محلي

"حمى" الشراء و"فوبيا" الندرة تسيطر على الجزائريين.. ؟!

أياما قبل حلول شهر رمضان

تعرف الأسواق، المراكز التجارية الكبرى وحتي مراكز البريد اليوميين الماضيين حالة طوارئ حيث سُجل اقبال منقطع النظير لمواطنين يسارعون لضبط اخر تحضيرات رمضان وشراء كل ما يمكن شراءه قبل الشهر الكريم في سلوك استهلاكي غير عقلاني بات السبب رقم واحد في ارتفاع الأسعار وحالة الفوضى التي تعرفها الأسواق عشية رمضان في حين يبقي التساؤل الذي يطرح نفسه هو ما مبرر المواطن عن سلوكه هذا وهل يا تري ستوصد الأسواق أبوابها طيلة شهر رمضان حتى نُخزن مواد غذائية تكفينا طيلة  الشهر الكريم حتى قبل حلوله.

  • يشتكون ارتفاع الأسعار ولكن ؟!

ورغم أزمة القدرة الشرائية التي بات الموضوع الأكثر حديثا وسط الجزائريين إلا أن أغلب المواطنين لم يشُدوا هذه السنة أيضا عن القاعدة حيث تشابهت الظروف والأجواء في الأسواق والمساحات التجارية الكبرى ومراكز البريد وحتي الطرقات  أياما قبل شهر رمضان هذه السنة بالسنوات الماضية وسيطرت حمي الشراء وفوبيا الندرة والتخزين على اغلب المواطنين في مشهد يؤكد ان المناسبات الدينية في الجزائر باتت مرتبطة بالندرة في اذهان المواطن أكثر منه من الفرح والبهجة والعبادة . ولم يتغير السلوك الاستهلاكي للجزائريين كثيرا هذه السنة التي تعرف موجات غلاء استثنائية مقارنة مع السنوات الماضية حيث حافظ أغلب المواطنين على نفس الوتيرة  في الشراء وعادت اللهفة مع لتسيطر وهو ما ترجمته الوضعية التي عرفتها الأسواق، المراكز التجارية الكبرى ومراكز البريد ومحطات الوقود  الأيام الأخيرة  اين تعيش هذه الأماكن وضعا استثنائيا بسبب كثرة الإقبال  من جهة اخري فانه بسبب هذا الإقبال الكبير وخروج الجزائريين للتسوق فان الطرقات الوطنية والشوارع ومداخل ومخارج الأسواق تعرف هذه الفترة أيضا  ازدحاما مروريا كبيرا وهي الوضعية التي تعقدت اكثر خلال أوقات الذروة.

  • طوايء بالأسواق والتجار يستغلون رمضان لملأ جيوبهم

وموازاة مع الاقبال الكبير الذي تعرفه الأسواق فان التجار استغلوا الفرصة  ليلهبوا أغلب الأسعار بزيادات غير مبررة عمقت من جراح ميزانية العائلات التي أنهكها مصروف شهر رمضان وبالرغم من تطمينات المختصين في قطاع الفلاحة والتجارة وتزامن بداية الشهر الكريم مع موسم الجني للعديد من الخضر والفواكه  لكن هذا لم يمنع الباحثين عن الربح من فرض زيادات تصل 50 بالمائة. مبررين أن هذه الأيام التي تسبق رمضان يكون العرض في سوق الجملة أقل ويكثر طلب المواطنين، فمنهم من يشتري احتياطا طيلة أسبوع كامل، وهو ما يرفع الأسعار تلقائيا. وفي جولة لـ "الرائد" عبر العديد من أسواق التجزئة بالجزائر العاصمة وضواحيها، وقفنا على حقيقة ارتفاع ملحوظ في الأسعار. ففي سوق بن عمر بالقبة، وصلت البطاطا إلى 150 دج، والطماطم 180 دج، والبصل 120 دج، القرعة 200 دج والفول 150 دج، الجزر وصلت حتى 140 دج، القرنون 180 دج. فيما وصل سعر فاكهة التمر إلى غاية 900 دج للكلغ، بعدما لم تتجاوز 400 دج منذ يومين، وحتى برتقال العصير وصلت إلى 120 دج بعدما كان سعرها بين 60 دج و70 دج مؤخرا.

  • الزيت والدقيق للمحظوظين فقط!

بالمقابل فان شهر رمضان هذه السنة يأتي تحت وطأة أزمات ندرة خنقت الجزائريين الذين باتوا مجبرين على التخزين واللهفة حيث رصدنا عبر العديد من المحلات التجارية والمساحات الكبرى الأيام الأخيرة "تسوّل" المواطنين لقارورات الزيت وكميات الدقيق التي باتت شبه نادرة واصبح المواطن من يملك معريفة مع "مول الحانوت" هو فقط من يحصل على المادتين ما زاد من اللهفة على باقي المنتجات مخافة ان تصلها هي الأخرى أزمة الندرة على غرار "الفرينة" التي رغم ان الندرة لم تطلها الا ان الاقبال عليها والتخزين وصل مستويات غير مسبوقة حسب ما اطلعنا عليه عبر المحلات التجارية التي نفذت عبرها مادة الفرينة بسبب ارتفاع الطلب عليها.

  • ضغط بمراكز البريد و"دبزة ودماغ" بسبب نقص السيولة

من جهتها شهدت معظم مراكز البريد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين توافدوا لسحب مرتباتهم الشهرية التي لن تلبي جل المصاريف التي تنتظر أرباب العائلات البسيطة، اين لم تقتصر عودة الطوابير هذه على الأسواق فقط وعرفت تعرف البنوك ومراكز البريد هي الأخرى انزالا بشريا من طرف المواطنين من اجل سحب رواتبهم ومدخراتهم ورغم ان اغلب المراكز البريدية اتخذت إجراءات من اجل منع تشكل هذه الطوابير الا ان نفس السيناريو يتكرر مع اقتراب كل مناسبة دينية وهي القاعدة التي لم تشد عنها هذه المراكز كما تجددت عبر هذه الأخيرة نفس المشاكل القديمة المرتبطة بنقس السيولة المالية وتذبذب في الخدمة بسبب تعطل الشبكة وأجهزة السحب الآلي وهو ما زاد من حدة الطوابير في عدد من المراكز البريدية التي تبقي تقدم عشية كل مناسبة خدمة دون المستوى.

 

من نفس القسم محلي