محلي

مخطط مروري في الأفق بالعاصمة للحدّ من حوادث الطرقات

التغطية الأمنية بها وصلت لـ 156 بالمائة في الأشهر الـ 12 الماضية

تعكف المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر على التحضير لمخطط مروري مدروس من شأنه المساهمة في تخفيض من حوادث الطرقات، حسبما أكده المقدم بوطارة عبد القادر رئيس الأركان بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر.

 

أوضح المقدم بوطارة، خلال ندوة صحفية بمقر المجموعة الإقليمية بباب جديد، أن عمل وحدات الدرك الوطني تواصل مهمتها في حفظ السلامة المرورية و أنه على ضوء حوادث المرور الأخيرة التي سجلتها الجزائر يتم "التحضير لمخطط مدروس في المكان و الزمان يتم التحضير له من أجل تدعيم شبكات الطرقات بسريات أمن الطرقات قصد الإسهام في الحد من هذه الحوادث".

وبالنظر لأهمية حظيرة السيارات بإقليم ولاية الجزائر التي تصل إلى 2 مليون مركبة، أي ما يمثل نسبة 26.85% من الحظيرة الوطني، أكد المتحدث أن التواجد الدائم لسريات أمن الطرقات في مختلف المواقع و أهم المحاور المرورية، ساهم في "انخفاض عدد الحوادث بـ 84 حادث أي بنسبة تقارب 14 بالمائة" ومنه تسجيل انخفاض في عدد الضحايا مقارنة بسنة 2018.

إذ سجلت ذات المصالح خلال السنة الماضية 542 حادثا مرور منها 90 حادثا مميتا بنسبة 16.60 % و 321 حادث جسماني بنسبة 59.22 %، أما فيما يتعلق بالحوادث المادية فتم تسجيل 131حادث أي بنسبة 24.16% ، وهي مؤشرات إحصائية "مشجعة" –يواصل بالقول- بالنسبة للجزائر العاصمة التي تستقبل 30 % من حظيرة السيارات وطنيا.

وفي شرح الأسباب المؤدية لحوادث المرور، أوضح رئيس مكتب أمن الطرقات الرائد بن غراب سفيان أن العنصر البشري (السائقين والمارة) هو السبب الرئيسي في وقوع حوادث المرور بنسبة 96.67% (450 حادثا بسبب السائقين و74حادث بسبب المارة) فيما تتغلب فئة الذكور على الإناث في التورط في هذه الحوادث بنسبة تفوق 91 بالمائة للصنف الأول.

وأدت السرعة الفائقة، وفق ذات المتحدث، إلى حدوث 117 حادث، تليها مخالفة تغيير الاتجاه بدون الإعلان عنه بـ 98 حالة، ثم عدم احترام المسافة الأمنية بـ 73حالة، فالتجاوز الخطير بـ 37 حالة.

في سياق ذي صلة، تم خلال السنة المنصرمة تسجيل أزيد من 68 ألف غرامة جزافية سدد منها ما يربو عن 50 ألف غرامة جزافية أي بنسبة 74.20% وهو ما يعادل 10.939 مليار سنتيم يضاف إلى إيرادات الخزينة العمومية وهو نتاج عمل وحدات المجموعة.

كما سجل انخفاض بـ (-3162) في عدد رخص السياقة المسحوبة باستخدام الرادار و هذا راجع لتغليب الجانب التحسيسي على الجانب الردعي، حيث برمجت ذات المصالح 782 حملة تحسيسية ساهمت في "تقليص" حوادث المرور لدى سائقي الدراجات النارية بنسبة 2.14 %.

و لتغطية شبكة الطرقات بإقليم الولاية، أكد الرائد بن غراب أنه تم تدعيم وحدات أمن الطرقات من طرف القيادة بمختلف المعدات و الوسائل التقنية من أجل تسهيل مهام الأفراد و تقليص عدد حوادث المرور تتمثل في المركبة العسكرية

المموهة مزودة بجهاز قياس السرعة (رادار)، أجهزة الكشف عن السيارات المبحوث عنها، أجهزة قياس نسبة الكحول في الدم بالإضافة إلى أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو عبر مختلف شبكة الطرقات ناهيك عن طلعات جوية من أجل مراقبة الطرقات و تسهيل حركة المرور أثناء وقوع الحوادث.

فيما تم خلال السنة الماضية و بالتنسيق مع السلطات المختصة الوضع في الخدمة لـ 254 كاميرا للمراقبة الالكترونية للمدن الكبرى والتي تستغل حاليا على مستوى مركز العمليات و مقر المجموعة في إطار مختلف التحقيقات بالإضافة إلى تسيير الاختناق المروري بالعاصمة في إقليم اختصاص الدرك الوطني، كما تستعمل أيضا في إطار الاستعلام.

