محلي

الأئمة يتجندون لمحاربة "مجرمي السوق"...؟!

مع اقتراب شهر رمضان موجات الغلاء تستنفر المجتمع المدني

تواصل الأسعار ارتفاعها مع اقتراب رمضان  في وقت تشتكي الكثير من العائلات تدني المستوى المعيشي، و تراجع القدرة الشرائية وهو ما جند العديد من فعاليات المجتمع لمحاربة هذا الغلاء بداية بجمعيات حماية المستهلك وصولا للائمة حيث ركز عدد كبير من الائمة خلال خطبتي الجمعة الاسبوعيين الأخيرين على "حرمة" بعض الممارسات التي تعرفها الأسواق منها الاحتكار والمضاربة وحتى الغش في الميزان بينما اكدت تنسيقية الائمة قيامها بالعديد من المبادرات لمساعدة الجزائريين على تخطي غلاء الأسعار مع اقتراب شهر رمضان.

و موازاة مع الزيادات التي تعرفها أسعار كل المواد الاستهلاكية وازمات الغلاء التي تعيشها الأسواق تحركت العديد من الفعاليات و حتى المؤسسات الرسمية لمحاولة احتواء الوضع والتنديد ببعض الممارسات التجارية غير المشروعة قانونا و لا دينيا على غرار المضاربة والاحتكار بدورهم ركز الائمة خلال خطبتي الجمعة الأسبوعيين الاخيريين على ابراز "حرمة" بعض ممارسات التجار والتي خلقت ارتفاعا كبيرا في الأسعار وندرة في بعض السلع مؤكدين ان هده الممارسات هي حرام من الناحية الشرعية.

جمال غول: "المحتكرون مجرمون وأثم من يرفع الأسعار"

و في هذا الصدد أكد رئيس المجلس المستقل للأمة جمال غول في تصريح لـ"الرائد"  بأن احتكار السلع من قبل التجار أو المستهلكين من الأمور المنهي عنها في الإسلام، لما تسببه من أضرار للآخرين، فهي تؤدي إلى الندرة وارتفاع في الأسعار تزامنا مع شهر الصيام الذي يُعد مناسبة للتراحم والتآخي. وأوضح جمال غول في تعقيبه على ظاهرة التهافت على اقتناء المواد الغذائية، واحتكارها وتخزينها من طرف التجار كلما اقترب شهر رمضان، على غرار ما بدأ يحدث مع مادة الدقيق إن الاحتكار محرم شرعا وفقا لما يؤكده الحديث الشريف « لا يحتكر إلا خاطئ»، وأن الخاطئ يقصد به الإثم الكبير، قائلا إن ظاهرة الاحتكار تسبب أضرارا للآخرين، لذلك فهي محرمة شرعا وناشد رئيس المجلس المستقل للأمة المواطنين إلى استغلال المحطات الإيمانية الكبرى، من بينها شهر رمضان لتوطيد علاقات التراحم والتآخي بدل جمع الأموال، قائلا إن هذا الظرف يستدعي التخفيف من معاناة المواطن البسيط من خلال تقليص هوامش الربح من قبل التجار وليس العكس. وبشأن التهافت على تخزين المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، دعا الأستاذ جمال غول المواطن إلى عدم التركيز على التحضير المادي لشهر الصيام، والاهتمام أكثر بالجانب الروحي، كما حث المواطنين على التآزر والتراحم وتقاسم ما هو متوفر من مواد غذائية، وتفادي التهافت على ما تعرضه المساحات التجارية من مستلزمات الشهر الفضيل بغرض تخزينها، لعدم المساهمة في ارتفاع الأسعار وأفاد غول بأن الجزائريين مقبلين على غرار سائر الأمة الإسلامية على شهر الصيام شهر الرحمة، لذلك لا بد من التآزر وتجنب التهافت والمبالغة في اقتناء مستلزمات الصيام، حتى لا ترتفع الأسعار أكثر مما عليه اليوم، مقترحا على المواطنين شراء ما يكفيهم وتقاسم ما هو موجود، كما دعا التجار إلى الرأفة بالمستهلكين وعدم استغلال هذه المناسبة في ربح الأموال وبشأن مساعدة الأسر المحتاجة والمعوزة في التحضير لشهر رمضان، وتمكينها من الوصول إلى مختلف المواد الغذائية الأساسية في ظل الظرف الاقتصادي الصعب.

 حملات تضامنية برعاية المساجد

 من جانب اخر كشف رئيس المجلس المستقل للأئمة جمال غول عن انطلاق الحملات التضامنية مع بداية شهر شعبان كما هو معمول به كل موسم، تحت إشراف أئمة المساجد، عبر إعداد قوائم المعوزين على مستوى كل حي، وكذا الاتصال بالمحسنين للمساهمة في العملية وبحسب المصدر فإن عديد المساجد قامت بنشر إعلانات تدعو الميسورين للمساهمة في ضمان قفة رمضان للأسر المحتاجة، إلى جانب عقد اجتماعات تنسيقية مع مؤطري الحملة التضامنية لتنظيم الأمور، وتحديد نقاط تجميع المواد الغذائية وكذا تقسيمها بالتساوي على مستحقيها، مع الحرص على أن تحتوي قفة رمضان على المواد الغذائية الأساسية. مشيرا أن الإقبال اللافت للانتباه من طرف المحسنين والخيرين على الحملة التضامنية يبعث على الارتياح.

من نفس القسم محلي