دولي

3 عوائق تخضّ جيش الاحتلال الصهيوني

تحاول قيادة الجيش النأي بنفسها عن التقديرات التي يطلقها نتنياهو

حذّرت محافل إسرائيلية من أنّ ما وصفتها "عوائق بشرية وتنظيمية ومادية"، تحول دون تمكّن إسرائيل من تطبيق الخطة متعددة السنوات لجيش الاحتلال، التي أعلنها الخميس الماضي، بنجاح.

 

قال معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إنّ العنصر البشري يمثل أحد أهم العوائق أمام تنفيذ خطة "تنوفا"، مشيراً إلى أن الجيش يواجه مشكلة تراجع دافعية الشباب الإسرائيلي للانخراط في الخدمة العسكرية، إلى جانب عدم رغبة أغلبيتهم الساحقة في مواصلة الخدمة العسكرية بعد انقضاء فترة الخدمة الإجبارية.

وأشار إلى أن عدم وجود قوى بشرية ذات دافعية للخدمة العسكرية، يقلّص من فرص تطبيق خطة "تنوفا" بنجاح، باعتبار أن المنظومات التكنولوجية هائلة، وقد لا يتمكن الجيش من تأمين الضباط والجنود الأكفاء الذين يُفترض أن يشرفوا على تشغيلها.

ونوه إلى أن المعضلة الثانية التي تواجه فرص تطبيق خطة الجيش، تتمثل في إهمال سلاح المشاة، وعدم الاعتماد عليه في تحقيق الحسم العسكري في المواجهات المختلفة.

وأوضح هرئيل أن إسرائيل عمدت، منذ حرب لبنان الثانية 2006 وحتى الآن، إلى عدم القيام بحملات برية واسعة في عمق "أرض العدو"، خشية تكبد خسائر بشرية، مشيراً إلى أن القيادتين العسكرية والسياسية تخشيان ردة فعل الجمهور الإسرائيلي الذي يرفض التسليم بسقوط بعدد كبير من الجنود خلال المعارك البرية.

وحسب المعلّق العسكري، فإن المعضلة الثالثة تتمثل في الجانب المالي، مشيراً إلى أن هناك شكوكاً في أن يتمكن الجيش من توفير الموازنة اللازمة لتنفيذ الخطة، في ظل قرار وزارة المالية تقليص مبلغ 20 مليار شيكل (6.4 مليارات دولار) من موازنة الوزارات المختلفة، لتغطية العجز في الموازنة العامة.

وفي سياق آخر، أوضح هرئيل أن قيادة الجيش تحاول النأي بنفسها عن التقديرات التي يطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والتي تتنبأ بانفجار مواجهة إقليمية في القريب العاجل، لافتاً إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي يحرص على إرسال رسائل مفادها أنه لا يوجد ما يدلّ على أن مواجهة شاملة "على الأبواب"، منوهاً إلى أن قيادة الجيش معنية بأن تحصل على الوقت الكافي، وتؤمن المقدرات اللازمة لإنجاز تطبيق خطة "تنوفا".

ولفت هرئيل إلى أن الجيش لا يتفق مع التقديرات التي أطلقها نتنياهو أخيراً، والتي حذر فيها من إمكانية اندلاع مواجهة مع إيران، عبر التحذير من تداعيات التمركز الإيراني في سورية، ومن خطر أن يقوم الحوثيون بمهاجمة إسرائيل انطلاقاً من اليمن، مشيراً إلى أن كوخافي يحاول النأي بنفسه عن "حملة التخويف" التي يقودها نتنياهو.

ونوه المعلّق الاسرائيلي إلى أن سيناريو الرعب الذي يحذر منه نتنياهو، يرتبط بحساباته السياسية والشخصية، على اعتبار أن تصدير هذه المخاوف للجمهور يأتي بهدف ممارسة الضغط على تحالف "كاحول لفان"، بقيادة بيني غانتس، وإجباره على الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو وبشروطه. وشدد على أن الجيش، الذي لا يرى حاجة لتوجيه ضربة للمنشآت النووية في الوقت المنظورـ يرى أنه يتوجب استغلال الفترة الحالية في الاستثمار في بناء قدرات ميدانية مختلفة.

ولفت هرئيل إلى أن كوخافي، وبخلاف نتنياهو، يشير إلى أن إيران غير معنية بالتوجه لإنتاج السلاح النووي، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة الناجمة عن العقوبات غير المسبوقة التي تتعرّض لها. ونوه إلى أن كوخافي لا يرى إمكانية اندلاع مواجهة مع أي جيش عربي نظامي في الوقت القريب، على اعتبار أن كلاً من مصر والأردن يرتبطان بعلاقات سلام مع إسرائيل، في حين أن الجيش السوري محطم.

وبحسب تقديرات قيادة الجيش، حتى لو حدثت تحولات على منظومات الحكم في العالم العربي، فإنه سيمرّ وقت طويل قبل أن تكون نظم الحكم الجديدة قادرة على التفرغ لمواجهة إسرائيل.

من نفس القسم دولي