محلي

"يناير" يجمع الجزائريين

"الرائد" ترصد مظاهر الاحتفالات ببلدية "عمّال"

أحيت فعاليات المجتمع المدني لبلدية عمال الواقعة شرق ولايه بومرداس مناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة  "يناير"، وسط حضور شعبي ورسمي للسلطات المحلية، حيث كانت المناسبة فرصة للتعريف بالموروث الثقافي الجزائري وعراقته وأصالته.

على وقع زخات المطر، أعطيت إشارة انطلاق احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972، ببلدية عمال الواقعة في ولاية بومرداس، بقافلة تزينت بأطفال من مختلف الأعمار مرتدين ملابس تعبر عن أصالة وعراقة الهوية الأمازيغية.

 الاحتفالات رمز للهوية والتضامن

 أقيمت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972 "يناير"،  بتنظيم تظاهرات وبرامج ذات صلة بالبعدين الثقافي والتاريخي لهذه المناسبة، التي رسمّت من قبل السلطات العليا للبلد كيوم وطني.

وتهدف احتفالات رأس السنة الأمازيغية، التي تسمى "يناير"، والذي يعني اليوم الأول في التقويم الزراعي الأمازيغي، إلى التعريف بالموروث الثقافي والحضاري للجزائر وتاريخها الحافل، والسعي للحفاظ عليه وابرازه ونقله للأجيال القادمة.

 ولم يخف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عمال، ناصر الدين فرحته واعتزازه بكل ما قام به شباب المنطقة من جهود على مدار أيام متواصلة لإنجاح فعاليات الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة، قائلا في تصريحات لجريدة الرائد، بأن الكل تجند لإنجاح المناسبة، مؤكدا في السياق ذاته، بأن مصالحه بمعية المجتمع المدني تعمل على الحفاظ على الهوية والموروث الثقافي.

وشهدت المنطقة حركية منذ الصباح الباكر، ولم تمنع الأجواء الباردة والأمطار المتساقطة الشباب من مواصلة التحضيرات والرتوشات الأخيرة لاستقبال الاحتفالية، وبرزت معها أهم مظاهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية من خلال التقاليد الاجتماعية للمنطقة، وعكست الاحتفالات المتعددة به الثراء الكبير في العادات لمختلف العائلات.

يعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2972  مناسبة لتقوية روابط وقيم التضامن والتآزر، والعمل للحفاظ على الموروث الأمازيغي الأصيل والضارب في عمق تاريخ المنطقة.كما قدم بالمناسبة، بعض البراعم العديد من الأغاني من التراث الأمازيغي، والتي تجسد مساعي الحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة.

 العائلات حاضرة بقوة..

 استقطبت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972 ببلدية عمال، كافة شرائح المجتمع، إلا أن العائلات سجلت حضورها بقوة، مرفوقة بأبنائها.ولم يمنع الوضع الصحي الذي تعرفه البلاد مؤخرا بسبب ارتفاع عدد الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا العائلات من اصطحاب أولادها للاستمتاع بمختلف العروض، التي قدمتها مختلف الفرق وكذا الوقوف على مختلف الأجنحة، التي تزينت بما عرضه الباعة على الحاضرين.

 وفي هذا الصدد، كان لجريدة "الرائد" حديث مع بعض الأمهات، اللواتي أكدن بأن المناسبة فرصة لترسيخ مختلف العادات والتقاليد، التي تزخر بها المنطقة ونقلها للأجيال القادمة، وابراز كل ما يرتبط بالإحتفالات المتوارثة أبا عن جد، للحفاظ على هذا التقليد الذي يرسخ للهوية واللحمة الوطنية، "لكونها أمانة في أعناقنا" كما تقول محدثتنا.

وترى "أم محمد"، بأن ما يقوم الشباب من جهود ومساعي لإحياء التراث والعمل على المحافظة عليه، عمل يستحق الاشادة به، مضيفة بأنها استغلت خروج أبنائها المتمدرسين في عطلة، لتقوم بزيارة مختلف الأجنحة، التي خصصها منظمو الاحتفالية للحرفيين لعرض منتجاتهم، كما أنها استمتعت بمعية أبنائها بكافة العروض، التي جرى تقديمها طيلة اليوم من قبل مختلف الفرق.

وأشارت إلى أن الوضع الصحي المرتبط بتفشي فيروس كورونا، منعها خلال السنتين الأخيرتين من التجوال وجعلها رهينة المنزل، مضيفة بأن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة لهذه السنة، كانت أفضل فرصة لها للخروج رفقة عائلتها. كما كانت الفرصة مواتية لكافة الحضور من أطفال وشباب وشيوخ، للاستمتاع بمقاطع موسيقية من التراث الأمازيغي المرتبط بالهوية الوطنية، قدمتها فرق لأطفال بعض المدارس، فضلا عن عروض مختلفة، تجاوب معها الحضور.

