دولي

مؤتمر فلسطيني يطالب الاحتلال بالإفراج عن الأسرى المرضى

كشف نادي الأسير عن تحذيرات من إمكانية إصابة الأسيرة اللبدي بمشاكل في القلب

طالب مؤتمر مخصص للتصدي لجريمة الإهمال الطبي التي تمارسها سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأسيرات والأسرى المرضى، بالعمل على الصعيدين الدولي والإقليمي لإطلاق سراح الأسرى المرضى، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم، وملاحقته قانونياً لإرغامه على إطلاق سراحهم.

شدد المؤتمر الذي عقده مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، في توصياته الختامية، على أهمية العمل مع منظمة الصحة العالمية لتنفيذ قرارها الصادر في 2010، بشأن تحسين الظروف الصحية والمعيشية للأسرى، وتشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة السجون الإسرائيلية، وإطلاع المجتمع الدولي على جريمة الإهمال الطبي المتعمد داخلها.

قالت والدة الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك لـ"العربي الجديد": "زرنا سامي قبل شهر، وكان وضعه سيئاً، وأعطوه حقنتين ليتمكن من حضور الزيارة لمدة نصف ساعة. سامي يعاني من كتلة سرطانية وصلت إلى شريان القلب، ومن ضيق في التنفس، ويتم إعطاؤه كل أسبوع 3 وحدات دم، ووزنه وصل إلى 39 كيلوغراماً، وانتشر المرض بجسده حتى وصل إلى الرئة وللعمود الفقري والكلى، كما يعاني من وجود ماء في الرئتين، ولا يستطيع الأكل أو الشرب سوى عبر الوريد. ابني شبه ميت، وأناشد الجميع للضغط على إسرائيل للإفراج عنه".

بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، لـ"العربي الجديد": "إن الأسير سامي أبو دياك يعد أخطر الحالات المرضية من بينهم 13 أسيراً مريضاً بالسرطان في سجون الاحتلال، ونخشى من استشهاده في أية لحظة، وهناك نحو 700 أسير مريض داخل سجون الاحتلال، من بينهم 180 أسيراً بحاجة إلى تدخل طبي مستعجل، لكن إسرائيل تمارس سياسة ممنهجة من الإهمال الطبي المتعمد".

وقال مدير مركز "حريات"، حلمي الأعرج، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف الأسرى المرضى مقلق للغاية في ظل تفاقم الوضع الصحي لعدد من الحالات المرضية الصعبة، وزيادة عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وإمعان الاحتلال في ممارسة سياسة الإهمال الطبي، وسن قانون الكنيست العنصري الذي سموه (قانون الإرهاب)، والذي يحظر إطلاق سراح الحالات المرضية من الأسرى، كما حصل سابقا مع الأسير بسام السايح، وكما يجرى حاليا مع الأسير أبو دياك".

وأكد الأعرج أن هناك إجماعاً وطنياً فلسطينياً على أن قضية الأسرى المرضى تتطلب تحركا سياسيا وقانونيا وإنسانيا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولا بد من توحيد الجهد الرسمي والشعبي للتحرك بثقل على صعيد المؤسسات الدولية، وإطلاع العالم على حقيقة ما يمارسه الاحتلال من إعدام بطيء بحق الأسرى، ورفضه الانصياع للمواثيق الدولية. "الجريمة مستمرة منذ عقود، وترتقي إلى مستوى جريمة الحرب، ولا أحد يحرك ساكناً من أجل إنصاف الأسرى وإنهاء معاناتهم، أو العمل على إطلاق سراحهم، ومحاسبة المجرم على جريمته".

إلى ذلك كشف نادي الأسير الفلسطيني، عن تحذير الأطباء من إمكانية إصابة الأسيرة الأردنية الفلسطينية هبة اللبدي بمشاكل في القلب نتيجة تدهور حالتها الصحية من جراء مواصلتها الإضراب عن الطعام منذ 36 يوما، ونقل نادي الأسير الفلسطيني في بيان، عن محامي الأسيرة هبة اللبدي، أن الأطباء في مستشفى "بني تسيون" في حيفا، والذي نقلت إليه الإثنين الماضي، حذروا من إصابتها بمشاكل في القلب، إذ تعاني من صعوبة شديدة في بلع الماء، ومنذ أسبوع تتقيأ الماء، وأدى ذلك إلى إصابتها بالتهاب شديد في الحلق، وجفاف، عدا عن نقصان متزايد في الوزن.

ومنذ عام 1967، استشهد 63 أسيرا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة سياسة الإهمال الطبي، بينهم 3 أسرى استشهدوا منذ مطلع 2019، وهم فارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تواصل احتجاز 6 جثامين لأسرى شهداء توفوا نتيجة الإهمال الطبي، كما استشهد العشرات من الأسرى المرضى بعد الإفراج عنهم نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها داخل سجون الاحتلال.

من نفس القسم دولي