محلي

أسواق جوارية مهجورة وتجارة موازية "تتوسع"

مع اقتراب شهر رمضان

تعرف العديد من الأسواق الجوارية الجديدة المخصصة للقضاء على التجارة الفوضوية في العديد من البلديات  جمودا وركودا حتى بعد دخول عدد منها  حيّز الخدمة حيث بات بعضها وكرا للمنحرفين فيما أصحبت أخرى عبارة عن مرافق مهجورة خالية من أي حركة بالمقابل فان التجارة الموازية اخذت هذه الفترة ابعادا خطيرا حيث توسعت بشكل مفرط مع اقتراب رمضان وهو ما خلق فوضى تجارية خطيرة.

وقد أثار وضع الأسواق الجوارية التي أنجزت منذ سنوات  العديد من التساؤلات لدى المواطنين وحتى الشباب ممن كانوا يمارسون التجارة والموازية ووجدوا أنفسهم مضطرين للعودة لهذا النشاط غير الشرعي أمام غياب البديل خاصة وان السلطات المحلية تلتزم الصمت بخصوص هذه المرافق الحيوية، والتي يفترض أنها شيدت لامتصاص التجار غير الشرعيين واستغلالها لفائدة المواطنين والباعة وإحياء عديد المناطق تجاريا.

وخلال جولة قادتنا أمس، إلى بعض الأسواق بعدد من بلديات العاصمة وما جاورها، بدءا ببلدية الرحمانية غرب العاصمة وجدنا أغلب الأسواق الجوارية إما مغلقة في وجه الزبائن او تعاني عزلة اقتصادية وتجارية بسب تشييدها في مواقع بعيدة عن التجمعات السكنية، غير أن الباعة يؤكدون أنه وان تم القضاء على الأسواق الموازية فان هذه الأسواق المهجورة والجامدة ستكون البديل الوحيد امام المواطنين ما قد يحسن الحركية.

واعتبروا أن غياب التكفل والتأكيد هو من كان سبب مباشر في الوضعية التي تعيشها الأسواق المفتوحة والتي دخلت حيز الخدمة وليس الموقع الاستراتيجي باعتبار ان هناك أسواق موازية في مواقع غير استراتيجية باتت تلقي اقبال كبير من المواطنين باعتبارها بديل من حيت الأسعار وكذلك الوفرة وهو ما جعل الشباب وحتى المواطنين يناشدون الولاة وعلى رأسهم والي العاصمة من أجل التدخل والنظر في قضية الأسواق المهجورة وغير المستغلة، مطالبين في سياق حديثهم بضرورة وضع إجراءات صارمة تستلزم تدخل السلطات المحلية لأجل إعادة إحياء البلديات تجاريا وتقنين نشاط الباعة الفوضويين الذين ورغم كل المجهودات المبذولة لأجل الحد من نشاطهم والقضاء، إلا أن الظاهرة تعود وبقوة في كل مرة نظرا لعدم إدماجهم بأسواق جوارية أو منحهم محلات شيّدت بمناطق معزولة. 

         التجارة الموازية تكتسح الطرقات والأرصفة

 بالمقابل فقد توسعت التجارة الموازية بشكل مفرط مع اقتراب شهر رمضان حيث تعرف الطاولات الفوضوية بالمدن الكبرى عودة قوية وفي نقاط لم تكن من قبل أمام صمت من طرف السلطات العمومية خاصة في الأماكن والبلديات التي تعرف نقصا في الأسواق الجوارية منها الاحياء الجديدة التي استقبلت المرحليين الجدد. كما انتعشت العديد من الأنشطة التجارية والخدماتية الموازية  على حساب الأنشطة النظامية الرسمية الأيام الماضية.

وحسب مراقبين فان التجارة الموازية خاصة مع اقتراب رمضان باتت بديل للجزائريين للهروب من الغلاء رغم ان التجار الموازيين هم أيضا يتسببون في ارتفاع الأسعار في حين يري هؤلاء المراقبون ان هناك عوامل عددية أدت لعودة قوية للتجارة الموازية منها ارتفاع نسب البطالة لدى الشباب خاصة من الشباب غير المتعلم الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تفاقم ظاهرة التجارة الموازية حيث بات اغلب الشباب يلجئون لهذه التجارة بحثا عن مداخيل مالية والدليل على ذلك بروز طاولات التجارة الموازية في أماكن لم تكن من قبل حيث امتدت التجارة الموازية من امام الأسواق النظامية لداخل الاحياء والطرقات وحتى الشوارع.

بالمقابل فان تدهور القدرة الشرائية للجزائريين الأشهر الأخيرة واتساع دائرة الفقر شجع من التجارة الموازية كون الأسعار التي تتداول في الأسواق الموازية تعتبر اقل من الأسواق النظامية فالاعتقاد ان الأسواق الموازية هي أسواق الزوالية جعل الاقبال على الأسواق الموازية يتضاعف الفترة الأخيرة خاصة مع اقتراب رمضان وهو ما ساعد على بقاء هذه التجارة رغم محاولات تقنينها. يضاف لهذه العوامل تقاعس المصالح المعنية في القضاء على وعدم توفير بدائل للمستهلكين ما يدفع هؤلاء للجوء إلى التجارة الموازية لتلبية حاجياتهم اليومية، في ظل عدم امتلاك أسواق تجارية منظمة بعدد كافي يمكنها أن تسد الفراغ الموجود.

من نفس القسم محلي