دولي
"حماس" تبلغ الفصائل جاهزيتها لخوض الانتخابات
إصرار على إنهاء الانقسام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2019
أكّد الناطق باسم "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) حازم قاسم لـ"العربي الجديد"، أنّ حركته أبلغت وفد لجنة الانتخابات المركزية، الذي التقى قياداتها وقيادات الفصائل الفلسطينية الأخرى في مقر الحركة بمدينة غزة، جهوزيتها لخوض الانتخابات، والتقى وفد اللجنة، برئاسة رئيسها حنا ناصر، بوفد من حركة "حماس" يرأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، والفصائل الأخرى في مكتب الأخير في مدينة غزة.
قال حازم قاسم: "تم إبلاغ اللجنة أن "حماس" جاهزة لخوض الانتخابات وتسهيل مهام اللجنة من أجل الوصول لانتخابات حرة ونزيهة"، ولفت إلى أنّ "حماس" ترى أنّ تفاصيل الانتخابات وآلياتها تخضع للتوافق الوطني، وأنّ "الحركة ستلتزم بما يتم التوافق عليه وطنياً، وستكون جزءاً من حالة الإجماع هذه"، وقبيل الاجتماع، قال السنوار للصحافيين: "كنا ومازلنا مع خيارات شعبنا، ونحن جاهزون للانتخابات دوما، وسنجعل منها رافعة لتصويب مسارات استراتيجية في تاريخ شعبنا".
وكان الرئيس محمود عباس تعهد بالدعوة لإجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة عقب إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر/أيلول المنصرم، وقال عباس حينها: "سأدعو إلى انتخابات عامّة في الضفّة الغربيّة وغزّة والقدس، وسنُحمل من يعترض على الانتخابات المسؤوليّة أمام الله والمجتمع الدولي والتاريخ".
وعقب اللقاء الفصائلي بلجنة الانتخابات، جدد هنية التأكيد على أن "حماس" جاهزة من الآن للانتخابات و"سنحترم نتائجها في حال توفرت شروطها"، وقال هنية، في المؤتمر الصحافي للمشاركين بالاجتماع: "متمسكون بإجراء انتخابات شاملة رئاسية، تشريعية، مجلس وطني، وأيضا متمسكون بتحقيق الوحدة الفلسطينية". ولفت إلى أهمية "إعادة ترتيب النظام السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية".
من جانبه، أكد رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر أن الوفد "لديه شعور أننا اقتربنا كثيرا من الانتخابات"، وأشار ناصر إلى الاتفاق على عدد من البنود التي تتعلق بالانتخابات والموقف الوطني منها. وشدد على أنه بعد هذا اللقاء "سائرون في الاتجاه الصحيح نحو انتخابات رئاسية وتشريعية، وفي المستقبل مجلس وطني".
وأجمع كُتاب ومحللون أن إعلان حماس جهوزيتها للانتخابات هو موقف وطني، يؤكد إصرارها على إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة، وأنها الآن تلقي بالكرة مرة أخرى في ملعب رئيس السلطة محمود عباس لإصدار مرسوم بموعد الانتخابات.
الكاتب ماجد الزبدة أكد أن قرار حماس يؤكد إصرارها على إنهاء الانقسام مهما كانت المعيقات، ويمثل مفاجأة كبيرة لحركة فتح التي كانت تأمل أن ترفض حماس إجراء الانتخابات كي تحملها مسؤولية الفشل، واعتقد الزبدة أن موافقة حماس تضع حركة فتح في تحدٍّ جديد؛ لكونها راوغت في موافقتها على مبادرة الفصائل، واليوم تواجه تحديا كبيرا أمام الشارع الفلسطيني، مشيرا إلى أن ذلك يضاعف المسؤولية على الفصائل بضرورة الضغط على عباس لإتمام الوحدة بعد استجابة حماس لجميع المطالب الفصائلية، واليوم هي تستجيب أيضا لمطلب عباس نفسه، وأضاف "الكرة الآن في ملعب عباس، فهل سيتخذ قرارا بالذهاب إلى الانتخابات التشريعية كما أعلن!!! قناعتي أنه لن يفعل".
من جهته قال الكاتب شرحبيل الغريب: إن الموافقة العلنية على إجراء الانتخابات يلقي بالكرة في ملعب رئيس السلطة الفلسطينية، والأيام القادمة كفيلة بقياس مدى جدية عباس بإصدار مرسوم رئاسي يحدد موعدا لها، أما المحلل حسام الدجني فقد قال: الانتخابات المتزامنة أقل وقتا وجهدا ومالا من المتتالية، ومن يرفضها فقط رئيس السلطة عباس وحركته.
ورجح الدجني هذا السيناريو وهو تمسك عباس بالانتخابات المتتالية فترفض حماس، فيذهب عباس لإجراء انتخابات تشريعية تجرى في الضفة فقط، ولكن ضمن قوائم تمثل الضفة والقدس وغزة، لأن احتمالات رفض حماس الانتخابات المتتالية محتملاً، وأضاف: أتمنى على الفصائل الفلسطينية الموافقة على إجراء انتخابات تشريعية، وفي حال حققت مجموع الفصائل 88 مقعداً، فإن هذا يمنحهم الحق في تعديل القانون الأساسي باتجاه البرلماني الكامل، ومنصب الرئيس فخري، وبذلك نتجاوز معضلة الرئيس والانتخابات الرئاسية، ويكون النظام السياسي أكثر استقراراً.
وأكد أن موافقة الفصائل على المتتالية ينبغي أن تكون مشروطة بثلاثة شروط هي: التوافق على قانون انتخابات، والعمل على تهيئة البيئة الانتخابية في الضفة وغزة، وثانيها التوافق على محكمة انتخابات جديدة متوافق على قضاتها من الجميع تشرف على العملية الانتخابية، في حين أن الشرط الثالث هو ضمانات عربية ودولية وفلسطينية بتنفيذ مرسوم رئاسي يحدد موعد الانتخابات الرئاسية.
ومن جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن موقف حركة حماس الإيجابي من إجراء الانتخابات تطور إيجابي نحو توحيد الموقف الوطني، ولفت القرا إلى أن ذلك يتطلب إعلانا واضحا من رئاسة السلطة يتعاطى مع الإجماع الوطني بتحديد مواعيد الانتخابات كرزمة واحدة والتوافق على نظام الانتخابات وجدول إجرائها.
وكما توقع المحلل السياسي هاني البسوس موافقة حركة حماس على إجراء الانتخابات التشريعية، فإنه قال الكرة الآن في ملعب أبو مازن ليعلن عن موعد الانتخابات.
من جانبه قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن حماس متشجعة جدا للانتخابات، ولديها مرونة كافية، ولن ترفضها، وستصب الانتخابات في مصلحة حماس، فهل يجرؤ الرئيس عباس على السير للأمام فيها؟ وقبول حماس كجزء من المنافسة، أما الكاتب السياسي وسام أبو شمالة فقال: إن الفصائل تدعم موقف حركة حماس باعتبار صندوق الاقتراع حكما لخيار الشعب الفلسطيني.
ورأى المحلل السياسي تيسير محيسن أن قرار حماس ضربة مفاجئة ستربك حسابات عباس وفريق أوسلو.. حماس توافق على انتخابات تشريعية.