 معارض تقليدية متنوعة..

 تخللت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972، العديد من الأجنحة المختلفة، التي سمحت بعرض منتجات كافة العارضين القادمين من قرى المنطقة وحتى من خارج الولاية، وامتزجت معها كل المنتجات من أواني فخارية، منتجات فلاحية من عسل وزيت وحتى تين مجفف، بالإضافة إلى منتجات جلدية، علاوة على شجيرات مختلفة للفلاحين وحتى المواطنين الراغبين في غرسها.للاشارة فقد أعطيت صبيحة أمس، إشارة انطلاق الإحتفالات برأس السنة الأمازيغية ببلدية عمال، وهذا بتسطير برنامج متنوعة من تظاهرات وعروض ثقافية، عكست أصالة و هوية سكان المنطقة، الواقعة شرق عاصمة الولاية، مجددين معها العهد مع الفعاليات السابقة، التي شهدتها المنطقة، خلال السنوات الأخيرة.

فعلى غرار كل سنة، سطر المجتمع المدني للمنطقة بالتنسيق مع السلطات المحلية برنامجا جد ثري احتفاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة، وتم خلالها تخصيص أجنحة لتنظيم معارض، لمختلف المنتجات المحلية الصنع، والتي ترتبط بالهوية الأمازيغية، كما كان لمحبي الكتب فرصة للقاء بها مجددا، من خلال ما تم وضعه تحت تصرفهم من عناوين.

وقد صادفنا خلال جولتنا بين أجنحة العارضين، بسيدة افريقية، تقوم بيبع وصنع حلي توضع للزينة على اليدين، مؤكدة بأنها أبت إلا أن تشارك المنطقة احتفالاتها برأس السنة الأمازيغية الجديدة، بما تتقنه من حرفة تزينية.وأكد العديد من الحرفيين، بأن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية يناير، تشكل فرصة لهم لتسويق منتجاتهم، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تسببت به جائحة كورونا وعطلت معها العديد من النشاطات التجارية.وسمح الاحتفال بتخصيص أجنحة لعرض للباس التقليدي المحلي الذي يبرز التنوع الذي تزخر به منطقة القبائل وبلدية عمال والجزائر عموما، بالإضافة إلى جناح خاص بالحلي التقليدي.

 الكسكسي سيد الأطباق..

 يعتبر طبق الكسكسي باللحم، من أبرز الأطباق، التي يتم تحضيرها وتقديمها للحضور، بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة ببلدية عمال، على غرار العديد من المناطق بالولايات الوسطى.وتذوق المدعون للاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة طبق الكسكسي باللحم، الذي يعكس عادات وتقاليد سكان المنطقة في الإحتفال بهذه المناسبة، وأشار أحد القائمين على الفعاليات، بأن يناير لا يمكن أن يقام دون تحضير طبق الكسكسي باللحم.ولم يختلف الأمر عن باقي السنوات الأخيرة، إذ لم يتوان الشباب في تحضير وجبات للحاضرين، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، كزائرين وعارضين ومهتمين بالهوية الأمازيغية.

 المناسبة فرصة للتكريم..

 شكلت احتفالية رأس السنة الأمازيغية يناير مناسبة سانحة لإستذكار تاريخ الأجداد وكذا الشخصيات، التي تركت وخلفت وراءها الكثير من الاسهامات في مختلف المجالات، والتي قدمت ولا تزال تقدم الكثير لإنجاح فعاليات الاحتفالات بالسنة الأمازيغية يناير.ولم ينس الحضور المناسبة، لتكريم الشخصيات، التي قدمت الكثير للمنطقة وكذا الهوية الأمازيغية، إذ أبى المنظمون، إلا أن يكرموا ابن أستاذ اللغة الأمازيغية السيد "حمدان مرايحي"، الذي وافته المنية منذ أشهر قليلة، متأثرا باصابته بفيروس كورونا. 

وأكد "علي"، وهو أحد الشيوخ بالمنطقة، في حديثه لجريدة "الرائد"، بأن الأستاذ حمدان مرايحي، يستحق أكثر من التفاتة منا، ولا يمكن أن ننسى ما قدمه للمنطقة، فقد كان أستاذا وتتلمذ على يديه الكثير من شباب المنطقة، كما لا ننكر أنه كان مدافعا عن الهوية الأمازيغية، وأضاف صحيح أنه قد مات ولكنه سيبقى في قلوبنا.ووقف الجميع بعمال مركز في بداية الاحتفالية برأس السنة الأمازيغية الجديدة دقيقة صمت ترحما على أرواح، من كانوا بالأمس عونا وسندا للجميع لإحياء المناسبة وقدموا اسهامات كبيرة.

من نفس القسم محلي