دولي

"سرايا القدس": لن نسمح بعودة الاغتيالات ووقف هذه الجولة بيدنا

المقاومة قصفت عدّة مدن رئيسية ردّاً على الاغتيال

"الجهاد" ترفض وساطات التهدئة قبل "الرد الكامل" على اغتيال أبو العطا

أكدت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أنها لن تسمح بعودة سياسة الاغتيالات واستهداف كوادر المقاومة الفلسطينية والمدنيين العزل في قطاع غزة، وقال المتحدث العسكري باسم "سرايا القدس"، أبو حمزة، في كلمة مصورة، إن المؤكد والمحسوم أن الساعات القادمة ستضيف عنواناً جديداً إلى سجل الهزائم الخاص برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مشدداً على أنه لم يجلب للإسرائيليين سوى الدمار والحرب والخراب.

حمل أبو حمزة، في كلمته، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات قراره، الذي وصفه بـ"الغبي"، باغتيال قيادة المقاومة من خلال استهدافه للقيادي البارز في السرايا بهاء أبو العطا في غزة، ومحاولة اغتيال رئيس الدائرة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري بدمشق، وأضاف: "نقول للعدو وبكل يقين أنك ربما نجحت في بدء هذا العدوان على شعبنا ومقاومتنا لكنك لن تستطيع مهما فعلت أن تحدد شكل وتوقيت نهاية هذه الجولة من المعركة المفتوحة معك"، داعياً المستوطنين والإسرائيليين لعدم الاستماع لقيادتهم كون القرار بات بيد سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.

وشدد المتحدث العسكري باسم السرايا على أن "المقاومة لن تسمح بالمطلق بإعادة سياسة الاغتيالات، وستترجم ذلك ميدانياً وعسكرياً على الأرض، وسيرى الاحتلال نتيجة اغتيال قادة وكوادر المقاومة"، واستشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء على بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد شهداء قطاع غزة إلى 10 إضافة إلى إصابة ما يزيد على ثلاثين آخرين بجراح مختلفة، وفق إعلانات متتابعة من وزارة الصحة في غزة.

وفجر الثلاثاء الماضي، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد القيادي في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا (42 عاماً) وزوجته أسماء محمد أبو العطا (39 عاماً)، وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان أبو العطا وزوجته في موكب جنائزي كبير وسط مدينة غزة، وتعهد خلال التشييع قادة من الذراع السياسية لحركة الجهاد بـ"الانتقام لدمائه والثأر من قاتليه".

وردت المقاومة الفلسطينية عددا من المدن المحتلة عام 1948، كان من أبرزها ضواحي تل أبيب التي تبعد عن القطاع 80 كيلومتراً مربع، بالإضافة لأسدود وعسقلان والقدس المحتلة، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة.

هذا ويشهد قطاع غزة تصعيدا ملحوظا في أعقاب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي بحركة الجهاد بهاء أبو العطا، وسط محاولات عربية وأممية للسيطرة على المشهد ومنع اندلاع حرب جديدة بالقطاع.

مصادر مصرية خاصة كشفت لـ"العربي الجديد"، أن هناك أزمة كبيرة في تواصل المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصري المكلف بإدارة الملف الفلسطيني مع قيادة حركة الجهاد لبحث تبعات الخطوة الإسرائيلية، مضيفة أن مسؤولا كبيرا بالحركة أبلغ الجانب المصري، بأنه لا حديث عن أي تفاهمات أو اتصالات مع أي طرف قبل أن ترد الحركة على الجريمة الإسرائيلية بحق أبو العطا وزوجته، وكذلك استهداف قيادي آخر في دمشق، هو أكرم العجوري.

وبحسب المصادر، فإن "التصرف الإسرائيلي الأخير بالإقدام على اغتيال أبو العطا له معنيان؛ أولهما هو رغبة إسرائيل في معرفة مدى التطور والقوة التي وصلت لها فصائل المقاومة، وبالتحديد الجهاد التي ترتبط بعلاقات قوية مع إيران، بالإضافة إلى الضغط على الداخل للتسريع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة في تل أبيب".

وأضافت المصادر أن "المسؤولين في الجهاز تواصلوا مع قيادة حركة حماس، للتدخل وإقناع قيادة حركة الجهاد بعدم التصعيد للدرجة التي لا يمكن معها العودة للتفاهمات أو الهدوء"، موضحة "على الرغم من تجريم حماس للفعل الإسرائيلي الأخير إلا أنها متجاوبة مع الجانب المصري"، وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تحمّل حركة الجهاد وجناحها العسكري مسؤولية التصعيد المتواصل في قطاع غزة، مؤكدة أن تل أبيب تتعامل مع الجهاد على أنها الذراع الإيراني في نقل الرسائل المتبادلة بين الجانبين.

وقالت مصادر قيادية فلسطينية إن الضربة الأخيرة تجعل الدور المصري على المحك مستقبلا، إذ إن أبو العطا كان في القاهرة منذ فترة قصيرة للغاية ضمن وفد من الحركة، وبحث مع مصر تأمين الشريط الحدودي والتهدئة مع الاحتلال، وعدم إشعال الوضع في غزة لصالح أطراف إقليمية، بحسب ما نقله المسؤولون المصريون.

وذكرت المصادر أن "اتهامات تدور في أوساط المقاتلين في سرايا القدس – الجناح المسلح للجهاد - للمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، واحتمالية إمداده الموساد الإسرائيلي بمعلومات حساسة عن الحركة وقادتها في ضوء العلاقات المتميزة بين الجانبين، وفي أعقاب استجواب مصر لأعضاء بالسرايا والحركة كانوا محتجزين لديها، وأطلقت سراحهم أخيرا بعد زيارة وفد الحركة الشهر الماضي".

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، رسميا، أن ردها على اغتيال جيش الاحتلال للقيادي بهاء أبو العطا لن يكون له حدود، وقالت الحركة في بيان عسكري: "نؤكد بأن الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدو المجرم، وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان، وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

إلى ذلك استشهد خمسة فلسطينيين، اثنان منهم في بيت حانون، وثلاثة في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عدوانه على القطاع، وأعلنت المصادر أن الشهداء في بيت لاهيا، هم محمد صلاح حسن أبو شكل (31 عاماً) وراني فايز رجب أبوالنصر (35 عاماً) وجهاد أيمن أحمد أبو خاطر (22 عاما). وقالت مصادر محلية إن الشهداء الثلاثة يتبعون لـ"كتائب شهداء الأقصى"، التابعة لحركة "فتح".

ورداً على العدوان، استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قصف مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته في "غلاف غزة". وأعلنت سرايا القدس في أكثر من بيان، أنّ مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على اغتيال أبو العطا، وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، مواقع عسكرية تتبع لحركة الجهاد الإسلامي في مناطق مختلفة من شمال وجنوب قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية، نظمت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة وحراكات شبابية وطلابية، وقفة واعتصاما على ميدان المنارة وسط رام الله، رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووفاء لدماء الشهداء.

ورفع المشاركون لافتات تطالب بحماية دولية من مجازر الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العدوان على قطاع غزة، وأخرى تؤكد أن سياسة الاغتيالات لن توقف المقاومة، فيما هتف المشاركون للشهداء وقطاع غزة والمقاومة، وأكدت الحراكات الشبابية في نص دعوتها للمسيرة أن الضفة وغزة ملتحمتان، داعية إلى إشعال نقاط الاحتكاك مع جيش الاحتلال.

من نفس القسم دولي