محلي
مقاطعة صامتة والغلاء يخلق "فتنة" بين التجار وزبائنهم..!
الجزائريون لم يهضموا الزيادات الأخيرة
- بقلم سارة زموش
- نشر في 16 جانفي 2022
لا يزال الجزائريون تحت صدمة ارتفاع الأسعار الذي ضرب الأسواق مع بداية السنة دون أن يكون لهذا الارتفاع أسباب واضحة وحقيقيه سوى محاولات للمضاربة وجشع لبعض أشباه التجار، هذه الوضعية جعلت من الصعب على الجزائريين التكيف مع الغلاء والاستسلام للأمر الواقع وهو ما خلق جو مشحون بين التجار وزبائنهم حيث تعرف الأسواق والمحلات التجارية يوميا شجارات بسبب الغلاء في حين أشهرت فئات واسعة من الجزائريين سلاح المقاطعة الصامتة في وجه التجار لإجبارهم على إعادة تخفيض الأسعار.
وتعرف الأسواق هذه الفترة حالة من التذمر بسبب موجة الغلاء الذي ضربت كل المنتجات بلا استثناء ولان أغلب الجزائريين لم يقتنعوا بالأسباب والحجج التي يضعها التجار وممثليهم وحتى المسؤولين فإن اغلبهم تبنوا هذه الفترة خيار المقاطعة اين بات المواطنون يكتفون باقتناء المواد الأساسية فقط وحتى هذه الأخيرة بات تخضع لسلم أولويات فمشتقات الحليب على سبيل المثال رغم أنها مواد أساسية إلا أن كثير من الاسر قررت مقاطعها هذه الفترة بسبب الغلاء وحتى الندرة التي تعرفها هذه المنتجات في الأسواق. مواد اخرى ايضا تدخل في قائمه المواد المقاطعة حاليا من طرف أغلب الجزائريين على غرار الكماليات واللحوم والأسماك والفواكه وبعض أنواع الخضر، بالمقابل تشهد الاسواق هذه الفترة شجارات يومية بين التجار وزبائنهم بسبب ن الغلاء حيث يتهم هؤلاء الزبائن التجار بالوقوف وراء هذه الزيادات وحسب ما أكده لنا عدد من التجار الذين يبيعون بالتجزئة فقد خسر هؤلاء اكثر من نصف زبائنهم الفترة الأخيرة بسبب موجه الغلاء مشيرين ان اغلب زبائنهم ولدى استفسارهم عن الأسعار ينصدمون من الزيادات الكبيرة وفي هذا الصدد اشار تاجر ينشط على مستوى بلديه القبة انه ذات يتعرض يوميا للشتائم واتهامات بـ"السرقة" وأحيانا محاولات للضرب من طرف زبائنه بسبب الاسعار المرتفعة، في حين أكد لنا تاجر اخر ببلدية جسر قسنطينة ان زبائنه باتوا يتهمونه بزيادة الأسعار بحثا عن الربح السريع رغم أنه لا يضيف سوى هوامش ربح بسيطة على اسعار المنتجات، واشار تاجر أخر بذات البلدية ان موجه الغلاء الأخيرة دمرت علاقته مع زبائنه حيث بات لا يجد الأجوبة والتبريرات لدى استفسار الزبائن عن الاسعار وسبب الزيادات وهو ما جعل أغلب زبائنه يرفضون التسوق من عندهم ويلجؤون إما للأسواق الموازية أو أسواق الجملة بحثا عن الفارق في الأسعار. وفي وقت يؤكد فيه التجار ان الزيادة التي عرفتها أسعار اغلب المنتجات الاستهلاكية منذ بداية السنه الجارية كانت على مستوى المنتجين يتهم مستهلكون تجار التجزئة بالمبالغة في هوامش الربح وهو ما بات يضاعف من الغلاء ويغذي عمليات المضاربة التي تحدث في الأسواق ليبقي المستهلك هو أكبر ضحية.