محلي
كابوس الحجر الصحي ينتهي وهكذا تنفس البليديون الصعداء
استمر أكثر من سنة ونصف ليتم رفعه أخيرا
- بقلم قسم التحرير
- نشر في 03 أكتوبر 2021
تسببت جائحة كورونا التي تطلبت فرض إجراء الحجر الصحي للحد من انتشارها بعد ظهور أول بؤرة لها بولاية البليدة في مارس 2020، في الكثير من التداعيات السلبية على مختلف الأصعدة، اقتصاديا، اجتماعيا ونفسيا، خاصة وأن الأمر استمر أكثر من سنة ونصف.
وتنفس البليديون الصعداء بعد قرار رفع الحجر الصحي منذ ليلة الأربعاء الماضي، الذي اعتبروه "فأل خير" عليهم من شأنه أن يعيد للولاية، التي لا طالما اشتهرت بديناميكيتها الإقتصادية، نشاطها الدؤوب، بعد أن سجلت "ركودا اقتصاديا ملحوظا" سببه الأساسي جائحة كورونا وما تبعها من حجر صحي دام لأكثر من عام ونصف. ومن بين تداعيات هذه الجائحة على الولاية تراجع عدد مناصب الشغل المستحدثة خلال السنة الفارطة إلى 24.773 منصبا مقابل 61.282 منصبا مستحدثا خلال سنة 2019 وذلك بعد توقف حركية الإقتصاد الذي عرفته مختلف القطاعات الإقتصادية بفعل هذه الجائحة، حسب إحصائيات المديرية المحلية للشغل. كما لم يتعد عدد المناصب المستحدثة خلال السداسي الأول من السنة الجارية 10.731 منصبا في الوقت الذي كان فيه متوسط مناصب الشغل المستحدثة خلال هذه الفترة يزيد عن 28 ألف منصبا، وفقا لما ذكره ل/وأج رئيس مصلحة الإحصائيات بذات المديرية، مستار أحمد. وأضاف مستار أن العديد من القطاعات تأثرت وبشكل مباشر بفعل الجائحة على غرار قطاعات السياحة والمهن الحرة والنقل التي لم يستحدث فيها أية مناصب شغل خلال السنة الفارطة مقابل 2.427 منصب في السياحة والخدمات سنة 2019. ومن جهته، سجل مركز السجل التجاري فرع البليدة شطب العديد من التجار لسجلاتهم التجارية بفعل هذا الوضع الاستثنائي على غرار أصحاب قاعات الحافلات والمطاعم وقاعات الرياضة بعد غلق إجباري لها في إطار التدابير الوقائية المتخذة من طرف الحكومة للحد من انتشار الفيروس، حيث أحصت ذات الهيئة شطب 2.099 ما بين شخص طبيعي ومعنوي من السجل التجاري سنة 2020 وتسببت هذه الأزمة الصحية في الكثير من المتاعب المالية بالنسبة لعدد من المؤسسات الاقتصادية والمصغرة التي يرتبط نشاطها مباشرة باستقدام المواد الأولية من الخارج ما دفع بها إلى اتخاذ إجراءات أثرت بشكل أو بآخر على اليد العاملة من أرباب العائلات. وفي هذا الصدد ذكر المفتش الولائي للعمل، خالد بلواضح ل/وأج أن مصالحه سجلت قيام ست مؤسسات بتخفيف ساعات العمل من 8 ساعات إلى 4 ساعات بمجموع 287 عامل بها ومؤسستين أجبرت عامليها إلى أخذ عطلة تقنية (ما يعادل 100عامل) فيما لجأت مؤسسة أخرى، في ظل قلة النشاط، إلى تقديم العطلة السنوية لموظفيها إلى شهر ماي لاستدراك الوضع المالي لها، إضافة إلى إحصاء ثلاث مؤسسات عرفت تأخرا في دفع الأجور تشغل 622 عاملا. غير أنه أكد "عدم تسجيل أي غلق كلي للمؤسسات الإقتصادية والمصغرة بالولاية"، لافتا إلى أنه وعلى النقيض، فقد لوحظ أن عدد منها ضاعفت من نشاطها في ظل احتياجات السوق المحلية والوطنية على حد سواء للعديد من المنتوجات التي لها صلة مباشرة مع الوباء على غرار تلك الناشطة في مجال إنتاج مواد التنظيف والتعقيم والصناعة الغذائية وغيرها. وبدوره، ذكر رئيس نادي المقاولين والصناعيين للمتيجة فتحي عمور ل/وأج أن مصالحه نصبت الثلاثاء الماضي لجنة أسندت لها مهام إحصاء عدد المؤسسات الإقتصادية الناشطة تحت لواء النادي ممن تأثرت بفعل هذه الجائحة للوقوف على الخسائر لمساعدتها على إعادة بعث نشاطها.
- آثار نفسية وأخرى اجتماعية
وخلفت أزمة كورونا العديد من التداعيات النفسية لدى العائلات، لاسيما تلك التي فقدت أحد أفرادها بفعل الفيروس. ووفقا لما ذكرته الأخصائية النفسانية، نسيبة رحال، فقد أثارت هذه الأزمة العديد من التداعيات خاصة خلال الأيام الأولى من الحجر الصحي الذي كان أمرا جديدا على المواطنين، حيث استلزم بقاؤهم في منازلهم وإعتزال المحيط الخارجي خشية الإصابة بهذا الفيروس القاتل. وأضافت أن الصدمة الكبرى كانت بالخصوص عند أولئك الذين فقدوا فردا من العائلة ومنعوا حتى من إقامة جنائز لهم، مشيرة إلى أن المأساة كانت "مزدوجة" لفقدان الميت وغياب الأهل للمواساة. وفي هذا الصدد ذكرت المتحدثة أنها تلقت خلال الأشهر الأولى من الحجر الصحي المفروض على الولاية أكثر من 300 مكالمة لمواطنين يعانون من حالة من الرعب والخوف جراء هذا الوضع الصحي، حيث قدمت لهم تطمينات وتوجيهات حول كيفية التعامل مع الوضع خاصة ما تعلق بالأطفال. واستقبلت هذه الأخصائية النفسانية التابعة لجمعية "كافل اليتيم" الخيرية خلال الأشهر الأخيرة حوالي 50 ملفا جديدا لأرامل فقدن أزواجهن خلال هذه الجائحة للإنخراط في الجمعية، يجري حاليا دراستها للتكفل بهن. وخلصت إلى أنه حتى وإن كان أمر رفع الحجر الصحي لا يعني التخلي إطلاقا على الإجراءات الوقائية الاحترازية إلا أنه من شأنه التخفيف من الضغط النفسي الذي كان يعيشه السكان، لاسيما ما تعلق بضرورة احترام توقيت الحجر المنزلي.