دولي

أوتشا: الاحتلال هدم 8 مبانٍ واقتلع 147 شجرة زيتون بأسبوعين

واصل الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالأغوار

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت أو صادرت ثمانية مبانٍ في المنطقة (ج) والقدس المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين، بدعوى الافتقار إلى رخص البناء.

 

ذكر المركز في تقرير "حماية المدنيين" الذي يُغطي الفترة ما بين 24 كانون الأول/ديسمبر 2019 – 6 كانون الثاني/يناير 2020، أن عمليات الهدم أدت إلى تهجير 26 شخصًا وإلحاق الأضرار بـ 29 آخرين، وأوضح أن خمسة من هذه المباني، بما فيها ثلاثة مبانٍ قُدِّمت مساعدات إنسانية في وقت سابق، هدمت أو صودرت في تجمّعين رعويين يقعان في مناطق أغلقتها سلطات الاحتلال لغايات التدريب العسكري، أو في "مناطق إطلاق نار".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال اقتلعت في يوم 1 كانون الثاني/يناير، 147 شجرة زيتون، مما ألحق الأضرار بسُبل عيش ثماني أُسر فلسطينية من قرية الجبعة في بيت لحم.

ووفقًا لسلطات الاحتلال، كانت هذه الأشجار التي يتراوح عمرها من 25 إلى 30 عامًا تقع في منطقة مصنفة باعتبارها "أراضي دولة"، وأفادت إحدى الأسر المتضررة بأن اعتراضًا رفعته إلى ما تسمى "الإدارة المدنية الإسرائيلية" على اقتلاع الأشجار لم يجرِ البتّ فيه بعد، وفي يوم 2 كانون الثاني/يناير، صادرت السلطات الإسرائيلية مركبة رباعية الدفع كانت تُستخدم في نقل الطواقم والمعدات الطبية إلى عيادة متنقلة في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، واحتُجز طاقم المركبة بضع ساعات.

وبحسب تقرير "أوتشا"، فإن مستوطنين اقتحموا في يوم 5 يناير، منزلًا فلسطينيًّا في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، واعتدوا جسديًّا على فتًى فلسطيني يبلغ من العمر 17 عامًا وأصابوه بجروح، حيث يقع هذا المنزل في بناية استولى عليها المستوطنون في العام 2017، وأفاد بأنه في يوم 27 كانون الأول/ديسمبر، نُظِّمت آخر مظاهرة من مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" في العام 2019 في قطاع غزة، حيث أصيبَ ما مجموعه 50 فلسطينيًّا برصاص الاحتلال، من بينهم 26 طفلًا، بجروح، ونُقل 39 مصابًا منهم إلى المستشفيات، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وفي 15 مناسبة على الأقل، أطلقت قوات الاحتلال النيران التحذيرية في المناطق المحاذية للسياج الحدودي وقبالة ساحل غزة، كما نفّذت خمس عمليات توغّل وعمليات تجريف قرب السياج في مناطق بيت حانون، وبيت لاهيا، وخان يونس ورفح.

وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال 24 فلسطينيًّا، من بينهم طفلان على الأقل، بجروح في حوادث عدّة، حيث أصيبَ 13 خلال اشتباكات أثارها دخول مجموعات من الإسرائيليين برفقة الجنود إلى مدينة نابلس وقرية حلحول بالخليل لزيارة أماكن دينية فيهما.

وأوضح التقرير الأممي أن قوات الاحتلال نفذت خلال الأسبوعين الماضيين ما مجموعه 117 عملية تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة واعتقلت 140 فلسطينيًّا، من بينهم 10 أطفال، وسُجِّلت غالبية هذه العمليات في محافظة الخليل (35 عملية)، وتلتها محافظتا القدس (29 عملية) ورام الله (14 عملية).

 

  • الاحتلال يواصل الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالأغوار

على صعيد آخر يواصل الاحتلال إجراءات التضييق والاعتداء على الفلسطينيين القاطنين في مناطق الأغوار، من خلال التوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي والمعدات الزراعية هناك، فخلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي تم توثيق مصادرة الاحتلال لـ11 جرارا زراعيا وسيارة ومعدات زراعية في الأغوار، وبحسب الناشط عارف دراغمة؛ فإن الاحتلال يسيطر على حوالي 80 بالمائة من مياه الأغوار وأراضيها وحدودها.

وأكد دراغمة، في تصريحات صحفية، أن المستوطنين يسوّقون سياسة حكومة الاحتلال في الأغوار، فهناك عمليات بناء ومصادرة أراضٍ وتحريض مستمر ضد وجود السكان الفلسطينيين وأملاكهم، وتوجيه مؤسسات الاحتلال لتدمير مباني الفلسطينيين وخيامهم ومنعهم من التمدد.

وقال: "إنها سياسة باتت واضحة في ملاحقة السكان في مناطق عديدة في الأغوار، كان آخرها في منطقة رأس العوجا ومنطقة الشلال خاصة"، ولفت دراغمة إلى أطماع المستوطنين في الاستيلاء على مصادر النبع الرئيس وعمليات الحفر في أعماق الأرض والتمدد الاستيطاني المتسارع في الموقع.

وشدد على أنها مخططات مبرمجة تنفذها كل مؤسسات الاحتلال، "والهدف واضح؛ تقويض المواطن الفلسطيني وحرمانه من حقه في الوجود"، ويشار إلى أن مناطق الأغوار الفلسطينية على امتداد مساحتها البالغة 720 ألف دونم يعدها زعماء الاحتلال السياسيين جزءا من الحدود الشرقية لـ"إسرائيل".

وعلى مدار الأعوام الماضية، حول الاحتلال ما يزيد على 400 ألف دونم في الأغوار إلى مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك فيها، وأنشأ الاحتلال 97 موقعاً عسكرياً في الأغوار، كما ملأ المئات من الدونمات الزراعية بالألغام الأرضية، حتى باتت بعض تلك المناطق الملغمة محاذية لبعض التجمعات السكنية البدوية، مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح، فهي موجودة بين منازلهم وفي مراعيهم، بل وبالقرب من مصادر المياه.

وفي الـ10 من أيلول/سبتمبر الماضي تعهد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بضم الأغوار وشمال البحر الميت إلى "إسرائيل"، وتلا هذا التعهد تسارع وتيرة الاستيطان في منطقة الأغوار ومحاولات الاحتلال طرد سكانها منها، والأربعاء الماضي، أعلن وزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بينيت، ضم مناطق "ج" في الضفة الغربية المحتلة لـ"إسرائيل"، وتشكّل منطقة الأغوار المساحة الكبرى من هذه المناطق.

 

من نفس القسم دولي