 

  • ضرورة اتخاذ تدابير استعجالية بعد تسجيل ارتفاع في عدد الوفيات خلال شهر جانفي

على صعيد آخر شهد شهر يناير ارتفاعا في عدد الوفيات في حوادث المرور بتسجيل مالا يقل عن 151 وفاة وما يربو عن 5.300 جريحا في أزيد من 4.300 حادث مرور، حسبما أشارت إليه حصيلة استندت إلى الأرقام التي قدمتها مصالح الحماية المدنية، وهو ما يستوجب اتخاذ تدابير استعجالية وناجعة لاحتواء هذه الآفة.

فعلى الرغم من التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية بالإضافة إلى الحملات الإعلامية والتوعوية حول السلامة المرورية، تتواصل حوادث السير في حصد الضحايا بشكل شبه يومي، وانطلاقا من هذه المعاينة الخطيرة، كلّف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الوزير الأول، عبد العزيز جراد، بعقد مجلس وزاري مشترك في أقرب الآجال يُخصَصُ حصريا لدراسة آفة حوادث المرور.

لهذا سيكون على الحكومة "اقتراح إجراءات من شأنها الحد من هذه الكوارث التي أخذت أبعادا لا يمكن قبولها ولا التسامح معها في ظل الارتفاع الدائم والمقلق للكوارث على طرقنا إذ تكلف خسائر بشرية ومادية وتؤثر على الصحة العمومية وسلامة المواطن".

لم يشفع تشديد القوانين كذلك أمام تنامي الظاهرة، إذ بقي العامل البشري السبب الاول فيها خاصة نقل الأشخاص والبضائع، حيث وقع حادثان في ظرف زمني قصير مخلفين 17 قتيلا و 79 جريحا".

أدى الحادث الاول إلى موت 12 شخصا وجرح 46 آخرا على مستوى الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين اسطيل (الوادي) وأوماش (بسكرة)، بعد أن اصطدمت حافلتان نتيجة الافراط في السرعة، حسبما أكده مدير الحماية المدنية بالوادي، أحمد باوجي، أما الحادث الثاني فوقع في ولاية المسيلة حيث قضى خمسة (05) أشخاص نحبهم مع تسجيل 33 جريحا على اثر اصطدام شاحنة وحافلة لنقل المسافرين التي انقلبت على مستوى الطريق الوطني رقم 08 ببلدية ودائرة عين الحجل.

 

  • نحو إعداد مخطط وطني للنقل قصد التقليص من حوادث المرور

وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الفيديرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، بوشريط عبد القادر أهمية إعداد مخطط وطني للنقل في إطار المجهودات الرامية إلى تقليص حوادث المرور، وأوصى في هذا الصدد بوضع مخطط يضم كل نشاطات النقل (حافلات المسافات البعيدة والنقل الحضري وشبه الحضري وناقلي البضائع والسائقين الخواص) من أجل ضبط النقل وتقليص عدد حوادث المرور.

وبعدما دعا الى عقد جلسات وطنية حول حوادث المرور، أكد على أهمية تكثيف حملات التحسيس بمشاركة مختلف الفاعلين، معتبرا أن النقل "قضية الجميع"، وذكر بأن الجزائر تسجل سنويا حوالي 4.000 وفاة وما بين 40.000 و 45.000 جريح بسبب حوادث الطرقات.

ولدى تطرقه للعامل البشري مع عدم احترام قانون المرور، أشار بوشريط الى نقص تكوين السائقين وتدهور حالة الطرقات كأسباب رئيسة لحوادث المرور، ودعا في هذا الخصوص مدارس تعليم السياقة الى الصرامة في منح رخص السياقة والى ضمان تكوين فعال للمتربصين من أجل المساهمة في المحافظة على الأرواح. وفيما يتعلق بنقل المسافرين في المسافات البعيدة، دعا الى تعميم قاعدة سائقين اثنين للتداول وأخذ قسط من الراحة وبالتالي تفادي الحوادث التي غالبا ما تكون مأساوية، مبرزا أهمية تعزيز نظام المراقبة وتبني آليات فعالة للتحقق من السياقة (الآلات الرقمية لتسجيل السرعة والوقت).

ومن جانبها تسعى المندوبية الوطنية للسلامة المرورية (المركز الوطني للوقاية و الأمن عبر الطرقات سابقا) من خلال تنظيم قوافل تحسيسية حول مخاطر الطرقات بهدف ترسيخ ثقافة السلوكيات الصحيحة لدى مستخدمي الطرقات وتقليص عدد الحوادث بإشراك سائقين محترفين لتحسين ظروف أمن الطرقات في الوسط المهني.

ويتعلق الأمر أيضا بتوسيع حقل التدخل من خلال استهداف أقصى عدد من الولايات المبرمجة في كل قافلة تحسيسية وانجاز العديد من وسائط الاتصال وتكثيف برامج الاعلام والتحسيس عبر مختلف قنوات التلفزة و الإذاعة، ومن أجل ابقاء على التجند حول المسائل المرتبطة بأمن الطرقات ضاعفت المندوبية الوطنية للسلامة المرورية نشاطاتها خلال سنة 2019 لا سيما من خلال الحصص والومضات التلفزيونية و الاذاعية المخصصة لمختلف المواضيع زيادة على الوسائط البيداغوجية التي استعملت في مختلف المناسبات.

 

من نفس القسم محلي