محلي
جمعيات على الورق تمارس "عملا" مشبوها!
يبرز نشاطها أكثر عشية المناسبات الدينية
- بقلم سارة زموش
- نشر في 10 مارس 2022
يتضاعف مع اقتراب رمضان نشاط الجمعيات الخيرية في الجزائر منها من استطاعت ان تفرض نفسها وتحولت لمنافس للحكومة في التكفل بالفقراء والمحتاجين خلال المناسبات والاعياد ومنها من هي جمعيات طفيلية توجد على الورق تستغل اقتراب الشهر الكريم للنصب والاحتيال وملأ جيوب رؤساءها باسم فعل الخير.
ومع اقتراب المواسم والمناسبات ابرزها شهر رمضان تستغل المئات من الجمعيات الخيرية الموجودة على الورق فقط طيبة المجتمع الجزائري، وإقباله الكبير على العمل الخيري فتقوم هذه الجمعيات الطفيلية بالترويج بطريقة احتيالية لجمع التبرعات غالبا دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية لتصبح عملية التبرع عشوائية ولا تصل الأموال إلى مستحقيها ما خلق حالة من الفوضى لا مثيل لها هذه الأيام حيث تحولت عمليات جمع التبرعات لمثابة "موضة" في وقت تضاعف فيه عدد المحتاجين ثلاثة مرات بسبب الغلاء وتدهور القدرة الشرائية للجزائريين وكذا استمرار الازمة الصحية وتضر العديد من الاسر. وحسب ما لاحظناه فأن اغلب حملات التبرع التي اطلقت هذه الايام بطريقة عشوائية وغير منظمة تقف وراءها الجمعيات التي لا وجود لها إلا على "الورق"، رغم أنها غائبة ميدانيا طوال أيام السنة، لكنها تظهر صدفة خلال رمضان خاصة والأعياد لاستغلال عاطفة البسطاء من أفراد المجتمع وطيبتهم وحبهم للخير؛ لشحنهم وتحريك عواطفهم لجمع أكبر قدر من الأموال وهذا بالانغماس في العمل الخيري "المشبوه"، وهو ما أثار استياء الكثير من المواطنين، الذين يطالبون الجهات المسؤولة بضرورة التدخل لوقف المهازل المتكررة، لكونها تعتبر نوعا جديدا من النصب والاحتيال، خاصة مع انعدام جهة رسمية ترقب "مداخيلها ".
- تبرعات تجمع خارج القانون وتذهب لوجهات غير معلومة
بالمقابل تعود مع اقتراب شهر رمضان ظاهرة جمع التبرعات عبر المحلات التجارية والمساحات الكبرى من خلال نصب التجار "سلال" لجمع المواد الغذائية وصناديق لجمع الأموال أيضا لصالح جمعيات خيرية غير معلومة وهو ما العديد من التساؤلات عن وجه هذا الأموال التي تجمع دون أي رقابة. والغريب أن الظاهرة انتقلت مؤخرا حتى إلى الصيدليات وبعض محلات ميكانيك السيارات والمطاعم… وغيرها. ويعمد أصحاب هاته الأماكن إلى وضع صندوق صغير يضع فيه المواطن مبلغا من المال، أو سَلّة لجمع المواد الغذائية، ونادرا ما يُكتَب اسم الجمعية التي تتولى الأمر، وغالبا ما يخبرك صاحب المحل عند الاستفسار عن صاحب المبادرة أنها "سلوك تضامني منه" . وفي وقت يتقبل البعض الظاهرة، ويتبرعون بما تجود به أيديهم، يستهجنها آخرون، لتخوفهم من ذهاب الأموال إلى غير وجهتها الحقيقية ومن الاتهامات الموجهة لأصحاب المحلات، أنهم يعيدون بيع ما جمعوه من منتجات غذائية وهو ما يجب التصدي له عبر تطبيق القانون ومنع جمه هذه التبرعات بصفة كلية.