دولي
رفض شعبي لمؤتمر تطبيعي "تم بعلم القيادة الفلسطينية"
خصص لمناقشة تداعيات "صفقة القرن" وسبل التصدي لها وإفشالها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 فيفري 2020
وسط رفض شعبي فلسطيني للمؤتمر التطبيعي "نعم للسلام" الذي نُظم، مؤخرا في تل أبيب لمناقشة تداعيات "صفقة القرن" وسبل التصدي لها وإفشالها، بمشاركة شخصيات فلسطينية، أكدت لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي على لسان عضوها صالح حكواتي أنّ اللقاء "تم بعلم القيادة الفلسطينية".
وزراء وشخصيات فلسطينية شاركوا في المؤتمر التطبيعي الذي يحمل عنوان "نعم للسلام- لا للضم ودولتان للشعبين: إسرائيل وفلسطين"، ومن ضمن المشاركين في المؤتمر، وزير الاقتصاد الأسبق باسم خوري، ووزير شؤون الأسرى الأسبق أشرف العجرمي، ووزير الحكم المحلي السابق - رئيس ديوان الرئاسة سابقاً- حسين الأعرج، ووزير الصحة الأسبق فتحي أبو مغلي، إضافة إلى رئيس بلدية عنبتا في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة حمد الله أحمد، وعضو المجلس التشريعي المحلول برنارد سابيلا، ونائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية إلياس زنانيري، وعدد من أعضاء اللجنة وشخصيات أخرى، فيما شارك بالمؤتمر شخصيات ووزراء إسرائيليون، حيث نظم المؤتمر بالشراكة بين "البرلمان الإسرائيلي للسلام" و"المنتدى الفلسطيني للحرية والسلام".
وأكد عضو لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي صالح حكواتي لـ"العربي الجديد"، أنّ اللقاء الذي عقد في مقر اتحاد الصحافيين الإسرائيليين "تم بعلم القيادة الفلسطينية، والهدف منه التواصل مع الإسرائيليين الذين رفعوا صوتهم عالياً رفضاً لصفقة القرن، وحذروا من تداعياتها"، مضيفاً: "نحن نعتبر كل صوت في هذا السياق مكسباً لنا".
وأوضح حكواتي أنه لم يحضر شخصياً اللقاء، مشدداً على أنّ "اللقاء يأتي كأحد مسارات العمل السياسي الفلسطيني، وضمن نهج القيادة الفلسطينية التي تؤمن بالوسائل السياسية لحل القضية الفلسطينية، وهو في هذه المرحلة يعد ضرورة سياسية وباباً نطرقه تماماً كما نطرق أبواباً أخرى كثيرة على الصعيد الدبلوماسي"، وتابع، "نعي تماماً أننا لن نحرر البلاد، لكن في ظل حكومة يمينية متطرفة تحكم إسرائيل، نرى أنّ كل صوت إسرائيلي ضد صفقة القرن هو مكسب لنا".
وعن ردود الأفعال الشعبية والتنظيمية الرافضة لمثل هذه اللقاءات، أكد حكواتي أنّ اللجنة "تحترم كل الآراء، لكنها مؤمنة بنهجها"، ونفى حكواتي علمه بالاستقالة التي قدمها رئيس بلدية عنبتا حمد الله أحمد، ونشرها على صفحته على "فيسبوك"، مرجعاً السبب إلى الانتقادات التي واجهها على خلفية عمله في البلدية، قائلاً: "أمر مؤسف أن يستقيل بسبب مشاركته في اللقاء".
"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أكدت، في بيان، أنّ "هذه اللقاءات التطبيعية المستمرة طعنةً للشعب الفلسطيني، وتجري برعاية مباشرة من قيادة السلطة وخاصة الرئاسة"، مطالبة بحلّ ما تُسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، وأكدت الجبهة الشعبية أنّ "المشاركة في هذا اللقاء التطبيعي مع قوى وشخصيات صهيونية معادية، تُبرهن عدم جدية قيادة المنظمة في تنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالقطع مع اتفاق أوسلو، ووقف كافة أشكال اللقاءات والعلاقات مع الكيان، لا سيما الأمنية وفي مقدمتها التنسيق الأمني".
وأوضحت الجبهة الشعبية أنّ "هذه المشاركة تشير إلى أنّ كل التصريحات الصادرة عن قيادة السلطة ومسؤوليها عن قطع الاتصالات مع الكيان في سياق مواجهة صفقة القرن غير جدّية، هدفها تبريد الصوت الشعبي الفلسطيني المناهض للصفقة الأميركية الصهيونية".
المؤتمر التطبيعي قوبل أيضاً بضجة ورفض على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علّق المهندس زياد عميرة على صفحته على "فيسبوك" بقوله ساخراً: "إنزال خلف خطوط العدو"، وضمّن منشوره أسماء وصور المشاركين، أما عمر منصور، فكتب: "بمواجهة هؤلاء تبدأ مواجهة صفقة القرن.... إن كنتم صادقين".
وقال منتصر منصور: "هؤلاء النكرات لم يكونوا ليذهبوا لولا توفر البيئة الحاضنة والتربة الخصبة (العفنة) التي ترعرعوا بها، هؤلاء الذين يتسربلون بتاريخ مجتزأ وبشعارات باتت فولكلورية، من الملاحظ أنهم مصبوغون بلون واحد لون باهت وما كانوا ليجرؤوا على أفعالهم المخزية والمكررة لولا الدعم والتأييد الخفي"، وأضاف " هؤلاء الذين يعانون من متلازمة نقص هرمونات الشرف وضمور خلايا الكرامة واضمحلال خلايا الأخلاق حد التلاشي يجب أن يقام عليهم الحد الوطني فيتم نبذهم وإزالة ورقة التوت التي لم تعد منذ زمن طويل تستر ما تبقى من عوراتهم المكشوفة".