محلي

أسعار النفط تصعد لأكثر من 4 بالمائة بعد 6 جلسات من الخسائر

روسيا تتحدث عن زيادة في الإنتاج وتضع "أوبك" في مأزق مواجهة كورونا

قفزت أسعار النفط أكثر من 4 بالمائة بعد تسجيل أدنى مستوياتها في سنوات عدة في وقت سابق أمس الإثنين، حيث تغلبت الآمال في تعميق خفض إنتاج أوبك وخطوات تحفيز من البنوك المركزية على بواعث القلق حيال تضرر الطلب من جراء تفشي فيروس كورونا.

 

وبحلول الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش، كان خام برنت عند 51.91 دولار للبرميل، مرتفعا 2.24 دولار بما يعادل 4.5 بالمائة ليتجاوز أدنى مستوياته منذ جويلية 2017 الذي سجله في وقت سابق عند 48.40 دولار، وسجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط أقل سعر له في 14 شهرا عند 43.32 دولار، لكنه تعافى بعدها إلى 46.65 دولار، مرتفعا 1.89 دولار أو 4.2 بالمائة.

وحقق الخامان القياسيان أول مكاسبهما بعد خسائر لست جلسات، وسط مخاوف من فيروس كورونا، الذي نشأ في الصين وأودى بحياة ثلاثة آلاف شخص وهز الأسواق العالمية، مع تأهب المستثمرين لأثر حاد على النمو العالمي، وتكبدت أسواق الأسهم، الأسبوع الماضي، أشد خسائرها منذ الأزمة المالية في 2008.

وقال جيفري كاري، مدير أبحاث السلع الأولية العالمية لدى جولدمان ساكس، في مذكرة: "التعطل غير المسبوق للنشاط الاقتصادي في الصين أسفر عن فقد ما يقدر بأربعة ملايين برميل يوميا من الطلب على النفط مقارنة بخمسة ملايين برميل يوميا أثناء الركود العظيم في 2008\2009"، وأضاف: "طاقة التخزين في الصين ليست بلا نهاية -حتى وإن كانت كبيرة-وهي تمتلئ سريعا، ما ينطوي على خطر مزيد من التراجع إذا بلغ المخزون سعته القصوى في النهاية".

وأظهرت بيانات رسمية، مواصلة روسيا زيادة إنتاج النفط، رغم الاتفاق المبرم مع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين من خارجها على خفض الإمدادات، ما يضع دول أوبك، وعلى رأسها السعودية، في مأزق كبير، خاصة في ظل مساعيها لخفض الإنتاج بكميات أكبر من أجل مواجهة تداعيات فيروس كورونا على الأسعار.

إلى ذلك أوردت وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية، نقلاً عن بيانات لوزارة الطاقة الروسية، أن إنتاج روسيا النفطي بلغ 11.29 مليون برميل يومياً في فيفري ارتفاعاً من 11.28 مليون برميل يومياً في جانفي، وكان الإنتاج الروسي قد زاد في يناير عن ديسمبر 2019 الذي سجل 11.26 مليون برميل.

وكان منتجو النفط في أوبك وخارجها فيما يُعرَف لـ"أوبك+" قد اتفقوا نهاية العام الماضي قبل ظهور فيروس كورونا وتسببه في تهاوي الأسعار، على خفض الإنتاج بنحو 1.7 مليون برميل يومياً من أجل دعم الأسعار وعدم انزلاقها للهبوط.

وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في فبراير الماضي، إن روسيا لم تبت بعد في تمديد اتفاق خفض الإنتاج، وينتهي الاتفاق الحالي في نهاية مارس الجاري، وأوصت اللجنة الفنية التابعة لـ"أوبك+" أخيراً بتعميق خفض الإنتاج 600 ألف برميل إضافي يومياً، في محاولة للتقليل من تأثير فيروس كورونا على الطلب النفطي.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله، إن أسعار النفط الحالية مقبولة، وإن روسيا تملك الأدوات للتعامل مع أي آثار سلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، لكن أسعار النفط واصلت هبوطها الحاد خلال الأسبوع الماضي، فقد خسر خام برنت نحو 14 في المائة، في أكبر خسارة أسبوعية له بالنسبة المئوية منذ جانفي 2016، فيما هبط غرب تكساس أكثر من 16 في المائة في أشد تراجع مئوي منذ ديسمبر 2008، ومن المقرر أن تجتمع أوبك والمنتجون من خارجها، في فيينا الأسبوع الجاري، لتبنّي قرار بشأن اتفاق خفض الإمدادات.

من نفس القسم محلي