دولي
هكذا حوربت المواقع الإخبارية الفلسطينية في 2019
الاحتلال عمل بالاتفاق مع إدارات فيسبوك على محاربة المحتوى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2019
منذ سنوات انطلاقته الأولى عام 1997 تعرض "المركز الفلسطيني للإعلام" والمواقع التابعة له، لحربٍ متزامنة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بلغت ذروتها عام 2019.
ومنذ انطلاقته أولَ موقع إخباري فلسطيني متخصص في القضية الفلسطينية، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ينقل هموم وآلام شعبنا في سبيل استرداد حقوقه، تعرضت سيرفراته وحواضنه للمهاجمة والقرصنة والإغلاق، وتفنن مهندسوه في رد الكيد وحماية الرسالة من السقوط.
إلا أن 2019 كان عامًا مغايرًا؛ حيث شهد هجمة مسعورة ضد مواقع "المركز الفلسطيني للإعلام"، وصفحاته المختلفة، في محاولة بائسة لحجب حقيقة تُبث بـ8 لغاتٍ حيّة للعالم بأسره.
-
شبكة فلسطين للحوار
ففي أكتوبر 2019، أصدرت محكمة برام الله تابعة للسلطة الفلسطينية، قرارًا يقضي بحجب 59 موقعًا إلكترونيًّا في فلسطين، تحت ذرائع واهية، من أبرزها شبكة فلسطين للحوار التابعة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".
ووفق قرار المحكمة -الذي جاء بناء على طلب من النيابة العامة التابعة للسلطة-؛ يرجع السبب وراء حجب هذه المواقع إلى: "نشر ووضع عبارات وصور ومقالات عبر الشبكة العنكبوتية من شأنها تهديد الأمن القومي والسلم الأهلي، والإخلال بالنظام العام والآداب العامة، وإثارة الرأي العام الفلسطيني"، وفق زعمها.
وذكرت النيابة العامة التابعة للسلطة أن أسباب الحجب تعود إلى أن المواقع تقوم بـ"التهجم والإساءة" لرموز في السلطة الفلسطينية، ونشر مواد تشكل تهديدًا للأمن القومي، على حد زعمها.
ويُلاحظ أن قرارات الحظر تلك، لا تشتمل مواقع إخبارية وصفحات تتبع لأجهزة الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، والتي تبث سمومها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وتروج الأكاذيب ضد قضيته العادلة.
وهذه ليست القرارات الأولى التي تصدر عن قضاء السلطة الفلسطينية، فقد صدر قرار مماثل عام 2017 بحظر موقع "المركز الفلسطيني للإعلام".
كما تعرضت صفحات شبكة فلسطين للحوار -تأسست عام 2001- عبر "فيسبوك" لحرب شرسة من إدارة الموقع الشهير، منذ تأسيس أول صفحة لها عام 2010؛ حيث وصل عدد متابعيها إلى نصف مليون، وكانت من أهم الصفحات وأكثرها رواجا، حتى حذفت بعد عام من إنشائها؛ بدعوى "انتهاك معايير المجتمع".
ولم تتوقف الشبكة، وجددت انطلاقها على منصة فيسبوك، التي تعد الأشهر من بين مواقع التواصل الاجتماعي، وأنشأت صفحة جديدة استطاعت أن تجذب ربع مليون متابع إليها بعد 4 أشهر فقط. لم تستمر الصفحة الثانية إلا أشهرًا عدّة حتى حذفت أيضًا، وأُنشئت أخرى ثالثة وحذفت كذلك بعد شهرين.
ثم اتخذت إدارة الشبكة قرارًا بإنشاء صفحة جديدة باسم وشعار مختلفين، وانطلقت باسم "فلسطين نت"، وواصلت مسيرتها بدعم الحق الفلسطيني وفضح انتهاكات المحتل الصهيوني، وعند وصولها إلى 100 ألف متابع حذفت.
ثم أُنشئت صفحة ثانية باسم "فلسطين نت"، وحذفت بعد شهر من إنشائها، فاتخذت إدارة الشبكة مجددًا قرارا بإنشاء صفحة تحمل اسما وشعارا جديدين، فكانت "إيلياء ميديا".
ورغم الحرص الشديد من القائمين على الصفحة بالحفاظ على "معايير" النشر والابتعاد عما يعده فيسبوك مخالفًا، إلا أن الصفحة حُذفت، فيما بات واضحًا أن هذا الموقع يتّبع سياسة محاربة الصفحات الداعمة للمقاومة إما بالحذف، أو بالحجب، بغض النظر عن موافقة المنشورات لما ينادي بها من معايير أم لا.
وبعد محاولات عديدة قامت بها الشبكة من أجل الحفاظ على مكان لها في هذه المنصة الإعلامية أنشأت صفحة باسمها وشعارها الرسمي مؤخرًا، إلا أن التنبؤ بمصيرها أصبح سهلا.. نعم حُذفت من جديد!
-
المركز الفلسطيني للإعلام
كما حذف موقع "فيسبوك" في أكتوبر صفحة "المركز الفلسطيني للإعلام"؛ ضمن تصاعد محاربة المحتوى الفلسطيني على شبكة التواصل الاجتماعي، على الرغم من تجاوزها الـ5 مليون متابع.
وقالت إدارة المركز: "إن موقع "فيسبوك"، حذف في خطوة مفاجئة ودون إنذار مسبق صفحة المركز الموثقة بالعلاقة الزرقاء، وبها قرابة 5 ملايين متابع، دون أي مبرر".
وطالب "المركز الفلسطيني للإعلام"، إدارة "فيسبوك" بالتراجع عن حجب الموقع، والتوقف عن محاربة المحتوى الفلسطيني على الشبكة الدولية، وأشار إلى أن حذف الصفحة جاء رغم التزامها بالمعايير المعلنة من "فيسبوك".
وأكد المركز أنه سبق وإن اضطر لوقف النشر المؤقت عبر صفحته بعد حظر إدارة الفيس حسابات عدد من مديريها، في خطوة عدّها مراقبون في حينه أنها محاولة من موقع التواصل العالمي لـ"محاصرة المحتوى الفلسطيني على الشبكة".
كما تلا هذه الخطوة المفاجئة حذف الصفحتين البديلتين لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، في مسلسل هجومي ضد المحتوى الفلسطيني، إلا أن إدارة الموقع أنشأت صفحة جديدة وأكدت "مستمرون رغم الحظر".
وكانت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اتفقت مؤخراً مع سلطات الاحتلال الصهيوني على إزالة صفحات لشخصيات ومواقع إلكترونية فلسطينية بدعوى "التحريض".
ورغم كل تلك المحاولات، يؤكد الموقع من خلال عمله أنه منحاز لحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، ويأخذ على عاتقه الوقوف إلى صف الوطنيين الأحرار المدافعين عن الأرض والمقدسات في وجه الاحتلال الصهيوني الغاشم.
ويتبنى الموقع سياسات تحريرية ترتكز على المصداقية والتوازن والدقة في نقل الأحداث، على الرغم من الصعوبات والتحديات الحقيقية التي يواجهها في الميدان.
ويشكو الفلسطينيون من أن "إسرائيل" تعمل -بالاتفاق والتعاون مع إدارات مواقع التواصل، خصوصا فيسبوك- على محاربة المحتوى الفلسطيني، وفي مقدمتها عمليات حظر واسعة لحسابات صحفيين ونشطاء فلسطينيين بدعوى التحريض على "الإرهاب".