.

  • هذه أكثر المواد التي مسها ارتفاع الأسعار

و بشان اكثر المواد التي مسها ارتفاع الأسعار مع أولى أيام رمضان أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، أنه لحدود الساعة لا توجد ارتفاعات كبيرة في أسعار المواد واسعة الاستهلاك، وإن كانت فهي متفرقة وليست في نفس المناطق. وقال زبدي أن مادتي البطاطا والقرعة من أهم المواد التي ارتفعت بشكل طفيف، مضيفا أن أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفعت مقارنة بيوم أمس. كما أكد المتحدث، أنه لا يوجد فاكهة موسمية في الوقت الحالي باستثناء البرتقال الذي هو في نهاية موسمه، مضيفا أن الفاكهة تشهد نقصا كبيرا في الأسواق وهو ما أدى لارتفاع سعرها. وأضاف: "حاليا الفاكهة المتوفرة في الأسواق غالبيتها مستوردة، مثل الموز الذي يشهد أسعارا خيالية وصلت لحدود 500 دينار، رغم أنها منتوجات ثابتة في السوق العالمية" ودعا مصطفى زبدي لتطبيق قانون المضاربة غير المشروعة، مؤكدا أن سعر الموز زاد عن سعره الطبيعي وهذا سبب كافي لتطبيق القانون. واعتبر  قرار السلطات بمراقبة وثائق المتعاملين الاقتصاديين مستغلي مادة الحليب بالجيد، قائلا: "هي خطوة جيدة لكنها صعبة التنفيذ خاصة وأننا نشهد نقص فادح في مادة الحليب و ضغط كبير عليه". وتابع: "إن كان الحليب للاستعمال العائلي فقط فكل الطرق مشروعة لمراقبة مادة الحليب والتأكد من أنها تذهب للمستهلك النهائي" وبخصوص ندرة مادة الزيت، اعتبر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، أن الخلل يكمن في كثرة الاقتناء، قائلا إن هلع و خوف المواطنين يؤدي بهم إلى اقتناء الزيت فوق احتياجاتهم اليومية حيث يقومون بتخزينها، وهذا من أبرز الأسباب التي أدت للندرة، على حد قوله.

  • حركية كبيرة بالمراكز التجارية الكبرىوأزمة الزيت الدقيق والسكر تصنع الحدث

و على غرار الأسواق الشعبية التي عرفت حركة كبيرة و اكتظاظ في ساعات الصباح الأولى، عرفت المراكز التجارية ازدحاما واكتظاظا كبيرين وغير معهودين من طرف العائلات خاصة بالأجنحة المخصصة للمواد الغذائية، الأواني وألبسة الأطفال، حيث اصطف العشرات من المواطنين أمام صناديق الدفع في هذه المراكز ، وصارت الحركة صعبة مما جعل حراس الأبواب الرئيسية يتدخلون من أجل تخفيف الضغط فيما كان الدقيق الزيت والسكر أكثر المواد طلبا وتعذر على اغلب المواطنين التزود بهذه المواد بسبب ازمة الندرة التي تجددت طيلة الأسابيع الماضية واشتدت أكثر مع بداية رمضان. بالمقابل فقد عرفت العديد من الولايات ازمة حليب مدعم بسبب سوء توزيع طبع بداية الشهر الكريم حيث اضطر اغلب المواطنين للتنقل للبلديات المجاورة والبحث بين محلات البقالة على محل يوفر هذه المادة دون جدوي و هو ما زاد من معاناة عدد من الاسر خاصة التي تملك أطفال.

  • استمرار الندرة هل هي مسؤولية المواطن أم تقصير المسؤولين

هذا ولم تتمكن الحكومة مع أولى أيام رمضان من تحقيق الوعود التي سبق وقطعتها والتي تتعلق بإنهاء عدد من الأزمات منها أزمة ندرة المواد الأساسية  وارتفاع الأسعار كما ينتظر تحقيق الوعود المتعلقة بضمان تزويد يومي للمياه الشروب، فيما يبقي السؤال المطروح هو هل يعتبر استمرار الازمات خاصة تلك المتعلقة بندرة المواد الأساسية مسؤولية المواطن بسبب ما بدر منه من سلوك استهلاكي غير مسؤول وغير عقلاني مع بداية رمضان أم هي تقصير من المسؤولين؟؟

  • هذا ما وعد به رزيق وهذه هي النتيجة في الأسواق ...

