دولي

استعراض عسكري للقسام في ذكرى انطلاقة حماس

لطالما كانت مسيرة الجهاد ممتدة على ثرى هذه الأرض المباركة، وكان عضد الجهاد فيها حُلَقاً مترابطةً دونما انحلال، ارتباطٌ تفرضه طهارة البندقية وأخوة الدماء، وفي هذه الأيام تمر ذكرى ميلاد إحدى هذه الحلقات البارزة في حلقات الجهاد في فلسطين، حلقةً تلقى تأييد جمهورٍ كبير من جماهير شعبنا الفلسطيني. حلقةٌ آثرت أن تعنون نفسها بالمقاومة الإسلامية، فكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس.

هي الحركة التي استشهد مؤسسها وكبار قادتها، فحظيت من البركة ما تحظى به الحركة التي يستشهد أمينها العام، فكانت دماء الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومن قبلهم المقادمة وغيرهم وقوداً تنمو به هذه الحركة العريقة في أوساط المجتمع.

هذه الحركة التي أُعِزت بالسلاح والمقاومة والجهاد، لا زال قبس النور فيها حاضراً ونيراً بوجود الإخوة الكرام العظام في كتائب القسام التي قدمت ولا زالت تقدم خيرة قادتها ومجاهديها وأبناءها. فمنها خرج يحيى عياش مهندس المتفجرات الفذ التي زلزلت عبواته قلب الكيان المحتل، ومنها بزغ نور صلاح شحادة المسؤول عن عديد العمليات التي هزت أمن الكيان، ومنها أيضاً الشهداء محمود أبو الهنود وأحمد الجعبري و رائد العطار ومحمد أبو شمالة، وآخرهم الشهيد القائد/ نور بركة الذي أجهض بنوره خفافيش الظلام التي كانت تعبث بأمن المقاومة ومقدراتها، وكان استشهاده خير رسالة أمام خيارات التسوية والاحتواء.

إن كتائب القسام التي لقنت الاحتلال درساً لن ينساه في حروب ثلاثة وجولاتٍ تصعيدية أخرى، تشكل انجازا وطنيا وإسلاميا نعتز به ونباهي به، ونحن على يقين أنها تعد في الخفاء ما يقلق راحة هذا الاحتلال كما دأبنا عليها دائماً. ولكلٍ من اسمه نصيب فكان للقسام نصيبٌ من الشيخ القسام الذي قضى عمره عالماً مجاهداً قائداً عسكرياً مقاتلاً، قادماً من بلاد الشام إلى فلسطين، مرسلاً رسالة أن المقاومة لا يحدها زمان ولا مكان ولا جنسيات ولا حسابات، فالمقاومة التي تمثل اليوم المحور الاعتدالي المضاد للمحور المنحرف الإمبريالي المفتقر للأخلاقية والإنسانية الذي تترأسه رأس الأفعى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب ومن لف لفهم.

إن المقاومة في فلسطين عامةً وفي قطاع غزة خاصةً مثلت أنموذج التطور الفريد رغم سنين الحصار الطويلة المفروضة عليها وعلى أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي تجرع ويلات التضييق والخناق مشكلاً حاضنة المقاومة ودرعها الحصين وشجرتها التي أنبتت أبناءها الثائرين المقاومين من أبناء سرايا القدس وكتائب القسام، والذين أكدوا على إخوة الدم والسلاح في مواطن كثيرةٍ اختلطت فيها مهجهم وأرواحهم حتى أضحوا جميعهم شهداء الامتثال العبودي لله الحق القائل:" وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا" سورة النساء (75)

 فمن رحم القسام خرج الشهيد المهندس/ محمد الزواري بطيرٍ أبابيل من تونس، واستشهد أحد أبرز قادتها محمود المبحوح في الخليج العربي، فكانت مزيجاً إسلامياً عربياً موافقاً للفطرة السليمة للشعوب الثائرة، فنالت ثقةً غير مسبوقة على المستوى العربي والإسلامي.

وختاماً، بوركت هذه الانطلاقة، انطلاقة من أسر شاليط وحفظه سنيناً عجافاً، وأنجز صفقة وفاء الأحرار وأسر هدار جولدن وشاؤول أرون وأبراهم منجستو، بوركت انطلاقة من مرغ أنف موقع ناحل عوز بالتراب تحت أيدي أبناء غزة وأذل موقع أبو مطيبق وحطم أسوار إيرز ودمر أركان كرم أبو سالم،  بوركت انطلاقة من جعل أمواج البحر التي تعرف غاصبها تضرب زيكيم بكوماندوز بحري يكاد يضاهي كوماندوز الجيوش النظامية، بوركت انطلاقة من أمطر ويمطر سماء تل أبيب والقدس وحيفا وأسدود وبئر  السبع وديمون بحجارة السجيل، بوركت انطلاقة الإخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وذراعها العسكري الشقيق كتائب القسام.

كل عامٍ وجماهير كتائب القسام بألف خير، كل عامٍ والشعب الفلسطيني بألف خير، كل عامٍ ونحن من نصرٍ إلى نصر ومن جهادٍ إلى جهاد ومن عزٍ إلى عز، والله أكبر والعزة للإسلام والمسلمين.

 

من نفس القسم دولي