محلي

تيبازة : نهاية أسبوع غير عادية وتجند واضح لمواجهة فيروس كورونا

مطاعم وساحات خالية على غير العادة، لا حديث إلا على الإصابات والوقاية

بدت مدينة تيبازة نهاية الأسبوع الماضي وكأنها مدينة مهجورة في أول أيام عطلة الربيع, مشهد نادر وفريد يترجم مدى حرص الجزائريين على الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا الذي أعلنته المنظمة العالمية للصحة وباء عالميا.

وخلافا لما اعتادت عليه المدينة ومعها بعض المناطق الساحلية وغابات الترفيه والطريق السريع خلال أيام نهاية الأسبوع أو العطل المدرسية, لم تسجل جوهرة المتوسط ذلك التوافد الكثيف والمألوف, وحلت محله نبرة الهدوء والسكينة وقلة الحركة, سواء حركة السيارات منها أو الراجلين, مشهد أذهل ياسين إبن المدينة وصاحب مطعم.

وبنبرة ممزوجة بالجد والخوف, بدا ياسين متفاجئ من هذا المشهد قائلا: "لم أكن أتصور ان يقدم الجزائريون على الاحتراز والتقليل من الحركة, تيبازة معشوقة سكان العاصمة والبليدة وعين الدفلى, لم تسجل هذا التراجع في عدد الزوار حتى خلال مواسم العيد", مبرزا أن حتى الشباب المغامر أصحاب الدراجات النارية غابوا اليوم عن المشهد, لكنه "مشهد جدير بالتشجيع, لأن الصحة العمومية مسؤولية الجميع", كما أضاف.

ورغم تفاجئه وما يتسبب له هاجس المخاوف من فيروس كورونا من خسائر إلا أنه يتفهم هذا السلوك حيث سجل طيلة نهار السبت عزوفا شبه كلي للزبائن, مخاوف منطقية مع تسجيل ثالث حالة وفاة, مشددا على ضرورة الاقتداء بإجراءات الوقاية.

 

مطاعم وساحات خالية على غير العادة, لا حديث إلا على الإصابات و الوقاية

مطاعم خالية وساحات مهجورة وقاعات شاي شبه خالية, طرقات هادئة ومرافق سياحية تحصي زوارها على الاصابع, غابات الترفيه, من بوهارون إلى شنوة وشرشال وحجرة النص ثم قوارية, هي الأخرى بدت خالية تستنشق الهواء النقي لوحدها.

نفس المشاهد التي رصدتها وأج بمدينة تيبازة, سيطرت على جميع أرجاء الولاية ومناطقها السياحية, ميناء شرشال وقوراية غربا أو ساحل بوإسماعيل وصالونات المثلجات الدواودة شرقا, يبدو أن الجزائريين بدأوا يأخذون موضوع الوباء العالمي على محمل الجد, على حد تعبير مهدي ش. أحد سكان مدينة تيبازة.

وأضاف مهدي : "الظاهر من خلال مدينة تيبازة لوحدها خلال يوم السبت مقارنة بيوم الجمعة أننا دخلنا مرحلة التجنيد لمواجهة العدوى والتقيد بالإجراءات الاحترازية", مبرزا التراجع الواضح لإعداد الزوار.

من المركب السياحي "القرن الذهبي" إلى حديقة التسلية و الالعاب بأعالي تيبازة, من ميناء الصيد إلى المدينة الرومانية, فقط الأطلال لوحدها تحاكي نسيم البحر.

الصيادلة والعيادات الطبية, لاسيما منها عيادات طب الاسنان هي الأخرى تجندت واتخذت جملة من الترتيبات, خاصة منها وضع الكمامات والتطهير الدوري لقاعات الانتظار, تطهير الأبواب والعمل وفق نظام المواعيد لتفادي الاحتكاك داخل قاعات الإنتظار.

وعلى قلتها, بدت التجمعات ضئيلة حتى عند الخروج من صلاة العصر, لم يتجمع المصلون عند الساحة العمومية لمسجد وسط مدينة تيبازة مثلما تجري العادة. لا حديث إلا عن فيروس كورونا وسبل الوقاية منه, أسباب إنتشاره ومدى قدرة الجزائر على محاصرة هذا الوباء العالمي وفقا لإعلان المنظمة العالمية للصحة.

"كورونا تطرق أبواب تيبازة عن طريق ولاية البليدة, ارتفاع أسعار وندرة مواد التطهير. ظهور أول مستعملي الكمامات في الشوارع, المدينة الرومانية مهجورة, ضرورة تخزين المواد الغذائية.. إلى غيرها" من الأحاديث ما يجعل من ضغط الهاجس يرتفع لكن سرعان ما ينخفض بفعل خفة الروح المعروفة عند الجزائريين عندما يتم تلطيف الأجواء بنكهة ومزحة ويتم التأكيد على ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية وتفادي الاحتكاك والتجمعات.

من نفس القسم محلي