محلي

تلمسان: رياضة المشي، ممارسة رياضية وترفيهية في انتشار

الاكتشافات، المغامرة والتحدي الرياضي

أصبحت ممارسة رياضة المشي في الغابات والجبال بولاية تلمسان، في السنوات الأخيرة، مألوفة ومنتشرة وفي تزايد من حيث الانخراط من مختلف الفئات العمرية والأوساط الاجتماعية.

فبالنسبة للبعض ،تعتبر رياضة المشي بمثابة رياضة حقيقية في هواء الطلق بينما يعتبرها الآخرون وسيلة للترفيه والتسلية والاكتشاف، وقد أضحت هذه الممارسة مجالا واعدا إلى درجة أن ولاية تلمسان شهدت في السنوات الأخيرة إنشاء العديد من الجمعيات في هذا التخصص مثل "المغامرة" و"السياحة والمشي على الأقدام بتلمسان" و"المتجولون أصدقاء الغابة" وغيرها.

وتعمل هذه الجمعيات على تلبية الاحتياجات المعبر عنها من قبل السكان والتي أدت أيضا إلى إنشاء رابطة للرياضات الجبلية والطبيعة التي تعمل على تحسيس المواطنين على ممارسة هذا النوع من النشاطات التي تهدف بدورها إلى حماية البيئة الطبيعية للولاية.

وأشار كل من ليلى ومراد، مسؤولان بجمعيات ناشطة في هذا المجال، أن الأنشطة المنظمة تستهدف أيضا حملات تنظيف الغابات والمشاركة الفعالة في حملات التشجير خاصة تلك المنظمة في نهاية العام المنصرم.

وفي هذا الإطار قامت ولاية تلمسان مع جميع الشركاء من محافظة الغابات والحظيرة الوطنية بغرس إلى غاية اليوم 20 ألف شجيرة في المساحات الخضراء على مستوى المؤسسات العمومية والجامعية وكذا في الغابات.

ويرى رئيس رابطة الرياضات الجبلية زروقي أن "الهدف الرئيسي من المشي هو التعريف بهذه الرياضة وتحسيس المواطنين على ضرورة احترام البيئة من خلال ميثاق المتجول. ويتعلق الأمر أيضا بالتعريف بالإمكانات السياحية البيئية التي تستكشف عن طريق المشي بالأقدام عبر مختلف مناطق الولاية".

مع نهاية كل أسبوع أو خلال العطل تنظم رحلات للمشي بحضور العشرات من المشاركين بالغابات على غرار غابة أحفير الواقعة غرب تلمسان أو نحو الشواطئ مثل بربجاني التي تضم مناظر طبيعية خلابة حيث يستمتع الأشخاص المسنين والشباب من الجنسين بثراء الطابع النباتي والحيواني التي تخفيها هذه المناطق.

وقال أسامة، طالب في علم البيولوجيا ومتجول لوأج أنه "مندهش" من كل ما اكتشفه من حوله. "منذ أن بدأت القيام بخرجات في الهواء الطلق وأمضي أيامًا كاملة في الطبيعة، أشعر براحة أكثر في نفسي وبدني. إنها لحظات من السعادة لا توصف".

وذكر الدكتور عون الله حسين في هذا الصدد بأن رياضة المشي تساعد أيضا على "محاربة القلق وتحسين أكسجنة الدماغ. كل هذا يساهم في رفاهية الفرد".

وتعتبر جبال وغابات بني سنوس وبني بهديل وصبرة وسيدي مجاهد وعين فازا وعين بني عد من المواقع والوجهات المستقطبة لهذا النوع من الرياضة.

من جهة أخرى تطمح رابطة الرياضات الجبلية والطبيعة لتلمسان إلى تطوير العديد من التخصصات الرياضية على غرار التسلق والسباق الموجه في هذه المناطق حيث أنه من المشاريع المبرمجة لهذه الرابطة خلال الشهر الجاري تنظيم منافسة دولية للسباق الموجه والتي ستسمح بتحفيز السكان على ممارسة هذه النشاطات التي ليست لها فقط تأثيرات إيجابية من قبل رياضي المشي ولكن أيضا كوسيلة للتجديد الفكري والروحي، وبالنسبة لرئيس رابطة الرياضات الجبلية فإن "المشي هو نشاط كامل إلى حد ما يجمع بين الاكتشاف، المغامرة والتحدي الرياضي واللقاءات البشرية ".

 

من نفس القسم محلي