محلي

رمضان 2022.. مخاوف من موجات الغلاء والمضاربة تؤرق الجزائريين

في ظل المعطيات الحالية الموجودة في الأسواق

لا يزال ارتفاع الأسعار يؤرق الجزائريين حيث لم تصمد القدرة الشرائية امام موجات الغلاء المتكررة في حين يبقي التخوف الأكبر هو اقتراب شهر رمضان الذي يعد شهر للاستهلاك وهو ما قد يرفع الأسعار أكثر ما يستدعي ضرورة تحرك الحكومة والجهات الرقابية منذ الان من أجل ضبط الأمور.

ويري مراقبون للسوق أن اقتراب رمضان قد يدفع الأسواق لمزيد من الغلاء الأمر الذي يستدعي حلولا عاجلة وأخرى على المدى المتوسط والبعيد ويتخوف الجزائريون مع اقتراب الشهر الكريم من تسجيل زيادات جديدة في الأسعار وموجات غلاء لا يمكن كبحها في ظل المعطيات الحالية الموجودة في الأسواق والتي لا توحي ابداء بعودة الاستقرار للأسعار في غضون أسابيع هذه المعطيات السلبية تضاف لحالة اللهفة وارتفاع الطلب التي عادة ما تسجل خلال الاسبوعيين الأوليين من الشهر الكريم وهو ما قد يجعل الأسعار تنفلت دون ان تتمكن الحكومة وأجهزة الرقابة من السيطرة عليها.

 طوارئ بهذه الوزرات لضبط الأسعار

 وقد سارعت وزارة التجارة، بالتنسيق مع وزارة الفلاحة و التنمية الريفية والديوان المهني للحوم والخضر، أسابيع  قبيل حلول الشهر الكريم لإقرار إجراءات وتعليمات لمراقبة الأسواق لكبح الأسعار ووضع حد للمتلاعبين بالقدرة الشرائية للمواطن ونهب جيوبهم، خاصة الأسر ذات الدخل البسيط التي تدفع ثمن جشع هؤلاء، وتم في هذا الصدد تم إعطاء تعليمات لتخزين عدد من المنتجات الفلاحية لإعادة إخراجها خلال شهر رمضان إلى جانب ذلك، أعلنت وزارة التجارة،  منذ فترة عن دخول أسواق جديدة حيز الخدمة خلال الأيام المقبلة، في بعض الولايات  من جانب اخر ستخصص الحكومة فضاءات تجارية لبيع مختلف المنتجات التي تعرف إقبالا من طرف المواطن الجزائري، خلال شهر رمضان، بأسعار معقولة، تباع مباشرة من طرف المنتجين دون الحاجة إلى الوسطاء، الذين غالبا ما يكونون سببا في الارتفاع الجنوني لها

 هذه شروط إستقرار الأسعار خلال رمضان

وعن مدى نجاعة هذه الإجراءات لكبح ارتفاع الأسعار في رمضان قال أمس رئيس لجنة أسواق الجملة للخضر والفواكه، عمر غربي، أن الأسواق تعرف هذه الأيام انفلاتا في الأسعار بسبب  استمرار المضاربة والاحتكار من طرف بعض المتعاملين وايضا بسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية وقال غربي أنه المتوقع خلال شهر رمضان من الناحية النظرية ودون الاخذ بعين الاعتبار مثل هذه الظروف الطارئة هو أن تشهد أسواق الخضر و الفواكه وفرة من حيث العرض و استقرار في الأسعار بالنظر إلى مؤشرات الانتاج التي تم رصدها هذه الأيام والتي قد تسمح بتخزين كميات كافية من الخضر يمكن إخراجها خلال شهر رمضان لضمان الوفرة في الاسواق. وأضاف ذات المتحدث إن الإجراءات التي اتخذتها الوصاية والخاصة بتوفير المواد واسعة الاستهلاك وضمان تموين الأسواق بها بشكل دوري ستقف كحاجز أمام ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في رمضان، مضيفا أن التخوف يبقي يتمحور حول تزامن رمضان مع فترة الانتقال ما بين الفصول وهذه الفترة تعتبر عادة أكثر الفترات التي يقل فيها العرض في سوق الخضر والفواكه وشدد غربي  على ضرورة قيام الفلاحين والتجار بتخزين كميات كبيرة من المواد واسعة الاستهلاك في الغرف الباردة والمخازن لتكون المنقذ للسوق الجزائرية في حال أي ندرة أو أزمة مفاجئة خلال شهر رمضان، ما سيمنع بشكل كلي أية زيادة في الأسعار، وأضاف أن السلطات العمومية ستقوم باستحداث اسواق جوارية خاصة بشهر رمضان، داعيا الى ضرورة تحديد قوائم الناشطين في هذه الاسواق على الاقل 20 يوم قبل حلول الشهر الفضيل، لتمكين التجار من تموين هذه الاسواق بالسلع الضرورية

 اللحوم أكثر المواد المتوقع ارتفاع أسعارها خلال الشهر الكريم

 بالمقابل توقع رئيس لجنة تجار اللحوم الحمراء الطاهر رمرام ارتفاع أسعار اللحوم بالأسواق خلال شهر رمضان، بسب كمية العرض التي ستكون منخفضة عكس السنوات الفارطة، نتيجة قرار منع استيرادها. وقال رمرام إن استقرار أسعار اللحوم، مرتبط بفتح السلطات المجال أمام المستوردين، خصوصا وان هذه المادة تعتبر أساسية خلال الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن المنع المفروض على مستوردي اللحوم سبب نوعا من الاحتكار لدى بارونات السوق مقارنة بالسنوات الماضية، إلى جانب النقص الفادح في الماشية لدى المربين.  وذكر أن تجار اللحوم سواء بأسواق الجملة أو أسواق التجزئة والمربين، يعانون من ارتفاع أسعار العلف والشعير، مشيرا إلى أن سعر العلف المدعم تضاعف بطريقة جنونية مقارنة بالعام الماضي وهو ما سينعكس على الأسعار خاصة وان الشهر الكريم يعتبر اكثر الأشهر استهلاكا للحوم الحمراء لدى الجزائريين. كما دعا رمرام السلطات إلى فتح باب استيراد الأعلاف واللحوم بشكل "استثنائي ومؤقت"، لإيجاد بيئة تنافسية بين التجار والمساهمة في خفض الأسعار واستقرار السوق خلال الشهر الكريم.

من نفس القسم محلي