محلي

إضراب في مجمع "تونيك" لصناعة الورق والتعليب

بعد التأخر في دفع رواتب العمال لمدة فاقت الشهرين

 

نظم عمال المجمع العمومي لصناعة الورق والتعليب "تونيك صناعة" الكائن ببواسماعيل (تيبازة)، إضرابا عن العمل احتجاجا على تأخر الأجور لمدة فاقت الشهرين،  وقال المحتجون الذين شلوا نشاط المصنع في حركة إضرابية دامت يوما كاملا على مستوى الوحدات الإنتاجية الثلاثة التي يضمها, أنهم "ينتظرون صب أجورهم المتأخرة منذ شهر ديسمبر الماضي".

ودعا العمال السلطات العليا في الوطن وعلى رأسهم وزارة الصناعة من أجل إيجاد حلول "ناجعة" تضمن استمرارية نشاط هذا المجمع، الذي يعد "رائدا" في المجال وطنيا، والذي "يعاني من متاعب مالية منذ أزيد من سنة"، حسبهم.

وأثٌرت هذه الوضعية المالية "الصعبة" للمجمع الذي يوظف أزيد من 2.500 عاملا على الحياة الاجتماعية للعمال مع ازدياد الضغط النفسي عليهم جراء المخاوف من اتخاذ إجراءات تقشف تؤدي إلى تسريح العمال.

كما أثرت هذه الوضعية خلال السنة الماضية على النشاط الطبيعي للمجمع الذي شهد عديد الحركات الاحتجاجية بسبب تأخر صب الأجور في كل مرة إلى جانب رفض خطط تقشف فرضتها سابقا إدارة المصنع تقضي بالتسريح الإرادي للعمال.

كما أعرب العمال عن امتعاضهم من الحلول التي وصفوها ب"الترقيعية" مثل صب تطبيق يقدر بـ70 بالمائة من الأجور خلال شهر نوفمبر الماضي بعد انتظار أزيد من ثلاثة أشهر.

من جهتها، أكدت إدارة المصنع الصعوبات المالية التي يعاني منها المصنع ما أثر سلبا على السيرورة العادية لميزانية التسيير، أهمها صب الأجور شهريا بانتظام ودون تأخير.

وأبرز رئيس مجلس إدارة المصنع، إدريس يعلاوي، أن "الحجم الكبير" لكتلة الأجور المقدرة بـ140 مليون دينار شهريا تسببت بشكل "واضح" في اختلال توازن ميزانية المصنع بالنظر لمداخيل المصنع التي تسجل 120 مليون دينار فقط كرقم أعمال شهري.

وطمأن من جهة أخرى المسؤول عمال المصنع بأن الإدارة بصدد إيجاد حلول "ناجعة" للخروج من الأزمة من خلال رفع طاقة الإنتاج والتوجه بـ"قوة نحو التصدير"، مشددا على أن مجلس إدارة المصنع يعمل على انفراج هذه الوضعية في "أقرب الآجال"  من خلال جملة من التدابير.

وأضاف في هذا السياق أنه سيتم صب أجور العمال خلال هذا الأسبوع بعد رفع تجميد حساب المصنع، مبرزا أن ديون المجمع لدى بعض الهيئات تسببت في تجميد حسابه المالي.

و في هذا الصدد، دعا رئيس مجلس إدارة مصنع "تونيك" إلى ضرورة تضافر جهود الجميع، عمال ومسؤولون ل"رفع قدرات الإنتاج واقتحام السوق المحلي ورفع مستوى التصدير"، وأضاف أن " كل شيء ممكن حيث أن شهر يناير شهد قفزة في الإنتاج بلغ نسبة 100 بالمائة ببعض الوحدات وأخرى ناهزت 114 بالمائة" معتبرا ذلك "مؤشرات مشجعة ومرشحة للتحسن بالنظر إلى تمويل 30 بالمائة من السوق المحلية بمنتجات المجمع فضلا عن ولوج أسواق أجنبية أخرى على غرار تونس وليبيا وتركيا".

وبخصوص التسريح الطوعي للعمال، أكد المسؤول أنه يتعلق الأمر بـ"اتفاق" تم مؤخرا بموافقة الشريك الاجتماعي يقضي بإحالة فئة معينة من العمال على البطالة التقنية مع المحافظة على الأجر القاعدي لكل عامل إلى حين تحسن الوضع المالي للمصنع لإعادة إدماجهم من جديد.

من نفس القسم محلي