محلي

مثال للتحدي ومسيرة مهنية حافلة

الرائد نصيرة بلحاج بالحماية المدنية بالبليدة

عايشت الطبيبة نصيرة بلحاج في عملها بجهاز الحماية المدنية لولاية البليدة مختلف الأزمات التي مرت بها الولاية منذ العشرية السوداء الى غاية انتشار جائحة كوفيد-19 فأضحت مثالا للتحدي والشجاعة والتفاني في خدمة الوطن والمواطن، حسب شهادة زملاءها في العمل.

وفي خضم حديثها عن مسيرتها المهنية التي تتجاوز الـ 26 عاما، قالت الرائد بلحاج في تصريح لوكالة الأنباء الجزائري "وأج" بمناسبة عيد المرأة (8 مارس)، أنها التحقت بجهاز الحماية المدنية خلال سنوات التسعينيات وسنها لا يتجاوز 28 سنة، بعد أن قررت ترك العمل في مستشفى "إبراهيم تيريشين" الذي كانت تشتغل به كطبيبة وتعالج مختلف الضحايا بما فيهم ضحايا العشرية السوداء لتلج بذلك عالم المخاطر.

وأضافت: "كنا ننتظر قدوم الجرحى المصابين الذين يتم إجلاؤهم إلينا بالمستشفيات لعلاجهم وكثيرا ما كانت حالتهم جد خطيرة وهو الأمر الذي دفعني بأن أقرر أن أكون أنا من يذهب إليهم فالتحقت بذلك بجهاز الحماية المدنية".

وعلى الرغم من وعيها بخطورة الوضع الأمني آنذاك، والبروز في ميدان كان حكرا على الرجال من جهة أخرى، إلا أنها كانت في مستوى التحدي الذي رفعته و ذلك بشهادة زملائها في العمل، فكانت أول امرأة طبيبة بالبليدة تلتحق بهذا الجهاز وتلبي نداءات الإغاثة لإسعاف من هو بحاجة لذلك.

وأكد زميلها الدكتور قادم حكيم أن السيدة نصيرة "مثالا حقيقيا" للمرأة "المجاهدة" لأنها عايشت فترات عصيبة اجتازتها البلاد. واستحضرت السيدة بلحاج أهم الحوادث التي تدخلت بشأنها في حياتها المهنية من بينها حوادث مرورية لإنقاذ أرواح و أخرى لمساعدة أشخاص في حالة خطر وكوارث، منها الحرائق الصناعية و الغابية وحادث سقوط طائرة عسكرية بحي فتال ببني مراد سنة 2003, وحادثة سقوط طائرة عسكرية بمحيط مطار بوفاريك العسكري سنة 2018.

وأكدت الطبيبة أن جائحة كورونا كانت امتحانا صعبا في مشوارها المهني خاصة وأن أطباء وأعوان الحماية المدنية بالولاية كانوا في الواجهة في أولى بؤره، البليدة. وقالت نصيرة و هي أم لثلاثة أطفال، "لقد تجندنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لمدة تفوق 3 أشهر لم نرى خلالها عائلاتنا و لم نحضن أبنائنا خوفا من إصابتهم و نقل العدوى إليهم, كانت أياما صعبة للغاية". وأضافت "بكثير من الخوف والحذر كنا أول من يتعامل مع أولى الإصابات في الولاية، لم يكن أمامنا خيار سوى تلبية نداء الواجب، لقد أودت الجائحة بالعديد من أفراد الحماية المدنية واصيب الكثيرون".

ويقول زملاء نصيرة أنها "فعلا امرأة بقلب من حديد" وقد غرس والدها المجاهد عبد القادر بلحاج في نفسها منذ الصغر، حب الوطن، وكان له الأثر القوي في تكوين و صقل شخصيتها وجعلها لا تتراجع قط في مجابهة أي خطر يمس الحياة. , وأشارت نصيرة أنها تعتزم كتابة مذكراتها لتروي ما عايشته منذ شروعها في العمل في جهاز الحماية المدنية.

وأوصت زملاءها في العمل سيما النساء، بضرورة التحلي بالصبر والقوة في شتى الأوقات والمواقف حتى يكون بذلك عون و طبيب الحماية المدنية أهل للمساعدة والإنقاذ، مشيرة أن التكوين المتواصل الذي تلقته طيلة مسارها المهني، ساعدها كثيرا في صقل تجربتها.

من نفس القسم محلي