و قد استقبل الجزائريون شهر رمضان هذه السنة على غرار السنوات الماضية على وقع الغلاء والمضاربة وجشع التجار حيث ارتفعت الأسعار اول أيام رمضان والايام التي تسبقها بحوالي 100 بالمائة و سجلت أسعار الخضر و الفواكه و اللحوم قفزة في أسعارها، و تبادل تجار الجملة و التجزئة، الاتهامات، فكل طرف يحمل الآخر المسؤولية، فيما واجه المواطنون انهيارا مستمرا في القدرة الشرائية نتيجة الارتفاع المتزايد لمختلف المواد الاستهلاكية من جانب اخر تأزمت مع حلول شهر رمضان أزمات الندرة في المواد الاستهلاكية الأساسية حيث اشتدت ازمة زيت المائدة القائمة منذ اكثر من شهر فيما استجدت ازمة الدقيق وسجل نقص واضح في السكر المدعم و هو واقع كذب تطمينات ووعود وزير التجارة كمال رزيق السابقة والتي اعلن خلالها عن التزامه بتوفير مختلف المواد الغذائية الأساسية و بأسعار تنافسية و كبح المضاربة قبل حلول شهر رمضان الفضيل. و طمأن رزيق في أكثر من تصريح عشية رمضان عموم المستهلكين باتخاذ القطاعات المعنية للإجراءات اللازمة التي من شأنها ضمان وفرة المنتجات في الأسواق الوطنية كما وعد الوزير ان أسعار اللحوم البيضاء  ستكون في المتناول في حين بلغت هذه الأخيرة اول أيام الشهر الكريم حدود 450 دج للكيلوغرام.

  • غموض في تطبيق برنامج توزيع المياه

بالمقابل لم يلمس الجزائريون مع بداية رمضان أي تغيير في التزود بالمياه الشروب عبر العديد من الولايات فرغم ان بعض البلديات في العاصمة بات التزود فيها يومي ألا أن هناك بلديات لا يزال فيما التزود غير منتظم  وعرفت اول أيام رمضان انقطاع في هذه المادة الحيوية في حين لم تعلن الوزارة الوصية عن أي برنامج لغاية الان ولا حتي مؤسسات التوزيع يأتي هذا في وقت كان وزير القطاع قد سبق ووعد أن الجزائر العاصمة ستعرف تحسنا من حيث توزيع المياه الشروب خلال شهر رمضان المقبل. مشيرا أن القدرات الانتاجية اليومية لولاية الجزائر سترتفع من 750 الف متر مكعب في اليوم الى 850 الف متر مكعب/يوميا في رمضان على أن تصل الى 900 الف متر مكعب/يوم خلال الصيف المقبل،  لتبقي أكثر ازمة تؤرق الجزائريين مع حلول شهر رمضان هي ازمة التذبذبات في تويع المياه

  • جمعيات خيرية ترفع التحدي وترسم البهجة لدى الفقراء

و رغم بعض المعطيات السلبية التي طبعن أول أيام رمضان خاصة ما يتعلق بالأسعار والأزمات ألا أن هذا الشهر يأتي وككل سنة في إطار روح تضامن وتأزر بين الجزائريين حيث تجندت أكثر من جمعية ومنظمة خيرية وألاف المتطوعون لمساعدة المحتاجين وشهدنا مع اول أيام رمضان العديد من العمليات التضامنية اين تنقلت مع بداية هذا الشهر العديد من الجمعيات لمنازل الفقراء والمحتاجين لتوصيل قفة رمضان كما بادر مئات المتطوعين لمد يد المساعدة للفقراء والمحتاجين خلال هذا الشهر وقاموا بجمعالتبرعات المادية والمواد الغذائية الخاصة بقفة رمضان وبدأت عملية توزيعها أيام قبل حلول شهر رمضان لتتواصل خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم، وهي العملية التي استحسنتها العائلات المعوزة خاصة بسبب معاناة هذه الأخيرة من تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار وقد رصدنا عبر أكثر من جمعية خيرية وطنية ومحلية طوابير من المساعدات الإنسانية التي كانت متوجهة للفقراء و المحتاجين فيما بدأت التحضيرات أمس مبكرا لنصب طاولات مطاعم الرحمة وموائد الرحمن في صور تعكس تلاحم وتأزر الشعب في المناسبات الدينية التي تعتبر فرصة للتأخي وفعل الخير.

  • أول رمضان ... دون كابوس "كورونا"

من جانب أخر فان استقرار الوضعية الوبائية وتراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا موازاة مع بداية رمضان يعتبر اكثر ما كان يبحث عنه الجزائريون فرغم موجات الغلاء والندرة وأزمة القدرة الشرائية الا أن رمضان هذه السنة تعتبر ظروفه أحسن بكثر من رمضان 2021 ورمضان 2020 الذي عاش الجزائريون خلاله كابوس وباء كورونا واضطروا للبقاء في الحجر الصحي طيلة الشهر الكريم، عكس هذه السنة التي سيقضي فيها الجزائريون رمضان دون أي قيود صحية ودون تباعد جسدي في المساجد  ليبقي المأمول ان يستمر استقرار الوضعية الوبائية من خلال الحيطة والحذر والاستمرار في التقيد بتدابير الوقاية حتى يحافظ الجزائريون على مكسب الصحة خلال هذا الشهر.

من نفس القسم محلي