دولي

الاحتلال يعلن التأهب ويغلق "جبل الشيخ" بعد اغتيال سليماني

"إسرائيل" تشدد الحماية على سفاراتها حول العالم

رفع الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب عند الحدود مع لبنان وفي هضبة الجولان المحتلة؛ تحسبا لأي رد في أعقاب اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد صبيحة الجمعة الماضية، وقال جيش الاحتلال، في بيان: إنه "إثر تقييم للوضع تقرر عدم فتح موقع جبل الشيخ للزوار اليوم، ولا توجد تعليمات أخرى لسكان الجولان والمنطقة، والوضع العادي مستمر".

 

وإثر هذا الحادث ترأس وزير الحرب الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مداولات لتقييم الوضع الأمني في مقر وزارة الحرب في "تل أبيب" وبمشاركة رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، كذلك قطع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، زيارته إلى اليونان، وعاد إلى "إسرائيل" مباشرة بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش قتل سليماني بناء على تعليمات الرئيس دونالد ترمب، وادعى البنتاغون أن "سليماني وفيلق القدس التابع له، مسؤولان عن مقتل مئات من القوات الأميركية وقوات التحالف".

هذا وتوعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بـ"انتقام صعب في انتظار المجرمين" في أعقاب اغتيال سليماني، وأضاف أنه "يعرّف جميع الأصدقاء وكذلك الأعداء، أن خط جهاد المقاومة سوف يستمر في تحفيزه مضاعفًا"، وشدد على أن "فقدان هذا القائد العزيز والغالي أمرٌ مرّ"، لكن "استمرار الكفاح وتحقيق النصر النهائي سيجعل القتلة والمجرمين أكثر مرارة"، حسب تعبيره، وأعلن الحداد العام في إيران لثلاثة أيام.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عبر "تويتر": إن اغتيال سليماني هو تصعيد خطير للغاية، ويتسم بالحماقة، وأضاف أن واشنطن تتحمل المسؤولية عن تبعات مغامرتها المارقة، وقال: "إننا سننفذ كل ما سيتخذه مجلس الأمن القومي للرد على اغتيال سليماني".

واستدعت الخارجية الإيرانية السفير السويسري، راعي المصالح الأميركية في طهران؛ احتجاجا على اغتيال سليماني، من جانبه توعّد رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، الولايات المتحدة بـ"الانتقام" لمقتل سليماني، وقال في تغريدة في "تويتر": إنّ "سليماني انضمّ إلى إخوانه الشهداء، لكنّنا سننتقم له من أميركا شرّ انتقام".

وقررت خارجية الاحتلال الإسرائيلي، تشديد إجراءات الحماية حول السفارات الإسرائيلية في الخارج، وذلك بعد ساعات من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بصواريخ أمريكية في بغداد، وذكرت القناة "12" العبرية أن القرار يشمل أيضاً تعزيز الإجراءات والحفاظ على اليقظة في المصالح الإسرائيلية في الخارج بالإضافة إلى مناطق الجاليات اليهودية والمراكز العامة.

وفي السياق أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعميماً لأعضاء حكومته بعدم التطرق لعملية اغتيال سليماني.

في حين أدانت فصائل فلسطينية بشدة عملية الاغتيال التي أسفرت عن استشهاد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في قصف استهدفهم في مطار، فقد وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عملية اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني؛ قائد فيلق القدس الإيراني بـ"العربدة والجريمة الأمريكية"، وشددت حركة حماس -في بيان- أن الولايات المتحدة وعبر جريمتها "مستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة خدمة للعدو الصهيوني المجرم"، وقالت: إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها.

وتقدمت حماس بـ"خالص التعزية والمواساة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني باستشهاد اللواء قاسم سليماني أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين"، ونبهت إلى أن سليماني "كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات"، وجاء في البيان: "وإذ تنعى الحركة القائد سليماني وشهداء الغارة الأمريكية هذا اليوم، فإنها تتقدم بالتعزية للشعب العراقي الشقيق باستشهاد عدد من أبنائه جراء الغارة الأمريكية الغادرة".

كما تقدمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالعزاء لمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، وإلى الشعب الإيراني، باستشهاد اللواء قاسم سليماني، مؤكدة "أننا سنسير معا في مواجهة هذا العدوان"، وقالت الحركة، في بيان: "بمزيد من الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الحزن، تنعى حركة الجهاد علما كبيرا، وقائدا فذا لم يجاره في موقفه وفي جهاده أحد منذ عقود في فلسطين وفي المنطقة"، وأضافت أن الشهيد سليماني استهدفته يد العدوان الأمريكي الصهيوني، يد الشيطان الأكبر، وهو في خطوط المواجهة مع هذا الشيطان، وارتقى شهيدا.

كما عبّرت الجهاد عن مزيد من الحزن والأسى العزاء للشعب العراقي باستشهاد القائد أبو مهدي المهندس، والذي كان له دور بارز ومميز في قيادة قوى المقاومة العراقية الباسلة، في مواجهة القوات الأمريكية الغازية للعراق، وأحد رموزها الذين عملوا على تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي، وأكدت وقوف الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة بجانب الشعب العراقي حتى تحرير العراق وتحرير فلسطين.

وجددت تمكسها بخيار المقاومة ومحور المقاومة الذي يدعم فلسطين مقاومة وشعبا، وفي سياق متصل، قالت حركة "الصاعقة": إنّها تلقت ببالغ من الحزن والأسى نبأ استشهاد قائد فيلق القدس الإيراني الشهيد قاسم سليماني والمجاهد الكبير أبو مهدي المهندس نائب هيئة الحشد الشعبي رموزا كبيرة في الأمتين العربية والاسلامية وكنوزا واقعية لخط المقاومة في وجه العدو الأمريكي والصهيوني والذين استهدفهم العدو الأمريكي بغارة إجرامية في العراق، وأوضحت أن القائد سليماني له الدور الأكبر في تعزيز دور محور المقاومة، وقدم الدعم الكبير للمقاومة في فلسطين والعراق ولبنان ضد العدو الأمريكي والصهيوني.

كما نعت حركة المجاهدين، في بيان صحفي صدر عنها، اللواء سليماني، ومن معه، الذين قضوا في استهداف موكبهم بالقرب من مطار بغداد، وقالت: إن عملية استهداف القادة الشهداء هي عدوان أمريكي متعمد على الأمة لتأجيج نار الحرب في الشرق الإسلامي خدمة للمشروع الصهيوني التمددي، وهي حماقة أمريكية غير مدروسة العواقب بحق محور المقاومة وقياداتها.

 

من نفس القسم دولي