دولي

الأسير المحرر محمد طحاينة: اعتقلت، تعرضت للتعذيب، العزل والمعاملة السيئة

حوكم وأفرح عنه ولم يعرف بعد تهمته

    • 5 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام في سجون الاحتلال

 

اعتقلت وتعرضت للتعذيب والعزل والمعاملة السئية وحوكمت وافرج عني ، ولم أعرف التهمة التي زجوني من اجلها خلف القضبان ".. بهذه الكلمات ، استهل الأسير محمد  جميل محمود طحاينة ، 29 عاماً ، من بلدة السيلة الحارثية بمحافظة جنين ، حديثه لـ "القدس" بعد تحرره من سجون الاحتلال التي وصف الاوضاع فيها بانها " سيئة وقاسية خاصة بالنسبة للمرضى الذين يتعرضون للاعدام والقتل بحرمانهم من ابسط حقوقهم في العلاج والرعاية الصحية ".

يؤكد المحرر طحاينة ، أنه عاش حياته يعمل ويشقى ليساعد في اعالة اسرته الكبيرة المكونة من 10 أنفار ، ولم يتدخل بالسياسة أو ينتمي لأي حزب ، موضحاً انه اضطر لترك دراسته والتخلي عن احلامه بالدراسة الجامعية بسبب اوضاع اسرته الاقتصادية ، فوالده قبل وفاته عاتى المرض المزمن ولم يستطع العمل ، كما عانت والدته ربة المنزل من عدة امراض ، فتوجه لمجال التجارة ، التزم طحاينة بعمله وتطوير تجارته حتى افتتح متجراً خاصاَ به ، فاستمر بالعمل وتكريس حياته لاسرته حتى فوجيء باقتحام جنود الاحتلال لمحله ، ويقول " كنت أعمل بشكل طبيعي ، وفجاة حاصرت الوحدات الخاصة المتخفية بالزي المدني الفلسطيني المحل بطريقة غير مباشرة حتى اقتحمت 10 دوريات عسكرية المنطقة وحاصرته بالكامل "، ويضيف " دون سؤال أو جواب ، اقتحم الجنود المحل واحتجزوني وفتشوا سيارتي الخاصة واعتقلوني دون ابداء الاسباب ".

ونقل الجنود طحاينة مقيد اليدين وبعد وضع العصبات على عينية في دورية عسكرية توقفت قرب منزله دون علمه بأن قوة أخرى من الجيش داهمته ، ويقول " نقلني الجنود وسط حراسة مشددة دون معرفة أي معلومات عما يجري معي وحولي ، لكن تبين انهم اقتحموا  منزل عائلتي وشقيقي واطلقوا القنابل الغازية دون ابداء الاسباب ، فاصيبت والدتي بالاغماء واحتجزوا اسرتي وعزلوهم حتى انتهت العملية "، ويضيف " كنت مقيد ومعصب ولا أعلم بان منزلي على بعد امتار مني فقط ، فالجنود فتشوه ودمروا كافة محتوياته ، كما كسروا الابواب الرئيسية لمنزل شقيقي الذي دمروا كافة محتوياته واثاثه وانسحبوا ولم يعرف أحد سبب كل هذه الهجمة والممارسات ".

ويروي المحرر طحاينة ، أن جنود الاحتلال وخلال اعتقاله ونقله لمعسكر سالم الاسرائيلي غرب جنين ، اعتدوا عليه بالضرب المبرح ، ثم نقلوه لمركز تحقيق الجلمة الذي تعرض فيه للعزل لمدة شهر كامل ، ويقول " احتجزت في زنزانة انفرادية وتعرضت للتحقيق القاسي طوال فترة التعذيب ، لم أكن اعلم الوقت والساعة ، عاملوني بوحشية مقيد اليدين والقدمين  وعانيت من الطعام الذي لا يمكن أن يتناوله بشر حتى فقدت 9 كيلو من وزني "، ويضيف " خلال التحقيق ، كنت أطلب شرب الماء ، فيماطلوا بشكل متعمد لفترة طويلة حتى تلبية طلبي وبسبب المعاملة السيئة اضربت عن الطعام والشراب لمدة يومين حتى  جاءت ادارة السجن ووافقت على طلبي مقابل فك اضرابي "، ويكمل " نقلوني لسجن مجدو دون معرفة سبب اعتقالي ، وعرضت على المحاكم العسكرية 18 مرة ، فطلبت النيابة والمخابرات سجني عامين ، لكن المحامي رفض واستمر بالتاجيل حتى حوكمت بالسجن الفعلي وغرامة ألفي شيكل  ".اى مايقارب 600 دولار امريكى .

يقول طحاينة " قضية اعتقالي ، تكشف الاستهداف والظلم الذي نتعرض له كشباب فلسطيني ، فانا متهم بتجارتي وعملي ولا علاقة لي بالسياسة والتنظيمات ، وقد قضيت فترة اعتقالي وسط المعاناة والظلم بتهمة أمنية لا أدري ما هي ، وما عايشته ظلم وانتهاك لكافة الاعراف والقوانين الدولية "، ويضيف " طوال فترة اعتقالي ، لم يسمح الاحتلال لعائلتي بزيارتي ،  والدتي التي بكت دموعا على حرمانها من ابنها ، لم تكن تعلم شيئاً عن مصيري ، فلم أكن اراها سوى عن طريق المحكمة التي تفرض قيود مشددة وتحرم الأسير من الحديث مع عائلته أو مصافحتها "، ويكمل " عانيت بسبب المنع الامني الذي يعتبر اصعب عقوبة يفرضها الاحتلال على الأسير بحرمانه من عائلته لعقابه والانتقام منه دون أن يحرك احد ساكنا ، ففي قانون وسياسة ومنهج الاحتلال لا حقوق للأسير ".

يشير المحرر طحاينة ، الى تدهور الاوضاع في السجون بسبب سياسات الادارة التي تستهدف حرمانهم من حقوقهم والضغط عليهم والانتقام منهم خاصة من خلال حملات المداهمة والاقتحام المباغتة والتفتشيات الليلة التي يتخللها التنكيل بهم وتدمير اغراضهم ، ويضيف " الادارة تتحكم باوضاع الاسرى وفق مزاج الحراس والسجانين ، فاحيانا يمنعوننا من ممارسة الرياضة والفورة ، لانهم يريدون حصارنا وتدمير نفسيتنا ومعنوياتنا "، ويضيف " الهم الاكبر للأسرى الخطر الذين يواجهه كل مريض وخاصة المصابين بامراض مزمنة ، فلا يتوفر لهم علاج ورعاية ، بينما من يصاب بمرض تماطل الادارة لفترات طويلة لنقله للعيادة ، وهناك أسرى يرفضون العلاج خوفاً على حياتهم بسبب تكرار الاخطاء الطبيىة "، ويكمل " لم ولن تكتمل فرحتنا ما دام أسير خلف القضبان ، وابطال الحرية بحاجة لحراك حقيقي ودعم ومساندة لتعود قضيتهم لمركز الصدارة حتى انتزاع حريتهم وعودتهم لوطنهم واسرهم ، فاحيانا يشعرون انهم منسيون ".

من نفس القسم دولي