محلي
طريق شجرة الزيتون لترقية السياحة الريفية بتلمسان
التكوين ضرورة لا مناص منها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 جانفي 2020
شهدت السياحة الريفية في ولاية تلمسان ديناميكية حقيقية خلال سنة 2019 مع طموح إلى تثمين الموارد الحالية لتحقيق تنمية محلية مستدامة، وضمن هذا المنظور، يندرج مشروع طريق شجرة الزيتون الذي بادرت به ملحقة تلمسان العام الماضي, ضمن برنامج العمليات النموذجية للتنمية الزراعية والريفية في الجزائر. وقد حظيت المبادرة بشغف كبير بين سكان المناطق الريفية، وخاصة أصحاب المشاريع السياحية المحتملين.
ويشمل المسار السياحي المسطر 12 بلدية وهي صبرة وبوحلو وسيدي مجاهد، وبني سنوس، والعزايل ، وبني بحدل ، وبني مستار ، وسبدو، وعين غرابة، وتيرني، والمنصورة وتلمسان. ويهدف الى تثمين شجرة الزيتون، المنتوج الرئيسي لهذه المناطق، وبالتالي زيت الزيتون المشهور في هذه المناطق، مثلما أبرزه مسؤول بالمديرية المحلية للسياحة.
في خضم هذا المشروع، فإن العديد من المنتجات الحرفية والزراعية التي "تدور" حول شجرة الزيتون سيتم ترقيتها من أجل خلق بيئة سياحية جذابة وتسليط الضوء على المنتجات الطبيعية المحلية, وفقا لما صرح به حاج ميمون فارس.
وسمح العمل الأول في هذا المجال بإحصاء القدرات المتوفرة وتحديد حاملي المشاريع لإطلاق هذا النوع من السياحة الريفية.
وتقترح هذه المشاريع المتعددة إنشاء منازل ريفية للإيواء وخدمات الإطعام التقليدي في مناطق مختلفة من الولاية وغيرها من المشاريع.
ومن أجل ضمان تكوين لحاملي المشاريع المعنية، تم تنظيم العديد من الدورات لصالحهم من طرف البرنامج المذكور ومديرية السياحة المحلية والجمعية الوطنية للتفكير والتبادلات والعمليات من أجل البيئة.
وتم تنظيم ورشات عمل حول المؤسسات الريفية والتسويق السياحي والترويج والتبادلات وتأهيل المنتجات المحلية طوال عام 2019، فضلا عن دورات أخرى في تربية النحل وفن الطهي التقليدي. كما تم القيام بحملة إعلامية حول الإقامة عند الساكن لشرح القوانين المنظمة لهذا المجال.
وتمكن منشطو برنامج العمليات النموذجية للتنمية الزراعية والريفية في الجزائر من تكوين ومرافقة 12 مستشارا لتطوير الأقاليم بتلمسان. ويتعلق الأمر بإطارات من مختلف الهيئات المحلية المشاركة في التنمية الريفية من خلال قطاعات مختلفة (الفلاحة والغابات والسياحة والصناعات التقليدية والتكوين المهني والنشاط الاجتماعي).
وأوضح مسؤول البرنامج، رضا علال، أن هذه الإطارات ستكون مسؤولة عن التكوين والتنشيط والتفاعل مع جميع الفاعلين في مجال تنمية المناطق الريفية. كما سيشاركون أيضًا في تصميم وتنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتنشيط الإقليم.
ينتظر أن يكون المشروع الأول المسجل في هذا الإطار جاهزًا في ربيع 2020.ويتمثل في أول مرفق استقبال ريفي في الولاية ويقع في بلدة أولاد بوخريس.وتعمل صاحبة المشروع شريفة بوخريس على قدم وساق لاستكماله لتحويل منزلها الريفي إلى موقع سياحي يقدم أيضًا المأكولات التقليدية.
وصرحت في هذا السياق قائلة "أنا مصممة على إنجاح مشروعي الذي أوليه أهمية خاصة", مبدية في نفس الوقت اعتزازها بثراء وجودة فنون الطهي المحلية.
وأضافت هذه المرأة الريفية التي تنوي أيضاً اقتراح جولات لهواة تسلق الجبال: "هدفي هو منح الفرصة للسياح لاكتشاف منطقتي ما يسمح لهم بالتمتع بالجمال الطبيعي للمنطقة وزيارة جبال تنوشفي، وهو مكان تاريخي شهد أحداث بارزة خلال حرب التحرير".
كما يجري إنجاز منزل الضيوف لمحمد بلقاضي في منطقة عين دوز، حيث أن هذا المشروع يصبو لنفس الهدف المتمثل في تشجيع السياحة الريفية.
وتلفت مديرية السياحة النظر الى أن هناك مشاريع أخرى مبرمجة ويمكن أن تضمن نجاحا مهما للسياحة المحلية. ومن بينها عيد شجرة الزيتون الذي سيتم إضافته إلى العديد من التظاهرات المماثلة على غرار عيد الكرز، وكرنفال أرياد لبني سنوس وحفل يناير الذي يمثل بداية العام الأمازيغي.
ومما لا شك فيه، أن العالم الريفي يبشر بمستقبل واعد بعد تجسيد جميع مشاريعه السياحية وغيرها من العمليات الأخرى التي ستعطي بعدًا إضافيًا للثراء التراثي والتاريخي والاجتماعي والحرفي والثقافي الذي تشتهر به تلمسان.