دولي
ما شكل حكومة الإجرام الصهيونية الجديدة؟
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2019
بعد إخفاق زعيم حزب الليكود الصهيوني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنحه الوقت الكافي دون التوصل مع الأحزاب الصهيونية لتشكيل حكومة، وجه رئيس الكيان رؤوفين ريفلين، كتاب تكليف ثانيًا لرئيس الحزب الصهيوني (أزرق أبيض) بيني غانتس الفائز بأعلى عدد من مقاعد الكنيست لتشكيل حكومة صهيونية جديدة، ليبدأ جولة جديدة من التفاوض مع الأحزاب الصهيونية المختلفة لكي يتمكن من تشكيل هذه الحكومة وسط الصراع الناعم بينه وبين نتنياهو، وفي حالة تمكنه من تشكيل الحكومة الإجرامية الجديدة دون نتنياهو فإن المشوار السياسي الطويل لنتنياهو يكون قد انتهى ولن يعود لمنصات العمل السياسي، بل سيواجه نتنياهو قضايا الفساد والقضايا الجنائية التي تنتظره في الخارج.
يواجه تشكيل الحكومة الصهيونية تحديات وعقبات كثيرة وسط الرؤى المختلفة للأحزاب الإسرائيلية والقضايا والتحولات التي تواجه حكومة الجنرالات الجديدة، حيث تشهد الساحة السياسية في الكيان هذه الأيام صراعًا بين الأحزاب حول الحكومة الجديدة، في حين يسعى (غانتس) للعمل على مواءمة كل التصورات والرؤى الحزبية في الكيان من أجل النجاح في تشكيل هذه الحكومة، وسط التهديدات الخارجية لمحيط بالكيان والقلق الإسرائيلي مما يحدث في الشمال وفي سوريا.
إن الجنرال الصهيوني (غانتس) انتظر الفترة الممنوحة لنتنياهو لتشكيل حكومته، وهو يدرك أن الأخير سيفشل في تشكيل الحكومة، بل إن (غانتس) عمل على إفشال نتنياهو من أجل تهيئة الأجواء لديه لتشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الخطط الخاصة به لمواصلة قتل أبناء شعبنا الفلسطيني ومواصلة تنفيذ مخططات الاستيطان وتدمير البنى التحتية في أرضنا الفلسطينية.
وقد أوضحت مصادر إسرائيلية في الكيان أن زعيم تحالف (أزرق أبيض) سيقدم دعوة للقائمة العربية في (الكنيست) للمشاورات في التشكيل الحكومة ليكونوا أعضاء فيها حيث كانت آخر مرة دُعي فيها ممثلو الأحزاب العربية إلى مفاوضات الائتلاف في عام 1999م، كما أن غانتس ينوي التوجه أولا إلى حزب الليكود قبل اللجوء إلى الأحزاب الأخرى بهدف تشكيل الائتلاف الحكومي القادم، بل سيتوجه إلى أحزاب الكتلة اليمينية في محاولة لتشكيل حكومة.
إن مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة صعبة أمام غانتس صاحب العقلية العسكرية، فهو لا يدرك أن العمل السياسي له تحديات واستحقاقات تختلف عن العمل العسكري والقرارات الحاسمة، وسط رفض حزب (شاس) رؤية غانتس لتشكيل حكومة صهيونية ائتلافية بين الأحزاب.
هذا ويعد حزب الليكود تحديًا كبيرًا أمام غانتس لكونه الحزب الحاصل على عدد كبير من مقاعد (الكنيست) ويستطع إنجاح أو إسقاط أي حكومة جديدة؛ في المقابل كشفت وسائل الإعلام العبرية أن غانتس يعمل على اقتراح حل وسط جديد إلى رئيس حزب الليكود (نتنياهو) لإقامة (حكومة وحدة وطنية)، وأن حزب (غانتس) يدرس أن يقترح أمام نتنياهو التنازل لتكتل اليمين وعليه التنازل عن تولي رئاسة الحكومة، أو أن يتنازل عن رئاسة تكتل اليمين بالكلية، والرسالة التي ينوي "أزرق أبيض" تمريرها إلى نتنياهو بهذه المرحلة هي: إن تنازلت عن أحد هذه الشروط، تظهر رغبة (نتنياهو) في تشكيل حكومة (وحدة إسرائيلية).
إن الأزمة السياسية التي يمر بها الكيان منذ أشهر تلقي بتأثيراتها على الكيان وتفاقم من تدهور الأوضاع الداخلية وتقلبها في ظل الصراعات السياسية على تشكيل الحكومة، بل إن الحراك السياسي الداخلي ليس بعيدا عما يجري من تطورات إقليمية خارجية، خاصة ما يحدث في سوريا وما يحدث في لبنان.
إن الجنرالات والمسؤولين في الكيان مهما اختلفوا على تشكيل الحكومة الجديدة وهيكلتها فإنهم في نهاية المطاف سيعلنون عن حكومة لا تختلف برامجها العسكرية والسياسية عن الحكومات الصهيونية الماضية، بل ستعمل الحكومة الجديدة على تنفيذ أكبر قدر من المخططات الاستيطانية والإيغال في دماء أبناء شعبنا الفلسطيني.
غسان الشامي