محلي

الحراك الشعبي أحدث قطيعة جذرية مع النظام السابق في الجزائر

لأول مرة منذ الاستقلال يجد رئيس نفسه مجبرا على التخلي عن الحكم، بنيامين ستورا:

قال المؤرخ الفرنسي، بنيامين ستورا، إن الحراك الشعبي في الجزائر الذي انطلق في 22 فيفري الماضي، أحدث تغييرات اجتماعية جذرية، وقطيعة مع الماضي، مشيرا إلى أن هناك تغيرات حصلت بالفعل، والسلطة الحالية ليست نسخة مطابقة لسلطة بوتفليقة.

 

بنيامين ستورا، وفي مقابلة مع صحيفة "لاكروا"، أكد أنه لأول مرة منذ استقلال الجزائر وجد رئيس الدولة السابق عبد العزيز بوتفليقة نفسه مجبرا على التخلي عن الحكم بسبب حراك شعبي، كما تم توقيف وسجن شخصيات محورية في النظام، بينها رئيسان سابقان للحكومة، وثلة من الأثرياء، واثنان من قادة الأمن السابقين، هما الجنرال توفيق، والجنرال بشير طرطاق.

مشيرا أنه "لا أحد كان يتخيل بحكم هيبة الشخصيات المذكورة والخشية من بطشها أن ينتهي بها المطاف خلف القضبان، وخاصة الجنرال توفيق الذي لم يكن أحد يجرؤ على نطق اسمه"، ويؤكد: "مع ذلك سقط النظام بسرعة وبشكل مفاجئ للمتظاهرين".

وذهب ستورا إلى القول إن الحراك لم يستطع على مدى عام كامل أن يقدم نفسه بشكل منظم كسلطة بديلة وذات مصداقية، لكنه حقق نجاحا باهرا فيما يتعلق بتغيير المجتمع، وفي مقابل غموض النظام القائم، شكّل الحراك مطلبا واضحا من أجل الشفافية ولعب دوراً بارزاً في تعرية الفاعلين في المشهد السياسي المتوارين خلف الستار. وتابع: "لقد سئم الجزائريون من وضع رئيسهم المختفي والذي تظهر صوره مكانه وقرروا تحقيق شيء يجعلهم يفتخرون بانتمائهم للجزائر. لقد كسروا الحاجز ومن الصعب العودة للوراء".

وبخصوص مدى نجاح الحراك قال المؤرخ الفرنسي المولود في الجزائر، إن هناك عاملين أساسيين كانا وراء نجاح الحراك في الحفاظ على تماسكه، أحدهما الخوف من تفكيك السلطة للحراك عبر زرع الخطاب الشرائحي الذي دفع بالمتظاهرين للاحتماء بالعلم الوطني، والثاني هو إحساس الشباب الأقل من 30 سنة والذين يمثلون نصف الشعب بالتهميش والبطالة، في وقت يستشري الفساد ويتم تبديد ثروات البلاد من طرف مجموعة صغيرة.

من نفس القسم محلي