محلي

"الاستثمار الحقيقي في الجنوب هو الاستثمار في الفكر والعلوم"

أول متحصلة على شهادة الدكتوراه في قرية "قوق" بتقرت في حوار مع جريدة "الرائد"

حاورتها: سارة زموش

تعتبر الشابة "أمينة باديجة" أول امرأة تتحصل على شهادة الدكتوراه تخصص أدب إنجليزي في قرية "قوق" بلدية "بلدة عمر" بولاية تقرت، حيث استطاعت بعد مشوار طويل وشاق افتكاك هذه المرتبة العلمية من جامعة الأردن، وتروي أمينة في حوار مع جريدة "الرائد" تجربة الدراسة بالخارج موجهة رسالة لكل الطالبات في قريتها  لدخول عالم الدراسات العليا  معتبرة أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الفكر والعلوم.

  • في البداية حدثينا عن سيرتك الذاتية وعن أي تخصص نلت شهادة الدكتوراه؟

أنا أمينة باديجة من مواليد 1992 بقرية قوق بلدية بلدة عمر دائرة تماسين ولاية تقرت، زاولت دراستي الابتدائية بمؤسسة دحماني عبد الرحمن ومتوسطة بركة عبد الرزاق بقريتي بقوق ثم انتقلت إلى بلدة عمر في المرحلة الثانوية بثانوية الشهيد محمد العيد بن الصحراوي ، انتقلت بعدها  إلى الجامعة ودرست تخصص لغة إنجليزية بجامعة قاصدي مرباح بورڨلة، درست مرحلتي الليسانس والماستر وبعدها رشحت لمنحة جامعية في الخارج و تقدمت لمسابقة وطنية للمنح بالخارج في المديرية الجهوية بقسنطينة ، نجحتُ في بعثة الأردن وتحصلتٌ على درجة الدكتوراه في تخصص الأدب الإنجليزي بعد أربعة سنوات ونصف .

  • تعتبرين أول امرأة تحصلت على شهادة دكتوراه في منطقتك ورغم أن هذا إنجاز كبير يحسب لك غير أن التساؤل الذي قد يتبادر لذهن القراء لماذا هذا النقص في تحصيل الشهادات عند المرأة في منطقتك ؟

 نعم كنت أول امرأة تحصلت على شهادة الدكتوراه في قريتي وأول امرأة في تخصص الادب الانجليزي في منطقتي. أما بالنسبة لنقص الشهادات عند المرأة، ربما سوف أحدثك بما اعرفه عن قريتي فقط لأني لا أعرف ماهي ظروف أو وضعية المرأة في المناطق الأخرى. في قرية "قوق" مؤخراً ازداد الشغف لدخول غمار الدراسات العليا تحديدا الماستر ولكن الدكتوراه لا يزال هناك تخوف. في "قوق" لدينا الكثير من النساء حاملات شهادات ليسانس أو ماستر وأكثرهن يكتفين بذلك نظراً لظروف الحياة والظروف الأسرية وكذلك بعد المسافات.

  • هل من صعوبات واجهتك في مسعى حصولك على هذه الشهادة خاصة وانك درستي في الخارج؟

الصعوبات هي مدرج نصعد من خلاله لنصل للنجاح، لا تخلو أي مهمة في الحياة من الصعوبات لكن تحقيق النجاح له طعم خاص ينسينا العقبات والصعوبات، في منطقتي لم تواجهني صعوبات في مشوار دراستي سوى بعد المسافة أما في مشوار تدرجي فإن دراستي كانت في دولة الأردن وتلقيت كافة التسهيلات هناك. حظيت بتأطير على يد أساتذة دكاترة ذوو كفاءة وتعامل في منتهى الرقي والاحترام وكذلك العلوم التي يقدمونها وكل مجهود يبذلونه في سبيل تكوين دكاترة المستقبل، لذلك اعتبر ان تجربة دراسة في الخارج كانت ناجحة.

  • بما أنك متحصلة على شهادة دكتوراه في الأدب الإنجليزي ما هو تقييمك لتعلم اللغات عند الطالب الجزائري؟

من خلال ملاحظتي واحتكاكي بالطلبة أستطيع أن أجزم أن هناك توجه لدى طلبتنا نحو تعلم لغات أخرى تضيف لرصيدهم المعرفي والعلمي وحتى الثقافي. اللغة هي وسيلة تبادل ونقل المعارف والمهارات. توجه الدولة الجزائرية أيضا إلى إعطاء أهمية أكبر للغة الإنجليزية جعل الطلبة يلجؤون إلى تعلم اللغة لأن اكتسابها يساعد على مواكبة التدرج والتطور العالمي في مختلف المجالات.

  • في الاخير ماهي طموحاتك ومشاريعك المستقبلة وماهي رسالتك للطالبات تحديدا في منطقتك؟

طالب العلم يتبعه الطموح دائما ولا يستطيع أن يضع سقف لتطلعاته وطموحاته. نرجو من الله تعالى أن يوفقنا لما يكون فيه خير للبلاد وللعلم إن شاء الله. بالنسبة للطالبات في المنطقة أوصيهم بالعلم والمعرفة لأنها أساس الارتقاء بالمنطقة، وكذلك الخروج من منطقة الراحة إلى أوسع الآفاق ودخول عالم الدراسات العليا لأن الاستثمار الحقيقي في الجنوب هو الاستثمار في الفكر والعلوم.

من نفس القسم محلي