دولي
العدوان الأخير على غزة.. 30 وحدة مدمرة كليًّا و500 جزئيًّا
انتقادات في تل أبيب لإدارة جولة التصعيد الأخير في غزة
- بقلم
- نشر في 16 نوفمبر 2019
بلغت الحصيلة الأولية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قرابة 500 وحدة سكنية متضررة جزئيًّا، في حين بلغت عدد الوحدات السكنية التي دمرت كليًّا وبشدة 30 وحدة، ووفق وزارة الأشغال؛ فإن عدد التقديرات الأولية المالية لحجم الخسائر التي لحقت المساكن والمنشآت بلغت مليونيْ دولار، وأكدت الوزارة وقوفها عند مسؤولياتها في التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني وأصحاب المنازل المدمرة.
دعت الوزارة المؤسسات والجهات المانحة للقيام بدورها في تقديم الدعم المالي اللازم لإعادة الإعمار ولإغاثة وإيواء الأسر التي فقدت منازلها في هذا العدوان، ودعت المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لضرورة توفير الحماية للمنشآت السكنية والمدنية، وتحمل مسؤولياتهم للتدخل العاجل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.
واستنكرت هذا العدوان الغاشم بحق المدنيين والعزل من أبناء الشعب الفلسطيني واستهداف المباني السكنية، ودعت "الأشغال" المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للوقوف عند مسؤولياتها جراء انتهاك الاحتلال الإسرائيلي جميع الأعراف والقوانين الدولية.
وجهت قيادات سياسية وجنرالات في الاحتياط انتقادات إلى أداء المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب، في خلال المواجهة الأخيرة مع حركة "الجهاد الإسلامي" بقطاع غزة، وحذّر يائير لبيد، وزير المالية السابق، والرجل الثاني في تحالف "كاحول لفان" الذي يتولى هذه الأيام مشاورات تشكيل الحكومة في إسرائيل، من أنّ التفاهم مع حركة "الجهاد الإسلامي" سيقود إلى جولة مواجهة جديدة، لن تقف فيها حركة "حماس" مكتوفة الأيدي.
ونقل موقع صحيفة "معاريف"، عن لبيد قوله إن جولة التصعيد الأخيرة "لم تسهم في تحسين قوة الردع الإسرائيلية، على اعتبار أنّ مستوى الشعور بالأمن الشخصي والجماعي لم يتحسن لدى المستوطنين في الجنوب"، ولفت إلى أنّ "الإنجاز الاستخباري والعملياتي الرائع" المتمثل بكشف مكان وجود القيادي في "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد" بهاء أبو العطا واغتياله "لم يؤثر بوعي الجمهور الفلسطيني والجمهور الإسرائيلي".
أما النائب بوعز هندل، المحسوب على الجناح اليميني في "كاحول لفان"، فرأى أنّ جولة التصعيد الأخيرة "انتهت بالتعادل، فنحن صفّينا عدداً من الإرهابيين، وهم شلّوا نصف الدولة"، على حد تعبيره، وفي تغريدة كتبها على حسابه على "تويتر"، قال عاموس يدلين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يرأس حالياً "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إنّ "نتائج الجولة لم تغير حقيقة أنّ القوة الصاروخية التي تملكها الفصائل الفلسطينية ستظل قادرة على شلّ الاقتصاد وأنماط الحياة الاعتيادية في إسرائيل، وتحديداً في منطقة الجنوب".
ووصف يدلين قرار الحكومة والجيش وقف العملية التعليمية والنشاط التجاري في منطقة "غوش دان" وسط إسرائيل، التي يقطنها أكثر من 3 ملايين إسرائيلي بأنّه "هدف ذاتي".
من ناحيته، انتقد يورام كوهين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، قرار قيادة الجبهة الداخلية في الجيش، وقف الأنشطة التجارية والمصانع في منطقة "غوش دان"، محذراً من أن هذا القرار "يؤثر سلباً بوعي الجمهور الإسرائيلي".
أما الكاتب غدعون ليفي، فقد لفت إلى أنّ "تصفية القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وما تبعها من عمليات، لن يحل مشكلة إسرائيل الأمنية، على اعتبار أنّ تواصل الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل محفزاً رئيساً لكثير من الفلسطينيين لاستهداف إسرائيل".
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، تساءل ليفي: "ماذا أفادت سياسة الاغتيالات إسرائيل، فهذه السياسة لم تجعلنا أكثر أمناً، ولن تسهم في تحسين الواقع الأمني في الجنوب، ولن تفضي إلى تعزيز قدرة الجيش على الردع"، وتساءل: "ماذا حققنا من اغتيال أحمد ياسين، وأحمد الجعبري وغيرهما، ففي كل مرة نتخلص من أحدهم يحلّ مكانه آخر أكثر تطرفاً منه"، على حد قوله.