محلي

ورقة الـ 500 دج المهترئة.. هاجس للمواطن وصداع للتجار !؟

تحولت إلى كابوس لأعوان الشبابيك في البنوك ومراكز البريد

يتداول في السوق المالية الوطنية مئات الملايين من الأوراق النقدية من فئة الـ 500 دينار وهي في حالة متقدمة من الاهتراء، الأمر الذي بات ينعكس على التداولات المالية الرسمية خاصة عند سحب زبائن البريد والبنوك لأموالهم على مستوي الشبابيك، حيث يرفض أغلب المواطنين استلام هذه الأوراق النقدية بسبب حالتها ويتساءلون عن سبب الاستمرار في تداولها، رغم طبع ورقة جديدة من نفس الفئة.

وقد أضحت الورقة النقدية المتهرئة من فئة الـ 500 دينار اليوم هاجس المواطنين الذين كثيرا ما يجدون أنفسهم مقحمين في شجارات مستمرة، بسبب رفض التعامل بهذه الأوراق من طرف التجار أو حتى البنوك ومراكز البريد، وقد أصبحت ملايين من الورقة النقدية 500 دج بسبب الاستعمال المفرط ونسبة الرطوبة إلى قطع متعفنة ذات رائحة كريهة، إضافة إلى الشريط اللاصق الذي رقع به معظمها، والتي أضحت الميزة الأساسية لهذه الأوراق، التي لم تعد صالحة تماما للاستعمال ورغم ذلك فهي لا تزال متداولة. و رغم أن هناك ورقة من نفس الفئة طبعت بهدف امتصاص الأوراق المهترئة ألا ان هده الورقة ايضا باتت تتسبب في مشاكل عديدة بسبب شبهات تتعلق بسهولة تزويرها وهو ما جعلها ترفض في التعاملات المالية الكبيرة في السوق.

  • مراكز بريد وبنوك توزع ملايين مهترئة

 وقد وقفنا أمس على عيّنة من هذه الأوراق النقدية على مستوى احد مراكز البريد بالعاصمة حيث لاحظنا الحالة "الكارثية" لهذه الأوراق، فإما أنها ممزقة وإما مهترئة، وإما مرقعة بالشريط اللاصق  والغريب في الأمر هو أن 95 بالمائة من هذه الأوراق التي عاينّاها رفقة القابض الرئيسي لأحد مراكز البريد بالعاصمة  مرقعة بواسطة الشريط اللاصق، بل الأخطر في كل هذا هو اكتشافنا لورقة من فئة 500 دينار تم إلصاق جزئيها بشكل غير متطابق، وما أثار استغرابنا في الموضوع أن هذه الأوراق النقدية المهترئة يتم إخراج كميات معتبرة منها، تقدر بملايين الدينارات من البنك المركزي وهي على هذه الحالة المزرية.

  • الأوراق المهترئة تهدد الصحة العمومية

وحسب ما أكده عدد من عمال بريد الجزائر تحدثوا لـ"الرائد" فأن مشكل الأوراق النقدية المهترئة لا يتعلق فقط بالفتنة التي تخلقها هذه الأخيرة عادة على مستوي الشبابيك واستمرار فض المواطنين لهذه الأوراق المالية بل يتعدى الامر لصحة عمال مراكز البريد، وأضاف ذات المتحدثون أن فبالإضافة إلى أمراض الحساسية، فقد سجلت على مستوى العمال عدة مشاكل صحية من بينها بعض أعراض الحكة والحساسية وحتى التسممات الجلدية بسبب ما تحمله هده الأوراق من مكروبات وجراثيم خاصة للذين هم في احتكاك دائم مع هذه الأوراق. بالمقابل فان مختصون في الصحة العمومية كانوا قد اكدوا سابقا أن الأوراق النقدية المهترئة تعتبر خطر على الصحة العمومية بسبب ما تحمله هذه الأخيرة من جراثيم ومكروبات وحتى فيروسات وأوبئة مثمنين قرار السلطات سابقا بسحب كل الأوراق النقدية المهترئة وطبع أوراق نقدية جديدة غير ان ذلك لم يتبع بسحب كل الأوراق النقدية المهترئة حتى تلك التي لم يشملها قرار طبع أوراق جديدة.

  • شجارات يومية ومعاملات تتوقف بسبب الـ500 دج

من جهتهم، عبر العديد من التجار لـ"الرائد" عن استيائهم لبقاء ورقة الـ500  دينار من الفئة القديمة  متداولة في السوق بحالتها الحالية، وقد أصبحت هاجسهم، نظراً لما تسبب لهم من حرج مع المواطنين معتبرين أن سحب ورقة 500 دج من السوق بات ضرورة ملحة، خاصة أن الأمر وصل إلى رفض تسلمها من البنوك، وتسببها في خلافات مع الزبائن، في حين أن المعاناة الأكبر، تكون مع رزمة لمبلغ مالي من فئة 500 دج، حينها تتعطل المشاغل ويرفض التعامل سواء مع تاجر آخر أو حين يرغب في تبديلها بعملة صعبة. كما يؤكد تجار في أسواق الجملة  أن الأسواق تعاني من الورقة النقدية 500دج في إصدارها القديم، لأنها خلقت مشاكل بالجملة خلال التعاملات التجارية اليومية، وتسببت حتى في شجارات وتعطيل البيع والشراء، كما أن البعض من التجار أصبحوا يرفضونها تماما. وهو ما اضطر بعض تجار الجملة لوقف التعامل بسبب هده الورقة والبعض يضطر للذهاب إلى البنك قصد تغييرها، ويكون الخلاف في البنك أيضا، ولهذا يبق الحل اليوم سحبها نهائيا من السوق.

من نفس القسم محلي