دولي

"القطار الهوائي" فوق القدس القديمة... مرحلة تهويدية جديدة

حكومة الاحتلال تسعى لطمس المشهد الحضاري للقدس

يخشى الفلسطينيون من أن تكون مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خلال اجتماعها على مخطط "القطار الهوائي" الذي يربط جبل الزيتون، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس المحتلة، بحائط البراق، مقدمة لمرحلة تهويدية جديدة لتغيير المشهد الحضاري والتاريخي للمدينة.

ويبدأ مشروع "القطار الهوائي"، الذي يجابه بمعارضة فلسطينية شديدة، بين "حديقة الجرس" المحاذية لحي الطالبية غربي المدينة المقدسة، ومنطقة وادي الربابة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، حيث تخطط جمعية "ألعاد" الاستيطانية لبناء مركز كبير للزوار هناك، ويتهم الفلسطينيون حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية الأخرى، خاصة جمعية "ألعاد الاستيطانية"، بالسعي إلى تغيير المشهد الحضاري والتاريخي للقدس، في إطار المساعي المحمومة من قبل الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة بالكامل، على ما صرح بذلك لـ"العربي الجديد"، القيادي في حركة "فتح" الفلسطينية حاتم عبد القادر.

ويرى عبد القادر في المشروع أيضاً "تهديداً خطيراً للمقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى، حيث سيمر القطار الهوائي هذا بمحاذاة المسجد الأقصى وفوق أسوار البلدة القديمة"، ويؤكد عبد القادر أنّ جمعية "ألعاد" الاستيطانية "أصبحت صاحبة القول الفصل في كل ما يجري بمحيط البلدة القديمة، خاصة محيط المسجد الأقصى، فهذه الجمعية تدير العدد الأكبر من البؤر الاستيطانية جنوبي المسجد الأقصى وفي محيطه، إضافة إلى إدارتها عشرات البؤر في بلدة سلوان، وعددا لا يحصى من المشاريع الاستيطانية في المنطقة، أبرزها مركز الزوار في سلوان، بالإضافة إلى المبنى الضخم، الجاري بناؤه على مدخل وادي حلوة من أراضي سلوان".

ويقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية التابعة لـ"بيت الشرق" والخبير المختص بشؤون القدس والاستيطان خليل تفكجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا المشروع بجميع أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية، سيُمكن سلطات الاحتلال من تعزيز وتعظيم نفوذ الجمعيات الاستيطانية العاملة على تهويد المدينة المقدسة، بالإضافة إلى ما سيُلحقه هذا المشروع من أضرار بيئية ومس بالمشهد الحضاري للمدينة المقدسة".

وكان "المركز العربي للتخطيط البديل"، قد قدم، الأحد الفارط، "اعتراضاً قانونياً مهنياً شاملاً لوزارة القضاء الإسرائيلية، ضد إقرار مخطط القطار الهوائي (التلفريك) في القدس الشرقية، في ظل وجود حكومة انتقالية، لا تملك كامل الصلاحيات وتعتبر حكومة مؤقتة، بالإضافة إلى المعارضة الأساسية التي يتبناها المركز كون هذا المخطط سياسيًا بامتياز، ولا يأتي بأي فائدة"، كما أعلن المركز عن مساهمته في تخفيف أزمات السير في محيط البلدة القديمة من القدس، وعرض مسوغاته أمام معدي المخطط، إلا أن القرار السياسي المحرك لعملية التخطيط، وخصوصًا في القدس، رفض كافة الاعتراضات التي قدمت ضد هذا المخطط في حينه، وتم إقراره في مطلع يونيو/ حزيران الماضي، استمراراً لسياسة التهويد وتعزيز سيطرة المستوطنين في القدس الشرقية.

 

من نفس القسم دولي